اللقاءات السياسية في بغداد واربيل والنجف الاشرف وزيارة السيد الصدر ولقائه بقادة الإطار التنسيقي مؤخرا لم تستطع جميعها حلحلة الوضع المعقد وكسر الجمود السياسي الذي تشكل بعد اعلان نتائج انتخابات العاشر من اكتوبر الماضي… فما هو الحل ؟ وكيف السبيل للخروج من عنق الزجاجة الذي وضعتنا فيه النتائج ؟ وهل تحسم المحكمة الاتحادية الجدل ام تدخلنا في نفق آخر ؟.
ان الحراك الثنائي والجماعي والحوارات المكوكية بين أربيل والنجف الاشرف وبغداد كلها تصب في اطار تفاهمات سياسية بين جميع الفائزين دون رسم خطوط عريضة لمستقبل الحكومة المقبلة وكيفية تشكيلها ، فالكرد الذين انشقوا الى فريقين انظارهم تتجه نحو بغداد للبحث عن اكبر مكسب للإقليم في المناصب السيادية ، والسنة يقودهم تحالف تقدم يحاول التقرب من عزم بهدف تحقيق اكبر تمثيل للمكون في الحكومة المقبلة ، والشيعة المنقسمين أيضاً بين التيار الصدري والإطار التنسيقي لم يحسموا الجدل حول من يشكل الكتلة الاكبر رغم التفاهمات الاخيرة… إذن النتائج عقدت الموقف والمصالح الفرعية تدفعنا الى ازمة سياسية خانقة ، فإذا كان الجمود مصير الموقف الحالي فانه قد يكون نعمة نأمل ان لا نفقدها بعد المصادقة النهائية على النتائج ، فالتصعيد ليس في مصلحة احد.
ان ما يجري حاليا هو هدوء وجس نبض بين الفائزين وطبخة على نار هادئة للحكومة المقبلة ، التي لن تخرج عن اطار المحاصصة والتوافق والمصالح الضيقة بما لا يخدم الغاية من الانتخابات وهو التغيير الذي ينشده المواطن منذ اكثر من عقد ونصف.
لذا فإننا ندعو الشجعان من الفائزين الى رفض الواقع الحالي وإعلان موقفهم صراحة مما يجري ، والذهاب الى المعارضة في البرلمان القادم مع المستقلين قد يشكلون قوة وسلطة عليا تراقب وتقوم وتستجوب من تشاء وتسحب الثقة من المتلكئين من الوزراء ولها امكانية استجواب رئيس الوزراء وطرح الثقة بحكومته متى تشاء ، وذلك شيء سوف لن ينساه العراقيون ويذكره التاريخ بأحرف من نور وهو افضل بكل الأحوال من المشاركة في حكومة محاصصة قد لا تستمر عاما او تسقط مع اول ازمة تواجهها.