في كل شوارع بغداد والمحافظات وعند الاشارات الضوئية ومناطق العبور نادرا ما نشاهد شرطي المرور وهو يسجل مخالفة مرورية لاحد السيارات المارة التي تجاوزت الاشارة الضوئية او عدم امتثال والتزام السائق بالعلامات المرورية او يكون زجاجها مظلل، واليوم وفي احد شوارع بغداد استوقفت سيارة المرور سيارة لنقل الركاب (كيا) لمحاسبة سائقها وذلك لسيره عكس اتجاه حركة سير المركبات، وعبر اغلب الراكبين في سيارة الاجرة عن ارتياحهم لهذا الاجراء من قبل المفرزة المرورية، لانها الجهة المسؤولة عن تطبيق الانظمة والقوانين المرورية، وهذا العمل يحسب الى شرطة المرور لانها تعمل على محاسبة كل من يخالف الانظمة ولم يلتزم بها وذلك للتقليل من الحوادث المرورية وسلامة المواطنين، كما يعتبر من جانب اخر ان تطبيق القوانين والانظمة المرورية هو دليل على وعي المواطنين ورقيهم وتقدم بلدانهم.
ولكن شاءت الظروف وفي نفس الوقت ان تمر عكس السير ومن امام انظار هذه المفرزة سيارات ذات الدفع الرباعي ومن غير لوحات تسجيل وزجاجها مظلل وتصحبهم سيارات شرطة ويظهر من صفيرها المتواصل انها لاحد المسؤولين في الدولة، ولكن المرور لم يوقف تلك السيارات لمحاسبتها بل بالعكس قام بفتح الطريق لمساعدتها على المرور عكس السير. فأستهجن المواطنون تغاضي المفرزة المرورية من محاسبة تلك السيارات وعدم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم للتعبير عن المساواة بين المواطن والمسؤول في تطبيق الانظمة والقوانين.
وهذه ليست المرة الاولى بل هي حالات متكررة واصبحت هي السائدة اذ غالبا ما نشاهد سيارات المسؤولين والمرور والشرطة تسير عكس السير ولا تلتزم بالاشارات الضوئية والعلامات المرورية.
نقول من يحاسب هؤلاء اذا خالفوا وكيف لنا ان نطبق الانظمة والقوانين اذا كان من يحميها هو غير ملتزم بها، وكيف لنا من بناء وطن اذا كان المسؤول غير ملتزم.