23 ديسمبر، 2024 7:31 ص

في العراق لا تتسنم اي منصب مهما كان صغيرا مالم تكن متحزبا اما مع الحزب الحاكم او حزب اخر يدخل ضمن ائتللاف حاكم وبعد ذلك لا يهم ان تكون فاسدا او شريفا مع قلة الشرفاء لان كل شي في العراق يمر عبر بوابة المحاصصة فمثلا كل الجهات الرقابية بدءا من اقسام التدقيق الداخلي تخضع للمحاصصة ومكاتب المفتش العام لا يعمل بها مالم تكن من حزب قوي ومسيطر وحتى النزاهة فمثلا رئيس هيئة النزاهة هو من كتلة معينة يراسها وزير وبالتالي فلا يمكن ان يكشف اي ملف فساد على رئيس الكتلة التي ينحدر منها مدير هيئة النزاهة وعليه فالحديث عن محاربة الفساد هو فساد بحد ذاته وتخدير للشعب المخدر اصلا لذا نرى ان مطالب الشعب الذي خرج غاضبا في مظاهرته الاولى ثم للنزهة في المظاهرات اللاحقة نرى ان مطالبه لم يتحقق منها شي فرئيس مجلس القضاء الاعلى لم يتغير والوزراء الفاشلون والفاسدون لم يتغيروا فكل منهم تقف خلفة كتلة وحزب قوي يحميه واي اقالة لاي منهم سوف تخل بالصفقات السياسية والتوافق الوطني الاسود الذي لم يجلب للعراق الا الخراب والدمار وحتى المنظومة العسكرية هي رهن هذه التوافقات السوداء لذا تجد العراق في حالة من التخدير لا يتقدم ولو خطوة الى الامام لان كل شي مشلول وكل خطوة تحتاج لشخص جريء قادر على الانفلات من شبكة التوافق الكتلوي وليس التوافق الوطني لذا لا اعتقد ان في الافق اي بوادر جيدة لمستقبل واعد وحتى المطبلين لحيدر العبادي تناسوا ان الرجل شريك في ضياع اموال العراق عندما كان رئيسا للجنة المالية في البرلمان وبالتالي كانت تلك المبالغ الخرافية تسرق تحت عينه وبخط يده ناهيكم عن ضعفه ولا ننسى ان الكثير من وزارء حكومة العبادي مرضى نفسيين خرجوا الى الحياة من واقع بؤس واخذوا يتبجحون علينا بانهم يعرفون كل شي اوانهم رسل الله اللى العالم ومن المضحك ان تقرا من شخص مريض نفسيا ان يقول ( يجب ان نحمي كوكب الارض) ليرجع بنا الزمن الى المسلسل الكارتوني مغامرات الفضاء ودوق فليت بينما هذا الشخص يغطيه الفساد من قمة راسه الى اخمص قدميه ولذا صار الحل بالعراق مرهونا بارادة الشعب نحن بحاجة الى ثورة شعبية تشبه الانتفاضة الشعبانية للتخلص من النفايات التي تشغل المقاعد الحكومية ومن يراهن على غير ذلك فهو واهم