باحث امريكي توصل الى نتيجة مفادها، أن الإنسان يكذب بمعدل ١٥٠ كلمة في اليوم، فخاطبه أحد الناس متسائلاً !…كل واحد؟ فرد الباحث بقوله: نعم كل واحد ..أنت، وأنا … كل إنسان! سواء كان كذباً أبيضاً أو أسودا، الكل يكذب، ومن ينكر هذا فقد كذِب. ذا قررت اليوم أن أحجز للقاريء حصته من الكذب، وبعدد ( ٧٥ كذبة) فقط ! وباقيها للطواريء وأهل الدار طالما لازلنا في منتصف النهار . ربَّاط سالفة هذه المقدمة:.. هو أن المقالة أدناه قد بنيت على قصة حقيقية لأب وإبنه، إذ كلاهما تصادقا على إرتياد حي الطرب. مع شيء من المبالغة مني ولا تسأل عن السبب.
القصة تقول:ـرجل له ولد وأمه كتلة من الشرف والذهب. لكن عند بلوغه، دعاه أباه إلى حي الطرب، فلقي مالقاه مما يثير الشهوات والعجب، ولكنَّ الأب حذره من إرتياد دور البغاء في هذا الحي وهذا البلد. وفي ذات مرة، خرج الأب من دار البغاء فإذا بعينا إبنه تقنصه ومنه لتفزعه فيصرخ الولد ! ماذا تفعل بهذه الدار يا أبتاه ؟ فرد عليه وقال :ـ وطِئتُ أم الولد. فقال لم فعلت وأمي زوجك حلالك وهي الشرف وروح هذا البلد. لو عَلِمت أمي بما فعلت لفضَّلت الموتَ على عَجَل ! فصمت الأب وأغرب عن وجه إبنه…. متجاوزا نظراته وشُحُنات الغضب . ثم واصل ابنه الكلام، وهدد بإخبار أمه عن هذا الحي ووِطأ أم الولد .
فقال أباه :ـ لاتخبرها بإم الولد! فإن فعلت فوالله سأكوي لسانك وأقلع أسنانك وأنفيك من هذا البلد.إذاً دلّني يا أبتاه، وإنصحني ، أي الجميلات يصح الوطيء بها، فأنا ليس لي زوجُ كما تعلم ولا حتى ولد؟ فرد الاب مستغرباً رغبة إبنه وهذه المساومة، وقال في نفسه: فرخ البط عوّام، ثم تذّكر الأب أن لايجوز لإبنه هذا، فقد يقع في المحذور كسرير أم الولد ، فتخرب الدنيا ويكفر بالله وبالنسب وبالبلد !
قال الأب لإبنه كُلهُنَّ حلالُ الوطيء لك، إلا أمَّ الولد ، فنال الأبن مايريد وهرع اليهنَّ وعلى وجهه السرور وغياب الحياء والأدب، لكن مدراء الجميلات أخبروه أن الباغيات الجميلات محجوزات، سوى واحدةُ فقط ، فتصاعدت شهوة الولد ودون أن يستفسرعنها ، قضى وطره منها على عجلِ، وإذ به قد كان في حضن………… أم الولد .
جن جنون الأب حين علِمَ، وقال لأبنه غاضباً :ـ ماذا فعلت بحق السماء ياولد؟ فلربما تحمل منك أو مني، ولا نعرف حينها إبنك من إبني!
فرد الولد مقاطعاً أبيه:ـ لاتكترث يا أبتاه، فإن كان لي فجده قواد وهو إبن قحبة ، وإن كان لك فهو إبن قواد وأخي وأمه قحبة. توقف الأبن برهةً وقال:ـ ..لكن يا أبتاه ستتيه عليَّ وتُظلم أمي الذهب، كما سيحِقُّ لمن يقول مسبةً لآخي أبن قحبة، وبما أنه أخي من أبي، فسيظن الناس أن امي الذهب هي القحبة!. ربّاط السالفة …هو… أنَّ من جراء كثرة وحجم خيانة وفساد بعض قادة العراق ومريديهم في كل الوزارات والدوائر، غطَّ الفساد صورته كل أهل البلاد، فأصبح الحكم عام لايميز بين الخبيث والطيب، أي أن كل آباءنا ( حكامنا) قواويد وأولادهم ( مريديهم) أولاد قحبة في هذا البلد، بالرغم من أن فينا ألأب الشريف والأم الذهب وأبناء صحيح النسب، يصلحون لحكم البلاد بلا فساد ولاحاجة لهم للخيانة أو لنكاح أم الولد.