ركام من الأخبار انبشها صباح كل يوم قبل الولوج الى العمل من اجل زيادة رصيدي المعرفي ومعرفة ما يدور حولي من أحداث ثم ادخل في دائرة الضجيج اليومي نافشاً ريشي لأدلي بين الفينة و الأخرى بتصريح وتعليق غير رسمي واهما نفسي باني مثقف واعرف كل الأخبار ومحلل لم يشق له غبار, استوقفني خبر بعنوان( من يدفن زهراء) في “جريدة البينة الجديدة”
حولني من نافش الى منفوش طوال اليوم سألتني زميلتي التي تعودت على تصريحاتي الرنانة بابتسامة ساخرة(شو اليوم محد سمع صوتك) أجبتها والدموع تلج في عيني, سمعتي بالتفجير الذي استهدف مجلس عزاء مدينة الصدر قالت نعم ,اسمعي أذن هذه القصة زهراء الشابة اليتيمة بائعة البخور معيلة إخوتها الصغار ذهبت لتقف في طابور الفقراء أمام العزاء لعلها تحصل على طعام او بقايا قطعة للحم لتخفف من وطئت الجوع الذي يخيم عليها وعلى أخوتها الصغار, اختفت بعد التفجير الإجرامي للعزاء ذهب الأهالي الى دائرة الطب العدلي للاستلام جاثمين أبنائهم وإبائهم وإخوانهم بقيت جثة فتاة مقطعة الأوصال مضرجة بالدماء وحيدة لا احد يطالب بها عرفها بعض الخيرين قال هذه زهراء بائعة البخور اليتيمة معيلة إخوتها الأيتام الصغار الملتزمة البريئة المحبة لرسول الله وال بيته الأطهار ماتت كأمامها الحسين جائعة عطشى مقطعة الأوصال غريبة مضطجعة بسلام غير آسفة على الدنيا التي استباحها الفقر الذي لو كان رجلاً لقتله أمامها علي ابن ابي طالب,خيم الحزن على غرفت العمل كانا في مجلس عزاء زهراء, قالت زميلتي بصوت أبح وعيون تفيض بالدمع وأين هي ألان لا تخافي فهي من مدينة الآلام والأوجاع والفقراء مدينة الآباء والشهداء والجود والكرم مدينة أهلها نذروا أنفسهم مشاريع استشهاد أكيد بل واثق بأنه سيورا جثمانها الثرى بجوار من إمامها ,سلاما الى زهراء الشهيدة التي اختطت طريقا بدمها الطاهر والى كل شهداء العراق بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم والخزي والعار لكل من سولت له نفسه بالاعتداء على الابرياء