في اجواء استثنائية يعيشها العراقيون عامة واتباع اهل البيت بصورة خاصة ، حيث الذكرى السنوية لسقوط اعتى نظام دموي مجرم ، وهو نظام البعث المقبور ، والذي حول ارض العراق الى مقابر جماعية ، وملا البيوت بمئات الالف من الثكلى والارامل والايتام ، فضلا عن جيوش السجناء من اتباع اهل البيت ، واذاق العراقيين جميعا الذل والهوان في حقبة التسعينات ، اذ الجوع والخوف والحرمان يمثل سمة بارزة في حياتهم .
كما ونعيش ذكرى استشهاد سيد شهداء العراق ومجدد الفكر الاسلامي ومؤسس الحركة الاسلامية في العراق ، بل ومحرك جذوة الإباء والعنفوان وحامل لواء الجهاد الامام محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى ،ونحن نستحضر كلماته التاريخية واقواله بحق البعث والبعثيين .
وفي ظل الذكريات التي بدا بعضنا يرويها في مدوناته الصحفية ومذكراته اليومية عما جرى له في حقبة البعث وزمرته ، ومدى الوحشية التي ارتكبها هذا النظام بكل ادواته القميعة ومؤسساته الاجرامية ، ونتساءل عن حجم الحقوق التي استردها ضحايا ذلك النظام وتلك الاجهزة خلال العشرة سنين الماضية من سقوطه ، وفي الوقت الذي لم نستطع ان نسجل شيئا من تلك الحقوق قياسا لما حصل عليه الالاف من كبار ضبط الطاغية صدام وحواشيه ، بعد ان استغلوا هوان وتهاون قادة العملية السياسية – الشيعية – تحديدا ، ووصولهم الى مراكز القيادة في الاجهزة الامنية الجديدة والسياسية كذلك ، وهذا هو ديدنهم المعروف في التملق والتزلف والوصولية ، حتى اصبح عدد غير قليل من هذه الزمر تعشعش في اوساط احزابنا الشيعية التي كانت بالامس القريب تعدهم مجرمين وقتلة!
وفي ظل اجواء التظاهرات التي تقودها زمر القاعدة والبعث في المنطقة الغربية وهي تهدد بقطع ماتبقى من رؤوس العراقيين ، بل وتنفذ تهديدها بارسال السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة كاتمة الصوت الى مساجد وحسينيا ت الشيعة ، والى الشخصيات الشريفة والمؤثرة منهم فضلا عن المرافق العامة .
وفي ظل وقاحة لم يسبق لها نظير من قبل ازلام البعث الذين لم يعتذروا حتى لضحاياهم ، بل انهم يعدون المقابر الجماعية هي رفات لمجموعة من (الخونة ) الذين خانوا الوطن و(القائد) وهربوا من الجيش او قاموا بالخروج على القيادة البعثية فهم يستحقون القتل .
امام هذه الاجواء الاستثنائية التي كنا ننتظر من القيادات الشيعية ان تداوي آهات وعذابات العراقين من ضحايا النظام المقبور باطلاق مكافئات مادية ومعنوية مجزية لضحايا النظام ، او تجمع شتاتها في البرلمان لتقر قانون تجريم البعث المقبور كما فعلت ذلك في اقرار الموازنة ، الا ان المفاجئة الكبرى كانت باقرار التحالف الشيعي لتعديل قانون المساءلة والعدالة والسماح ليس لكبار الضبط والبعثيين من المشاركة السياسية بالعودة الى السلطة لانهم اصلا موجودون فيها ويمارسون عملهم السياسي من موقع القيادة العليا ، بسبب مجاملات ساسة الشيعة على حساب دماء اتباع اهل البيت ، لكن هذه المرة تمادوا في التساهل الى الدرجة التي وصلوا فيها بالسماح الى قوات (فدائيوا صدام) باخذ ( حقوقهم ) التقاعدية لسنوات الاجرام التي مارسوها في قطع الرؤوس وسمل العيون وقطع صيوان الاذن والالسن !
لايمكن لساسة الشيعة ان يتنصلوا عن ذلك التعديل الاسود لان مجلس الوزراء غاب عنه وزراء الكرد واغلب وزراء القائمة العراقية ، ولم يبق الا من اختارهم ابناء المقابر الجماعية ليمثلوهم في الحكومة !!
والادهى من ذلك ان التحالف الوطني الشيعي وريث المقابر الجماعية يصدر بيانا يبررفيه ذلك القرار المشؤوم بانه ياتي لدواعي ( انسانية ) لعوائل المجرمين ، بل ان بعضهم يقول ( ان اي قرارا من شانه ان يديم الاستقرار فان حزبه معه ويؤيده) ، وبعضهم يقول كفى مزايدات سياسية ودعاية انتخابية .
تبا لكم وترحا لقد ذهبتم بعارها وشنارها وسيسجل التاريخ انكم شركاء مع البعث المجرم في التهاون بدماء العراقيين ، فاذا كان الصداميون قد سفكوا الدماء الطاهرة التي اوصلتكم الى كراسيكم فانكم تاجرتم بتلك الدماء وبثمن بخس ،لا لشيء الا لكي تستمروا في كراسيكم التي نخرتها ارضة تنافسكم اللامشروع فيما بينكم ، وتسابقتم في احتضان اعداء الامس ليكونوا شركاء اليوم ، وتتصارعون فيما بينكم وكنتم بالامس تحملون هما واحدا