16 سبتمبر، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

من “يدكتر” الديمقراطية؟

من “يدكتر” الديمقراطية؟

مر  الكثير  من الكتاب والمثقفين ولايزالون يمرون مرورا عابرا حيال التصريحات والتصريحات المضادة لكل من رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه صالح المطلك. المطلك وفي تصريحات صحفية له وصف المالكي بانه “دكتاتور” بل ذهب الى ما هو ابعد من ذلك حين قال انه اكبر دكتاتور في تاريخ العراق. وطبقا لوصف المطلك فان صدام حسين ياتي بالمرتبة الثانية بعد المالكي. قامت الدنيا ولم تقعد حيال هذه التصريحات التي استفزت رئيس الوزراء الذي اصدر امرا بمنع نائبه من دخول مجلس الوزراء ثم قدم طلبا ال البرلمان لسحب الثقة منه. المطلك وبعد هذه الاجراءات ذهب الى ما هو ابعد من تصريحاته تلك حين قال انني سبق ان قلت عن المالكي انه دكتاتور والان اقول انه غير حكيم ايضا. كلام كبير بالفعل لاسيما ان البلد في ازمة خانقة. المالكي لم يكذب هو الاخر خبرا حيث اعتبر ان قضية المطلك باتت محسومة ولايمكن مناقشتها لا في مصالحة ولا في مناطحة. نواب من العراقية ودولة القانون تداولوا “على الواهس” هذه القضية بين من يقول ان المطلك ابدى رايا ديمقراطيا لايمكن ان يؤاخذ عليه “نواب العراقية”. وبين من يقول ان المطلك غير كفوء ويتدخل فيما لايعنيه وان الوزراء الذين اشتكوا منه هم وزراء قائمته “تصريحات لنواب دولة القانون”. اسئلة كثيرة في الواقع يمكن طرحها على هامش الجدل بين رئيس وزراء ونائب رئيس وزراء وصل كلاهما الى منصبه عبر انتخابات ديمقراطية ومن خلال صناديق الاقتراع… ومن بين هذه الاسئلة .. هل يمكن اعادة انتاج الدكتاتورية عبر الممارسة السياسية في بلد يوصف بانه “ديمقراطي” حتى لو كانت ديمقراطيته ناشئة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الانتخابات بوصفها سلوكا ديمقراطيا والفصل بين السلطات بوصفه  تجسيدا لاحد ابرز مفاهيم الديمقراطية ومبدا التداول السلمي للسلطة ؟ اذا كان الجواب بالنفي طالما توجد كل هذه المحددات وربما “الكوابح” التي تجعل من الصعب على أي مسؤول مهما كان حجمه ووزنه العبث  بشروط الديمقراطية ومواصفاتها لمجرد ان يحلو له ذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه ايضا هو .. ماالذي اذن يجبر الرجل الثالث في مجلس الوزراء “المطلك”والذي يفترض ان يكون “الذراع اليسار” لرئيسه “المالكي”  ـ الدكتور حسين الشهرستاني هو “الذراع اليمين” ـ  ان يقول عنه مالم يقله ماللك في الخمرة .. اكبر دكتاتور بل اكبر حتى من دكتاتورية صدام حسين ومن ثم غير حكيم؟ اسئلة تحتاج الى اجابات مقنعة من لدن رجال الفكر وعلماء الاجتماع السياسي وربما حتى علم النفس لاننا هنا حيال اشكالية كبيرة تتصل اما بكوننا لانملك مفهوما واضحا عن السلطة او الديمقراطية  او حتى الدكتاتورية او ان الديمقراطية بلا مؤسسات ضامنة تتحول تدريجيا الى وليد سيامي او هجين يتكون من .. خشم ديمقراطي وانف دكتاتوري؟ للحديث صلات لا صلة واحدة..
[email protected]

أحدث المقالات