ثمة عدة تساؤلات لا تنتهي مقرونة بموجات الارهاب في بلدنا، ولماذا يتجدد بأسماء وعناوين جديدة دائما؟ ومن أين له المال والدعم والموارد، والإمكانيات الهائلة، ووسائل التدريب، والاعداد والأماكن، والخطط الخ..؟ جميعها اسئلة تدور في الشارع العراقي!! وتصدر تلك التساؤلات من الجميع دون استثناء، سواء السياسي او العسكري او المواطن العادي؛
لقد نجح الجيش العراقي مع اخوته الابطال من الداخلية والأجهزة الأمنية، بالقضاء عدة مرات على التنظيمات الإرهابية المسلحة، منذ عام ٢٠٠٤الى عام ٢٠١٢ على الأرض وتم دحرها ميدانيا و استخباريا ،ولكنها كانت تنبعث وتتجدد بهويات وأسماء جديدة في مناطق التوتر والحاضنات، بعد كل هزيمة لها إعلاميا وعسكريا، وكشف فضائح وعورة تلك التنظيمات الارهابية، وتعرية وجهها الحقيقي امام الرأي العام، وكشف جرائمها الدموية والعنصرية، بحق أفراد الشعب العراقي، وخصوصا في مناطق الحواضن الآمنة لها فكريا وعقائديا وامنيا، فلم تكن تفرق زمر الارهاب بين العراقيين بالقتل والتفجير في الاستراتيجية العسكرية والعقائدية ،وصنفت المجتمع العراقي بين رافضي، ومرتد، ومنشق وخائن، وعميل وخدعت الناس بزيف ادعاءاتهم الجهادية، فكانت مثل الافعى المتلونة التي تخلع جلدها وتتزين باخر لكي تنسجم وتتلائم مع الظروف والبيئة،ولكن طريقة نهجها واضحة عند أهل العقل والاختصاص، ولا تنطلي تلك الخدع الا على الناس البسطاء، وبعد ان فشل الإرهاب ومن يقف خلفه ويمده بالدعم والتمويل الداخلي والخارجي، وتمت هزيمته بأساليب المواجهة الغير مباشرة، وكبح جماحه والقاء القبض على اغلب قادة الإرهابيين الظلاميين، ودحر اوكارهم، بدء الاستعداد لمرحلة أخرى وباسلوب جديد، لحشد بعض المحافظات لمؤامرة جديدة ومواجهة اخرى مباشرة قاسية، انتجتها ساحات ما تعرف بالاعتصام والتظاهرات، وبتنسيق عالي مع الارهاب وتنظيماته داخل وخارج العراق، فكانت تلك النكبة يوم ٩ |٦ / ٢٠١٤ ونتائجها المؤلمه جدا وعواقبها الوخيمة، والتضحيات الكبيرة التي بذلتها القوات العراقية بكافة صنوفها العسكرية الامنية والحشدوية، في تحرير المدن والمناطق التي استولت عليها عصابات داعش التكفيرية؛
ومن وجهة نظري ان التحديات والمصاعب والمواجهة تستمر لأعوام، ولربما عقود مع الارهاب، مالم نصنع السلام الحقيقي النابع من النفوس والمرتكز على رؤية وإرادة وطنية عراقية، تراعي خصوصيتنا ومصالح البلاد والعباد وبايدي شريفه ومهنية ووطنية، وليس دخلاء، وبذلك يمكن لنا ان نصنع سلام الأقوياء الذي يقاوم جميع تلك التحديات والمصاعب،
وأن المواجهة الحالية والقادمة تحتاج الى الكثير من الموارد والامكانيات التي تضمن ادامة زخم النصر، وأهمها هو قانون خدمة التجنيد الالزامي لاستيعاب طاقات الشعب،وتوفير فرصة عمل شريفة ومتكافئة مع عدم تكرار أخطاء الماضي المؤلم، وتفعيل مشاريع التصنيع العسكري لانتاج الة حربية وطنية، كما اصبح من الملزم للجميع الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة،
وقد تساهم هذه العناصر مع غطاء سياسي وطني ومشاريع امن مجتمعي، على المستوى الفكري والثقافي، تحارب التشدد والتطرف والأمراض المجتمعية، بنتاج سلام دائم وثابت مدعوم باستعداد دائم للحرب والمواجهة المرتقبة.