8 أبريل، 2024 10:14 م
Search
Close this search box.

من يخالف الدستور المالكي ام الكرد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشارع يتحدث عن مشكلة بين حكومة المالكي واقليم كردستان ، وعن قيادة عمليات دجلة والبيشمركة ، ومنهم من يؤيد المالكي في تشكيل هذه القيادة ، ومنهم من يتخوف من اصطدام بين الطرفين لا يعرف ما هو مستقبله او كيف سيكون او التداعيات التي يمكن ان يفرزها .
لكن هؤلاء الناس لا يعرفون لماذا اقدم المالكي على هذه الخطوة ، ولا يعرفوا ماذا فعل الاخوة الكرد من تصرفات دفعت المالكي بان يحاول تدارك الامور وتثبيت هيبة الدولة ، والحد من الانتهاكات التي قاموا بها على صعيد الدولة ككل او على صعيد مواطني المناطق المختلطة لاسيما محافظة كركوك .
لكن اعتقد ان المالكي القى الحجة على الجميع واقنعهم من خلال تصريحاته التي ادلى بها في مؤتمره الصحفي الذي عقده اول امس السبت حول هذه القضية بالذات .
بل ان المالكي اثبت انه رجل لا يبحث عن ازمات او خلق اضطرابات مع الاخرين ، انما يريد خطو خطوات في بناء الدولة . اذ ان الاحداث اثبتت من خلال الصراعات السياسية ، ان المشكلات بين الكتل السياسية لا تشكل اي نسبة امام المشكلة التي يعاني العراق برمته والدائرة بين الحكومة واقليم كردستان ، فالمالكي طرح اكثر من نقطة تساؤل تحتاج الى اجابات من الجميع .. بالفعل لماذا يتم الاعتراض على تحرك قوات عراقية وطنية في ارض عراقية ، ولا يتم الاعتراض على تحرك قوات تابعة لاحزاب كردية معينة في ارض وفضاءات ليس من حقهم التحرك فيها ، ولماذا يتصرفون بتحدي على انهم دولة مستقلة وليس اقليما في دولة ؟
المستغرب هو موقف باقي الكتل السياسية بالانحياز الى الاقليم بحجة عدم اثارة المشكلات !!! نعم لا احد يرضى باثارة المشكلات ، لكن ما هو الثمن ؟ … الثمن هو البلد واهله الذين وقعوا في مزاجيات دكتاتوريات متعددة تحاول تنفيذ اجندتها رغما عن انوف الجميع .
ان موقف باقي الكتل السياسية باتخاذ هذه المواقف ، هو تقديم للمصلحة الشخصية على حساب مصلحة البلد والمواطن العراقي ، فهم لا يريدوا الخوض بمشكلة معينة من اجل ان لا يشغلوا تفكيرهم بها ، وهم لا يعلموا انهم يساندوا قوة يعتد بها لا تعترف بالدستور او الاتفاقيات ، بل لا يعترفوا بانتمائهم للعراق .
ان هذه الاساليب بالتعامل مع هذه القضايا ليست لها علاقة بالحكمة السياسية التي يدعيها البعض ، بل هي مجاملات سياسية لمصالح شخصية ، فلو كان من يعترض على تصرفات المالكي جادا بالبحث عن مصلحة البلد ، لكان حدد موقفه على ضوء العهد الذي قطعه بالاخلاص والانحياز للشعب ، لا ان يحاول تبييض صورته في اعين هذا الطرف او ذاك .
نحن لا نقول ان المالكي وصل للكمال في كل شيء ، انما نريد من الجميع ان يتصرفوا مع المواقف ، وان لا يتصرفوا وفق حبهم وكرههم للمالكي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب