7 أبريل، 2024 12:45 ص
Search
Close this search box.

من يجب ينفصل عن من….. الأكراد  أم العراق أولا

Facebook
Twitter
LinkedIn

قد يكون الأكراد  من الشعوب القليلة  في العالم  في هذا العصر  التي ليس لها دولة على اساس قومي بالرغم من امتلاكهم للعوامل والخصائص   الديموغرافية والتاريخية والثروات الأقتصادية  ووجود اللغة والأرض وغيرها من الضرورات اللازمة   لتكوين دولة او اكثر  ولكن لمجمل عوامل تاريخية ضاغطة بعد الحرب العالمية الأولى قسمت ارضهم  من دون ان  يكون لخياراتهم دور في ذلك   وتوزعوا  على  دول متعددة ومنها لعراق …وكان حلم الأستقلال   والأنفصال  يداعبهم   من بدايات القرن العشرين وأول من قاد حركة تنادي بذلك هو محمود الحفيد في عام ١٩١٩الذي قاد  اول حركة  مسلحة  ضد الأنكليز تطالب بأستقلالهم … وكانت لهم محاولات  لأقامة دولة في اي جزء تكون الفرصة سانحة لهم كما حدث في جمهورية مهاباد غرب ايران التي اسسها قاضي محمد ومصطفى البرزاني والتي أسقطها شاه ايران بعد أقل من سنة  وأعدم الأول منهم.. واستمروا في حراكهم على المستوى العسكري والسياسي خاصة في العراق وقطفوا ثماره بعد الأرهاصات والمتغيرات في العراق والعالم خاصة بعد غزو الكويت  والأنتفاضة 1990 و ما رافقها من رد فعل اتجاههم من  نظام صدام أدى الى حصولهم على تعاطف دولي ومكاسب لوجستية على الأرض وحماية دولية وتثبيت كيانهم  وانفصال عملي عن سيطرة بغداد بشكل فعلي. فعملوا على بناء هيكلية دولة وبناء ثقافي يميز الشخصية الكردية بأنتمائها الكردي اولا واخيرا ليس لها علاقة بعراقيتها الا بشكل مرحلي ..ثم  تبلور هذا الأتجاه  بأستقلال اكثر شمولية وزيادة في القوة السياسية والأقتصادية  و التأثير والسيطرة على مفاصل كثيرة في دولة المركز بعد سقوط صدام وتعاملوا مع هذا الواقع بطريقة براغماتية ميكافيلية  بأعتبار هذا التحول والمكاسب  هي مرحلة جديدة في مسيرة بناء دولتهم الحلم  في المقطع الزمني المناسب دوليا وداخليا  من الناحية السياسية والأقتصادية لذا عملوا على عدة مسارات لأضعاف المركز وتفتيت الدولة العراقية  وجعلها تعيش أزمات ما أمكن ذلك وأستنزافها اقتصاديا سياسيا  وأمتصاص الكفاءات من الوسط والجنوب  لأنهم يرون في قوة الدولة اضعاف لهم وضعف الدولة قوة لهم ..فأستغلوا  تداعيات ما بعد السقوط من الأنهيار المادي والمعنوي للدولة وعدم تبلور قوى سياسية عربية  اعتبارية  لها فعل قوي على الأرض  وعملوا على تقوية الضعيف  وتضعيف القوي من القوى الفاعلة على المستوى السياسي والديني والطائفي وحتى العشائري .. وعملوا على  ضرب الأضداد  ببعضهم و تحفيز و تغذية  أحلام الكثير من المتعطشين للسلطة ضمن المدى الذي يخدمهم  وقاموا على وضع المثبطات في اي  عملية بنائية في اي مفصل من مفاصل الدولة … وتعاملوا مع الدولة بفوقية وبنظرة دونية وبقطبية منفردة سالبة  وفرضوا أرادتهم وأسسوا لدستور  ملغوم يخدمهم وبمقاسهم….واستغلوا الأنشغالات والمناوشات البينية بين القوى العربية  وزحفوا على كثير من المناطق التي يدعون أحقيتهم بها وجعلوها امر واقع بالترغيب والتهديد والأجبار والتلاعب الديمغرافي بها والأدعاء بأحقيتهم ب ١٧% من الميزانية بدون وقائع و أسانيد مادية واقعية…وأصبحت المناطق التي تحت سيطرتهم بعيدة عن التفجيرات والعمليات الأرهابية بمشهد وروؤيا غريبة  تثير التساؤلات يالمنظور العقلاني والمتوازن للأمور من عدة جوانب فالطبيعة الجغرافية للعمليات الأرهابية تمتد لكل  مناطق الجنوب ووسط العراق السني والشيعي وحتى المسيحي وكل المناطق المحيطة بالجغرافية الكردية من دون ان  تخترقها بفعالياتها  …ومقولة قدرة وقوة القوى الأمنية الكردية