18 ديسمبر، 2024 11:12 م

من يامن بانه لا يصاب ما اصاب غيره فهو واهم

من يامن بانه لا يصاب ما اصاب غيره فهو واهم

مهما تكن الظروف الخير والشر موجودان ومهما تكن الظروف كلاهما قابل للانتشار ، وهذا يعني الصراع فيما بينهما ، لا يوجد خير يحافظ على نفسه في موقع معين دون ان يقتحمه الشر والعكس كذلك اذا ما تقوقع الشر في مكان ما فان الخير سيقتحمه ، مستحيل ان يقتنع الخير بمكانه والشر بمكانه .

هنالك اصوات نشاز تعتقد انها اذا مدت يدها للشر سوف تامن مكائده وهذا ما اثبت خلافه الواقع ، الم يطلعوا على ما يطمح اليه الشر في شكل رقعته الجغرافية ؟

تردد في العراق مثلا ان الحكومة طلبت من المقاومة الكف عن قصف الشر ، والعجب العجاب ان صح ما قيل فالسؤال موجه للحكومة الا يوجد في بغداد سفارة للشر ؟ الا يوجد في الرمادي قاعدة للشر ؟ فهل تستطيعون ان تطلبوا منهم الرحيل مثلما تطلبون من المقاومة تجميد كرامتهم خوفا من قصف الشر ؟

مصر بالرغم من الخضوع والخنوع للشر تعرضت لاكثر من عملية اعتداء وقتل جنود وابرياء هذا ناهيكم عن تصريحات الذلة بحق مصر ، الاردن بما تقدمه من مساعدات وتسهيلات للكيان تصرح كولدامائير وشارون ونتن ياهو ان ارض الاردن هي ارض فلسطين وجزء من الاردن يعود للشر ، هذا اولا وثانيا تتذكرون جندي الشر في سفارته قتل ابرياء مدنيين اردنيين ماذا فعل جلالة الملك لاسترداد حقه ؟

اقول للانسان ان كنت انسان بحق هو التصرف بعقلك بحق ، الانسان اجتماعي ولانه يعيش على رقعة جغرافية معينة ويعيش وسط مجتمع تربطه معهم علاقات قرابة او صداقة تصبح المشاعر متحدة في ما يعترضها من سعادة او ابادة ، ليس من الشرف ان يترك الانسان داره اذا ما تعرض له شخص بان يترك داره لانه ليس ملكه ، ليس من الشرف ان يرى ذلك جارك ولا يقف معك ، ليس من الشرف ان لا يتحرك شرفاء المجتمع للدفاع عن فرد من افراده .

ان الحدود التي وضعها سايكس بيكو مزقت الارض لكنها لا تمزق وحدة العقيدة والانسانية وحتى كثير من العادات والتقاليد بقيت عامل مشترك بينها ، الدولة التي تقول الله اكبر في المشرق هو نفس النداء تقوله الدولة في المغرب ، هذه الخطوط العرجاء تمكنت من وضع التسميات للارض الممزقة تحت مصطلح دولة ، لكنها هيهات لها ان تمزق الاسلام ، نعم تمكنت من تمزيق جزء من الجسد الاسلامي ببعض غددها الشريرة التي غرست في الجسد الاسلامي لكن يبقى الانسان انسان اذا مسح من قاموس تفكيره الانانية .

هذا العقل عندما يرى مثلا ما قامت به ايران وهي دولة محاصرة من قبل قوة شريرة عالمية تدافع بقوة عن ارض وفق تسميات سايكس بيكو والفكر العنصري انهم فرس والارض التي تدافع عنها عربية ، لان مفهوم الجبناء المفروض ان لا تتدخل حتى تتمكن من الحصول على امتيازات امريكية الا انها رفضتها ورفضها حسب تفكيرهم ليس لاجل القضية الاسلامية بل لمطامع شخصية ، عندما يصل الانسان لهكذا تفكير هو ليس انسان .

دعكم من ايران ماذا تقولون عن اليمن العظيم بعد تسع سنوات من الحرب والتدمير يقف بكل شموخ وارادة مع العرب المسلمين في غزة ليس هذا فقط بل توسطت امريكا لتمنحهم ما يريدون مجرد التخلي عن موقفهم المعادي لشرهم فان وقفوا مع شرهم فقدوا شرفهم لكن هيهات ان يكون ذلك عند شعب اليمن العريق، فرفضوا ذلك .

ممثل امريكي اسود بطل فلم السياف اسمه ويسلي سمبس في مقطع له يتحدث عن امريكا امام الجمهور قالها لهم صراحة امريكا بلد محتل وبدا يستهزئ بالمقولة الامريكية انهم اكتشفوا امريكا فيقول كيف اكتشفتموها وفيها شعب الهنود الحمر ؟ منحتموهم محميات لترضيتهم ، على اساس هذا المنطق ساسرق سيارة ومن يدعي انه صاحب السيارة ساقول له انا اكتشفتها وهي لي ولا باس بان امنحك محمية بان اجعلك تجلس في صندوق السيارة فيضحك الجمهور مع التصفيق القوي … هذا واقع قوى الشر .