من على شاشة قناة الفجر الفضائية شاهدت مؤخرا برنامجا لرعاية المواهب وقد استعرض البرنامج حياة الطفل اليمني النابغة (ابراهيم ناجي العوسجي) الذي يبلغ من العمر 10سنوات ،يحفظ القران ويجيد تلاوته على افضل مايرام ،كما انه بارع في فن الخطابة والالقاء حتى اصبح خطيبا في احد الجوامع يلقي فيها خطب الجمعة ، كما انه يجيد كتابة القصص والشعر والادب بصورة عامة ، وهذا الامر في جقيقته لم يأت من فراغ بل هو ثمرة انتجتها ارض طيبة خصبة وترعرعت في بيئة صالحة خالية من الادران . ومثال (ابراهيم ناجي العوسجي) كثيرون في دول الخليج والوطن العربي والعالم ..ولكنهم للاسف قليلون في العراق بلد الحظارة ومهبط الرسل وملتقى الثقافة والابداع ، واسباب هذا كثيرة لعل في مقدمتها السياسة العدوانية للنظام السابق الذى صادر المواهب واحرق الامكانيات وجعل البلاد بيئة للجهل والتخلف والانحراف .وحتى نستطيع ان ننقذ مايمكن انقاذه ، يجب ان ننتبه نحن دعاة الاصلاح الى حقيقة مرة في حياتنا وهي ضياع هذه الامكانات والمواهب الجبارة لابنائنا واطفالنا وتلاشيها في خضم هذا الاهمال وعدم الرعاية وبالتالي تكرار ذات الماساة السابقة بحق الاجيال اللاحقة.ولاشك ان هذه الرعاية يجب ان تبدأ من نقطة البحث والتقصي عن هذه المواهب بجدية تامة وتنميتها والحرص عليها وفتح مراكز متخصصة تطلق على نفسها مراكز رعاية المواهب وتطويرها وتمويلها بما يحقق استدامة هذه المواهب ونضوجها وصبها في خدمة مسيرة التنمية الشاملة وعلى الاصعدة كافة . وفي هذا الصدد لابد ان نشير الى فشل مراكز الشباب الحالية في بلدنا في ادارة المشروع الشبابي وتوجية المواهب وسد الفراغ الحاصل في حياة الشباب ومعالجة مشاكلهم ، وهذا بالتأكيد احدث شرخا كبيرا في مجمل العلائق الاجتماعية للشباب وضياع طاقاتهم تحت وطاة الاهمال وسوء ادارة المواهب مما تسبب في ولادة اتجاهات عدوانية خطيرة وفقدان الثقة بالا مكانات الابداعية .هذه الحالة من عدم الاهتمام التي يعشها المدنا تسدل الستار على تطلعات وطاقات خلاقة يتمتع بها الانسان العراقي وتجعلنا دائما في موضع الياس والتوجس على مستقبل الشباب والاجيال القادمة ، وتبقى علامات الاستفهام مرسومة عن دور المؤسسات التربوية وواجباتها ومستقبل المواهب العراقية ورعايتها ..وفي كل الاحوال فاننا نتفق على حقيقة واحدة وهي اننا لانزال نتمسك بذات النفس العدواني تجاه طاقات ابناءنا ونحتقر فيهم روح الابداع والتصدى والعمل الخلاق.