على وقف الأرهاب  والتعامل معه والسيطرة عليه مقولة تنهار أمام  بعض المؤشرات وفاعلية الأرهاب الذي  اخترق وضرب أكبر الدول المحصنة أمنيا  بخبرات فنية ومنظومة لوجستية  وبقدرات علمية وعملية خارقة معتمدة على اجهزة معقدة من وسائل الأتصالات  المخابراتية مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا  …وفي منطقة الشرق الأوسط كان للأرهاب القدرة على اختراق المنظومة الأمنية لكثير من دول المنطقة مثل الأردن والسعودية وايران وتركيا وسوريا والثلاثة الأخيرة مجاورة للمنطقة الكردية وتشتهر بالثقل النوعي والكمي والخبرة الميدانية والشراسة في مواجهة الخلايا الأرهابية  وليس من المعقول ما موجود لدى الأكراد من قوى  وقدرة امنية وهي بالأصل مخابرات مليشاوية وليست أكاديمية يفوق او يوازي  هذه الدول  الكبرى ودول المنطقة …ثم  ان الواقع الديمغرافي من الناحية الطائفية والمذهبية للاكراد  تتيح للقوى الأرهابية  السلفية  التغلغل وتجنيد الكثير في المنطقة الكردية  والحصول على ملاذات آمنة للقيام بعمليات ارهابية مع العلم ان المناطق الكردية هي اول المناطق في العراق  التي كان للقوى السلفية القتالية وجود فيها بقيادة ملا كريكر والزرقاوي  على عكس المناطق الشيعية المغلقة مذهبيا  التي لا تتيح تجنيد عناصر فاعلة لهذه التنظيمات  مثل النجف وكربلاء والعمارة ومع هذا حصلت فيها عمليات ارهابية متعددة أعلنت هذه المجاميع مسؤوليتها عنها؟؟؟ ثم ان القوى التي تدعي رفضها للأحتلال ضربت القوى الأجنبية العسكرية و الدبلوماسية و حتى العاملة في المشاريع التنموية المدنية  في الجنوب والوسط دون أي فعل قتالي عملياتي  ضدهم في الشمال الكردي مع أنها كانت تسرح وتمرح  حتى في أسواق المناطق الكردية ونواديها….. وكانت هذه القوى  المتطرفة الرافضة للأحتلال تبرر ضرب الكثير من الشيعة والسنة حصرا بحجة تعاملهم مع الأحتلال  والقدوم على ظهر الدبابة الأمريكية مع ان الكثير من  القوى الكرد ية السياسية سبقت العرب  السنة والشيعة في التعامل مع القوات المحتلة بفاعلية وكثافة اكثر وحتى انهم حملوا الدبابة  الأمريكية على أكتافهم؟؟؟ثم ان الطريق السالك بين بغداد والمناطق الجنوبية شهد ضرب كثير من  لمسؤولين والمواطنين العرب السالكين لهذا الطريق بالرغم من جزئية السيطرة للقوى التي تدعي محاربة الأحتلال  على هذآ الطريق بالعكس من الطريق السالك  الذي يربط بغداد والمناطق الشمالية الكردية  والذي يسلكه الأكراد ومسؤوليهم بكثافة  لم نرى فيها عمليات نوعية قتالية  ضد الأكراد بالرغم من سيطرة هذه القوى على هذا المسار بشكل مطلق حتى كركوك   …ولو أخذنا هذه الأشكالية وكل المؤشرات   بمنظور سياسي   خالي من العواطف نجد ان السياسة هي فن المصالح والغاية  فيها تبرر الوسيلة وغاية الأكراد هي الأستقلال والأنفصال واعلان دولة مستقلة في شمال العراق  لأنه المنطقة الكردية المؤهلة لذلك بمنطق حكم الواقع وهي النتيجة الحتمية  للمسار والمخاض التاريخي السياسي لقضيتهم  لذلك اصبح الأكراد  ينتظرون ويتحينون الفرصة واللحظة المناسبة…. لذلك يريدون ان يحتفظوا بالكرة في ملعبهم ولا يسلموها الا بعد ان يستهلكوا كل الوقت والوقت الضائع  وعليه فالخيار الباقي للعراق هو قطع الكرة واعلان انفصال العراق عن الأكراد قبل  أعلان الأكراد أنفصالهم بعد أن يأخذوا كل ما يريدون من السلة  العراقية…… لأن الأنفصال في هذه المرحلة هو الخيار الذي سيحفظ ويبقي الكثير مما سيأخذه الأكراد في كل لحظة يبقون فيها جزء شكلي ونظري مرتبط بالعراق وبفعل سلبي في مسيرة بناء دولة عراقية قوية  تحت أي قيادة سياسية كانت …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب