9 أبريل، 2024 4:12 ص
Search
Close this search box.

من يحكم العراق اليوم..

Facebook
Twitter
LinkedIn

يسمونه الأزعر في بلاد الشام,والبلطجي في مصر. أما في العراق فيطلقون عليه أسماء كثيرة منها الشقي والخوشي.
وجميع هذه المسميات رغم تباينهاإنما تدل على شخصية واحدة يزخر بها إرثنا الشفاهي والمكتوب .فالأزعر شخص خارج عن القانون,سيء الأخلاق,ظلوم غشوم لا يتورع عن استخدام القوة والبطش للحصول على مايريد.
للزعران – جمع أزعر- طريقة  مميزة في الكلام ..لغة خاصة بهم .فهم غالباً مايتكلمون بعنجهية وغطرسة وبصوت عال وبطريقة استفزازية تتخللها الكثير من الكلمات النابية.وأثناء مايتكلمون يلوحون أو كما نقول بلهجتنا العراقية ( يشمرون) بايديهم ذات اليمين والشما ل ..

وتبعاً لذلك ما إن يلتقي أي إنسان مهذب وإبن أوادم بواحد منهم في قهوة أو على ناصية طريق ويتبادل معه بضع كلمات حتى يعرفه حق المعرفة فلغة الأزعر هي علامته الفارقة التي تشي به وتفضحه مهما بالغ في التخفي والتستر.
والأزعر لايتخفى ويتوارى عن الأنظار إلا عندما تكون الدولة قوية وشديدة البأس .أما إذا كانت الدولة ضعيفة فالأزعر هو سيد الشارع بلا منازع ,والآمر والناهي .يهابه جميع الناس ,ويبدون له فروض الطاعة والتزلف ويشترون وده بالمال ليس حباً به لذاته بل خوفاً من بطشه وجبروته .

كل المجتمعات تحتقر الزعران,وتعدهم فئة باغية وخارجة عن القانون باستثناء المجتمع العراقي الذي مازالت رواسب البدواة متغلغلة فيه والبدوي بطبيعته يجل القوة ويحترم القوي ولهذا ترى العراقي ينظر باحترام بل وبتقديس للأزعرأو الشقي حسب اللهجة العراقية ويعده (سبع) و( أخو أخيته) ويتمنى في أعماقه أن يكون مثله.

ولقد ساهمت هذه النظرة المتضامنة والراضية كل الرضا عن هذه الفئة المارقة في تدعيم وترسيخ وجودها في المجتمع العراقي على مر العصور حتى وصل بنا الحال الى أن يتولى سدة الحكم في البلاد أزعر لا حد لبطشه ودمويته.أذاق العباد الذل والهوان والعذاب ,واغرق البلاد بالتخلف والجهل طيلة خمس وثلاثين سنة..وحين سقط حكم الطاغية ا استبشر الناس خيراً ,وظنو بانهم قد تخلصوا من حكم الزعران الى الأبد .ولكن ما أسرع ما ظهر زعران جدد استولوا على البلاد بلمح البصر.

منذ البداية..منذ إطلالتهم الأولى المقيتة حاول الكثير منهم التخفي والظهور بمهظر لا يشي بحقيقتهم فارتدى بعضهم البدلات الأنيقة,وأطال البعض الآخر اللحى ولبس العمامة وأمسك المسبحة ولكن ما إن تكلموا حتى فضحتهم لغتهم  التي دلت بوضوح على إنهم جميعاً وبلا استثناء زعران..ومع كل الأسف فإن هؤلاء هم الذين يحكمون العراق الآن..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب