لعل الهدف الاساس من وراء اية نكتة مهما كان نوعها هو اثارة الضحك لدى المتلقي , ولكن البعض يروي حكايات ومواقف تحت عنوان النكتة ولكنها لاتثير الضحك بقدر ما تثير الدهشة والاستغراب , ومن هذه النكات تلك التي يستشهد بها قراء المنبر الحسيني ..و في الفترة الاخيرة فوجئنا بنكات سياسية هي الاخرى لاتثير الضحك بقدر ماتثير الدهشة ولاستغراب , ولعل اخر هذه النكات السياسية في العراق تلك النكتة التي جاءت على لسان السيد عادل عبد المهدي في اجتماع مجلس الوزراء ليوم الثلاثاء 30-12-2019 وسأنقل هذه النكتة كما هي ولكن باللهجة العاميه ( يكول عادل عبد المهدي , البارحة ساعة سبعة الا ربع خابرني وزير الدفاع الامريكي وكلي بعد ساعات راح نقوم بهجمات على قواعد تابعة لكتائب حزب الله , كلتله هذا امر خطير وتصعيدي , كلي اخذنا القرار واني ابلغك بهذا الشي … اني حاولت ان ابلغ القيادات الامنية والعسكرية او الحشدية ..فعلا حصل الهجوم بعد ساعات بطيارتين , لحد الان منعرف منين طارت , بس احنا متاكدين مو من الداخل , الطيارتين هاجمت مواقع اللواء 45 و 46 للحشد الشعبي , وهذا اللواء منضبط .. ومسيطيرين عليه .. كان الهجوم عنيف جدا وادى الى وقوع خسائر كبيرة جدا بالجيش والشرطة الاتحادية وانضربت اربع مدافع 155 ملم تابعة للجيش العراقي و هذني المدافع عزيزات علينا.. بعد ماصارت الضربة وصار اللي صار خابرني مساعد وزير الخارجية الامريكي وكلتلة اني حزين وغاضب وماعندي شي احجيه وياكم, اني لازم اجتمع بالمجلس الوزاري للامن القومي حتى نناقش الكثير من الترتيبات والمواقف.)

الا تثير هذه الحكاية الدهشة والاستغراب ؟

كيف لنا ان نعطي كل هذه الخسائر بالارواح والمعدات ونحن نعلم بمكان وساعة الهجوم ؟

ماذا ستكون خسائرنا لو كنا لانعلم اي شئ عن الهجوم ؟

ثم يتصل مساعد وزير الخارجية الامريكي برئيس الوزراء العراقي ويرد عليه ولكنه هذه المرة كان قويا وحاسما, يكفي انه قال انا حزين وغاضب!!

الا يثير الحوار في هذا الاتصال الغريب وغير المتكافئ الدهشة والاستغراب ؟

ثم كيف لنا لانندهش ولانستغرب ونحن نسمع من رئيس الوزراء ان طائرتين معاديتين خرقتا الحدود ونفذت ضربتها وحققت اهدافها ثم عادت من حيث اتت ونحن لحد الان لانعرف من اين انطلقت!!

لم يتوقف مسلسل النكات السياسية عند هذا الحد , فبعد ان اكد عبد المهدي للسادة الوزراء انتظاره لجلسة مجلس النواب وماذا ينتج عنها من قرار فان النصاب لم يكتمل !!

اما النكتة الاقوى والمفاجأة كانت بالرد على هذا الهجوم , ففي اليوم التالي وبعد عرض كلمة عبد المهدي جاء الرد الحاسم حيث تم اغتيال الناشط المدني علي خالد الخفاجي بمدينة الناصرية , واختطاف الشيخ رافع حاتم المطلك المشهداني مع عمه الشيخ عامر المطلك في منطقة ام العظام بقضاء التاجي !!

يبدو اننا سنسمع كثيرا من نكات اخر زمن التي لاتثير الضحك بل تثير فينا الدهشة والاستغراب ..