23 ديسمبر، 2024 4:52 ص

من يتحمل مسؤولية سقوط الانبار

من يتحمل مسؤولية سقوط الانبار

اذا كانت اسباب سقوط نينوى عديدة , سوء الادارة , خيانة عسكرية, سياسين لهم اجندة خاصة  , حواظن ,  فساد , فما هي اسباب سقوط الانبار ؟ اذ قد تفاجئنا بسقوط نينوى لاننا كنا نعتقد اننا نملك جيش مهني وقيادة حكيمة وتبين اننا على خطأ فهل نتفاجأ ايضاً بسقوط الانبار ام لا  ؟ و كيف يمكن ان نتقبلها , تحالف دولي وحشد شعبي وميزانية دولة هي ميزانية حرب فلا اعمار ولا صناعة ولازراعة وعجز واضح في تسديد رواتب موظفي الدولة .

 تحرير تكريت نموذجا واضحا للجهد الكبير  المبذول من قبل  القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر, جعلنا مطمئنين  بأن الامور تسير بالاتجاه الصحيح وكنا نعتقد بأننا على ابواب تحرير نينوى ولكن ما الذي حدث ؟

بعد الانتصارات التي حدثت في صلاح الدين وبيجي لم يروق الامر لا للحليف الاستراتيجي المفترض ( الولايات المتحدة الامريكية )   ,  ولا للشريك بالوطن والعملية السياسية المفترضة ( ممثلي القوى السنية ) فأن الانتصار اعتبروه انتصار( للروافض ) وليس انتصار للعراقيين , انتصار لايران وليس انتصار للعراق , منعوا وشجبوا محاولات دخول الحشد الشعبي ( الرافضي) الى نينوى والانبار من اجل تحريرهما , وبدلا من التكاتف معا , عملوا على عزل الحشد الشعبي ليس هذا فقط بل تمت الاساءة اليه  وعندما سقطت الرمادي  اخذوا يلومون الجيش وهم يعلمون علم اليقين ان الجيش لوحده غير قادر على تطهير الارض من دنس الدواعش .

 النكسة في الانبار نعزوها لثلاثة اسباب :-
اولا: القوى السياسية  التي تمثل الانبار وهي قوى سياسية غير فاعلة على الارض بل فاعلة في خلق الفرقة والنزاعات مع ابناء البلد الواحد همها الاول والاخير الحصول على  السلطة وهي غير مقتنعة بأنها القوى الثانية بعد التحالف الشيعي وجل غايتها هو اضعاف التحالف الوطني الشيعي  لكي تستلم السلطة ولايهمها اطلاقا  مايعانيه اهالي نينوى والانبار وصلاح الدين من قتل وتشريد  .

ثانيا: النكسة تتحملها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الدوليين والاقليمين اذ  ان السياسة الاستراتيجية الامريكية فشلت بمواجهة داعش  اذ ان داعش اصبح اكثر قوة من السابق , داعش تتمدد وتقتل وتسبي وتهجر وتنتقم ليس في العراق فقط بل في سوريا ايضا فلقد احتل داعش مدينة تدمرالاثرية في نفس الوقت الذي احتل به الانبار  , اذ أن  داعش اليوم  تحتل نصف سوريا وتحتل نينوى والانبار بعد عام من اعلان التحالف الدولي  اذاً الفشل عام وليس خاصا بالوضع العراقي  , كيف يمكن في بضعة ايام  ان يتم تدمير قوى الحوثيين في اليمن  وهم يملكون مالايملكه داعش في حين تقول امريكا نحتاج الى سنين عديدة للقضاء على داعش !!!  ولاندري كيف يمكن ان تساعد الارهابين في سوريا وفي نفس الوقت تضربهم في العراق  فهي تمتلك استراتيجيتان  لعدو واحد !!!

ثالثاً :   نظام المحاصصة نظام مأزوم  فهو يتنقل من أزمة الى اخرى منذ عام 2003 ونحن ننتقل من أزمة الحرب الطائفية الى ازمة تشكيل الحكومات المتعاقبة الى سرقة المال العام الى الدواعش وهذه الازمات تعيد انتاج نفسها حسب مصلحة الطائفين .

  المحاصصة الطائفية المقيته لم نحصد منها سوى الفرقة والنزاعات وضياع الثروات وضياع المحافظات الواحدة تلوى الاخرى وانقسام المجتمع بعد ان كان لحمة واحدة  ومع ذلك تصر القوى السياسية الحاكمة عليها وتريد انجاح العملية السياسية !!!.
 
 السيد العبادي قد فعل كل ماطلب منه لأجل نجاح ( العملية السياسية),  لقد غير القيادات العسكرية الشيعية بأخرى سنية في صلاح الدين وبيجي والبادية والانبار وسلح العشائر ووزع السلاح بنفسه ومنع الحشد الشعبي من دخول الانبار وسحبه من تكريت وماذا كانت النتيجة ؟  احتلال مصفى بيجي واحتلال للانبار وضياع السلاح .
رغم كل الذي حدث ويحدث مازالت القيادة السياسية توهم نفسها بأنها لاتملك السلاح اللازم لصد الدواعش , نحن نقول قد نكون بحاجة الى السلاح ولكن الاهم من السلاح هو المقاتل صاحب العقيدة الوطنية والمهنية نحن لانملكه ونفتقده حقاً لاننا على الامكانيات المتاحة لنا ومانملكه من سلاح قد حررنا آمرلي  وديالى وصلاح الدين فهل العيب في السلاح ام في المقاتل ؟؟.
نخشى على الحشد الشعبي  والقوات الامنية والجيش وابناء العشائر الشرفاء من لؤم الساسة الذين يمتلكون اجنداتهم الخاصة التي دمرت البلد ولانخشى عليهم من داعش , لان داعش عدو واضح للعيان , كذلك نخشى على المواطنين العزل من غدر هؤلاء الساسة .