لم يستطع العالم بكل هيئاته ومنظماته وعلمائه ومفكريه وسياسييه ،ايجاد تعريف متفق عليه للارهاب ،سوى انه (التطرف والقتل والذبح والغلو الديني التكفيري)،فألى اي مدى ينطبق هذا التعريف او غيره ،على ما نشهده اليوم من ارهاب عالمي ترعاه وتدعمه وتشرف عليه دول كبرى ،فاذا سلمنا بتعريف الارهاب على انه التطرف والتكفير الديني ،فهذا موجود منذ الازل اي منذ ان قتل قابيل اخاه هابيل من اجل امرأة،ومابعده ،وشهد التاريخ العالمي كله نماذج اخرى بشعة للقتل والذبح باسم الدين وبطرق وحشية نادرة ،وحوادث عربية وعالمية معروفة ومشهورة تؤكد هذه الحقيقة ،ليس اولها ماجرى للارمن في تركيا العثمانية ،او لليهود على يد هتلر او للمرتدين في معركة اليمامة (حديقة الموت)على يد خالد بن الوليد، وصولا الى محاكم التفتيش في فرنسا (سجن الباستيل)او الذبح الفرنسي للجزائريين ابان احتلالهم للجزائر،والهنود الحمر في امريكا والتمييز العنصري في افريقيا ،وليس اخرا ما يجري الان للمسلمين في بورما وغيرها ،ليس هذا سوى مقدمة عن البحث في اصول وجذور الارهاب العالمي،وايجاد معنى للارهاب ،وربما (وهذا شيء طبيعي)، ان يختلف معي الكثير من القراء فيما اقول ،ويعتبر ما قام به هؤلاء ليس ارهابا ،بالرغم من انني لم اعني ذلك ابدا ولكنني اطرح تساؤلات مشروعة عن احداث هزت الضمير العالمي وما زلنا نتداول ونشير باصبع الاتهام لمن قام بها ،ولست مع هذا ابدا فلكل امرء رؤيته ونظرته للاحداث ،يسقطها على زاويته،ولكن لكي نكون واقعيين،ونحن نرى رأي العين احداثا نعيشها ،لايمكن لاحد ان يناقشنا فيها لاننا جزء منها نعاني وننزف من جرائها دما طهورا،احداث يندى لها جبين العالم كله ،وعلينا ان نسمي المسميات بأسمائها ونشير الى الارهاب بأسمه الصريح ،فاحداث العراق وافغانستان ولبنان وسوريا وليبيا تكفي ،لكي نعرف من هو الارهابي الاول وراعي الارهاب الدولي الاول ،وما هي اهدافه وكيف يخطط له ومن هم المنفذون ،ومن هم الضحايا ،اليس من حقنا كبشر ان نؤشر على القتلة والمجرمين
قاتلوا الشعوب ومرهبيهم ،ام نبقى ندفن رؤوسنا في رمال الذل والخنوع ،امام ما يجري للشعوب من قتل وتهجير وتجذير طائفي وعرقي وتفتيت وتقسيم دول ومحو مدن من الوجود والحاق الخراب والدمار بالدول والشعوب باسم الارهاب ،وعندما نبدأ بافغانستان التي اطلقت منها شراة الارهاب الدولي بدعم ورعاية امريكا لمواجهة (الاحتلال السوفيتي انذاك)والمد الشيوعي لها ،فاخترعت ادارات امريكا معارضا وندا للسوفييت هناك ،ورعت ودعمت الشيخ اسامة بن لادن لمواجهة السوفييت وذهب الالاف من العرب (للجهاد هناك)،تاركين الجهاد لتحرير القدس الشريف في فلسطين ،فهل تحرير افغانستان اهم من تحرير فلسطين والقدس الشريف(لاادري)،وهكذا تأسست القاعدة وطالبان في افغانستان وعندما انهت الوجود السوفييتي وهزمته هناك ،استلمت الحكم طالبان (المتطرفة الان)، وبعدها قامت امريكا بمحاربة طالبان على انها منظمة ارهابية بعد ان (صنعتها بيديها)،وهكذا تشظت القاعدة وتوالدت في الاقطار الاخرى ،واصبحت عشرات الفصائل والتنظيمات الاسلامية،التي انفصل قسم منها عن خط وقيادة القاعدة ،ومنها الدولة الاسلامية في العراق والشام،اليوم امريكا تواجه هذه التنظيمات الاسلامية بكل شراسة وتحشد لها الدول لمحاربتها والقضاء عليها ،وتزعم انها تقاتل الارهاب الدولي الذي اصبح يشكل خطرا مباشرا على وجودها ،ونسيت او تناست انها هي رأس الارهاب الدولي وراعيته ،وما جرى لافغانستان والعراق ولبنان وليبيا ومصر وتونس واليمن