لمثل المعروف «من يزرع الريح يحصد العاصفة» ينطبق على حال النظام الايراني حاليا. لاحظوا:يقول رئيس النظام روحاني في 23 ديسمبر : «… لدينا بلد آمن خلافا لدول المنطقة التي توجد فيها يوميا حروب داخلية واغتيالات وتفجيرات…».روحاني الذي تحدث عن ايران آمنة فلم يقل أولا ما معنى الأمن في ظل التعامل بالنار والقمع والاعدام وثانيا لماذا يوجد في دول المنطقة الارهاب والتفجير واراقة الدماء ومن يشعل النزاعات الطائفية في هذه المناطق؟
انه لم يقل ذلك؛ الا أن الولي الفقيه للنظام ومن لف حول روحاني نفسه يصرحون بكل وضوح منذ سنوات وحتى يومنا هذا سبب كل أعمال الارهاب والتفجيرات واراقة الدماء :
«… لو لم ندخل في سوريا والله يعلم ماذا كنا نواجه داخل حدودنا من مشاكل وضربات غريبة …» (الولي الفقيه للنظام خلال لقائه بسفراء النظام وبعثات النظام (1 نوامبر2015).
«… ”عمليات محرم“ بدأت مع بداية شهر محرم من قبل جيش بشار الأسد ووحدات من قوات الحرس وحزب الله وباسناد جوي من الطيران الروسي…» (علي شمخاني سكرتير مجلس أمن النظام- 11 نوفمبر2015).
«… اذا لاتحارب قوات الحرس في العراق وسوريا اللذين يشكلان العمق الستراتيجي لنظامنا فعليها أن تحارب في شوارع مدن كبيرة من أمثال تبريز وشيراز واصفهان و…». (شمخاني)
«… همداني شارك في 80 عملية في سوريا.. استشهد همداني في سوريا لكي لا تنجر زعزعة الاستقرار الى طهران…» (كلمة محسن رضايي في تشييع العميد همداني- 10 اكتوبر2015).
«… في يوم ما كانت حدودنا تنتهي الى شلامجه وحاج عمران ومهران ولكن اليوم حدودنا هي شواطئ البحر الأبيض المتوسط… الكل يعلم أن الشيء المؤثر في معادلات لبنان كان الصواريخ الايرانية…» (الملا علي سعيدي ممثل خامنئي في قوات الحرس – تلفزيون النظام 9 فبراير 2015).
«… الاحتفاظ بسوريا أهم بالنسبة لنا من محافظة خوزستان…» (الملا طائب قائد لجنة البلطجيين في بيت خامنئي المسمى ب ”مقر عمار“).
«… اليوم الحدود الستراتيجية للجمهورية الاسلامية هي سوريا ولبنان. هذه المناطق تشكل العمق الستراتيجي للجمهورية الاسلامية » (كلمة الملا مهدي ادياني في مدينة رشت 17 نوفمبر 2015).
أصدرت وزارة الداخلية البحرينية يوم 4 نوفمبر 2015 بيانا أعلنت فيه العثور على شبكة ارهابية واسعة للنظام الايراني في البحرين واعتقال 47 من أعضائها.
آصدرت الحكومة البحرينية يوم 15 نوفمبر أحكام المؤبد على 12 من ارهابيي النظام الايراني بتهمة تشكيل مجموعات ارهابية والهجوم المسلح على الشرطة واسقاط جنسيتهم.
وقبله باسبوع كانت محكمة بحرينية أخرى أدانت 5 أشخاص بتهمة نشاطات ارهابية والتخابر للنظام الايراني. انهم كانوا قد قاموا بأعمال شغب وأعمال ارهابية في البحرين خلال عامي 2013 و 2014. واستدعت المنامة سفيرها عن طهران بسبب تدخلات النظام الايراني في البحرين وطردت سفير النظام الايراني في البحرين (الوكالات15 نوفمبر).
«… الكويت اعتقلت 26 من خلية ارهابية على صلة بقوات الحرس الايراني وكانت معروفة بخلية «العبدلي» وهي تدخل الأسلحة والمتفجرات من ايران. واتهمت النيابة الكويتية هذه الخلية بأعمال ارهابية والتخابر للنظام الايراني وحزب الله اللبناني… (قناة العربية 6 سبتمبر)…
ان تصريحات قادة النظام فيما يخص زعزعة الاستقرار في دول المنطقة من جهة وما يحدث على أرض الواقع من جهة أخرى هي واضحة بما فيه الكفاية. ولكن الوجه الثاني للحقيقة هو ان كلتا الزمرتين الحاكمتين أي زمرة خامنئي وزمرة رفسنجاني – روحاني قد كرستا أجواء الكبت من خلال تأسيس جهاز القمع في المجتمع يريدان من خلاله ابقاء كيانهما المتهرئ في أمن وأمان. غافلين عن أن أيا منهما لن ينجوا من غضب جماهيري راح يتفجر.
ان استقبال المواطنين في مدينة شهر ري للملا روحاني في مدخل المدينة يثبت ذلك:
«… الاساءة الى صور رئيس الجمهورية في مدينة شهر ري. من المقرر أن يتفقد رئيس الجمهورية اليوم خلال سفرة قصيرة لمدينة شهر ري… اللوحات الكبيرة التي نصبت بمناسبة الترحيب لرئيس الجمهورية قد تعرضت للتمزيق وبعضها تلطخت بالأصباغ… ان ما تعرضت له الصور في اللوحات الكبيرة في مدينة شهر ري يمكن أن يكون ايذانا لمسير … هو بداية لأعمال فساد» (صحيفة قانون الحكومية 23 ديسمبر).
وعندما يتلقى رئيس الجمهورية للنظام الذي فضيحة مزاعمه في تحسين الوضع الاقتصادي تثير الضحك لدى الدجاج المشوي (حسب المثل الايراني) هكذا ردا من قبل المواطنين في مدينة شهر ري رغم كل الترتيبات والتمهيدات وانتقاء جمهور لاستقباله فما بالك اذا لا يوجد مثل هذه المشاهد المصطنعة والوعيد والاعتقالات، عندئذ يتحقق معنى المثل المعروف : «من يزرع الريح يحصد العاصفة».