والبحرين وسوريا هو من صنع يديها، ويدي ايران امبراطورية الشر في العالم ،وما نراه اليوم من دماء وخراب ودمار شاما يعم المنطقة كلها هو باشراف امريكا وايران ،لاحظوا موقف امريكا من الميليشيات الايرانية في العراق ،هو موقف الداعم لها ،وموقفها من ميليشيا حزب الله اللبناني في لبنان وسوريا هو الداعم ايضا ،وكذلك الحوثيين في اليمن والمعارضة في البحرين ومصر وتونس ،هل هذا مصادفة مثلا ،ام هو تخادم مصالح وصفقات على تقاسم النفوذ وتقسيم وتجزيء وتفتيت المنطقة على الاسس العرقية والاثنية والقومية والطائفية ،الجواب هو هذا كله ،ومن الضحية فيه (العرب السنة تحديدا)وانا اكره واحتقر هذا المصطلح المستورد امريكا ولكن للضرورة احكام كما يقال ،المشهد العربي لايحسد عليه وما يسمى سابقا بجامعة الدول العربية الميتة سريريا منذ زمان المقبور عصمت عبد المجيد والخفيف حسني اللامبارك ،اصبحت الدول العربية (راعي بلا غنم)،لانهم خدعوا وخذلوا وخانوا الراعي والحامي الذي هو العراق الابي،اليوم لايحتاج المواطن كي يفرز ويعرف الارهاب الدولي ،فالارهاب الدولي انحصر معناه في دولتين شريرتين هما امريكا وايران ،فهما من يصدر ويرعى ويغذي الارهاب الدولي ،وابحثوا وانظروا الى خريطة العالم واحداثه ومآسيه ستجدونهما من يتصدر اشعال الفتن والحروب وينشر الارهاب العالمي ،وما هذه التنظيمات التي تسميها امريكا متطرفة وتكفيرية الا رد فعل طبيعي لما تخطط له امريكا وتقوم بتنفيذه من ابادة للشعوب ،فماذا تعتقد امريكا وايران وتنتظر من الشعوب غير الثورة والعنف المقابل والتطرف المقابل باسم الدين وغيره ،وهذا ليس مبررا ابدا ولكنه نتيجة حتمية للعنف والارهاب الامريكي-الايراني ،اذكركم ما فعلته ادارة المجرم بوش في ابي غريب ووشوارع العراق على يد شركة (black-water)الامنية والشركات الامنية الاخرى المجرمة الارهابية المتطرفة السفاحة
ماذا فعلت بالعراقيين ،اليس هذا اقسى درجات الارهاب الدولي برعاية امريكية هل نسيتم ما فعله جيش المجرم بوش وشركاته الامنية ومنظمات نغروبونتي الاجرامية ورامسفيلد وعصابات احمد الجلبي بقيادة اراس وميليشيات العصائب ومنظمة بدر وحزب الله العراقي وجيش المهدي وغيرها من الميليشيات الايرانية التي ما زالت تقتل العراقيين باسم الحشد الطائفي الكفائي ،اليس هذا مبررا كافيا لظهور تنظيمات اكثر عنفا وتطرفا لاحداث التوازن في القتل حسب نظرية حنان الفتلاوي
(7في 7،سيئة الصيت )،المسألة ابعد من هذا بكثير لان الارهاب الامريكي والايراني اصبح ظاهرة عالمية بأمتياز ،موزع بين الدول انظروا ما يجري في سوريا وتحديدا كوباني التي هي اصبحت بين ليلة وضحاها (قدس الاكراد)،
كيف احتشدت قوات العالم كله لانقاذها ،في حين تركت المدن السورية والعراقية ،تعيث بها الميليشيات الايرانية بحجة (الحشد الكفائي)والدفاع عن المقدسات وقد ارتدت هذه الفتوة على نفسها ووولدت عنفا طائفيا مضادا وقد ضربت اسفينا في نسيج المجتمع العراقيالسني-الشيعي ناهيك عن الدماء التي قدمها الطرفان بسبب هذه الفتوة وهي دماء عراقية لانريد لها ان تسفك فيما بينها ولكنها الطائفية المترسخة في نفوس من يحملها ضد نفسه وشعبه الا لعنة الله على كل طائفي ينفذ اجندة الاخرين من اعداء العراق كائن من كان ،هذا هو السسيناريو الامريكي-الايراني في المنطقة والعالم،رعاية ودعم الارهاب الدولي وتغذيته واشعال الحروب في كل مكان من العالم ،من اجل المصالح والاهداف التي تلاقت هنا وتنافرت هناك،امريكا وايران هما رأس الافعى للارهاب ….