18 ديسمبر، 2024 9:16 م

من يؤجل تقسيم الشرق الاوسط .. شعوبه ام حكامه ام ثرواته ؟ !

من يؤجل تقسيم الشرق الاوسط .. شعوبه ام حكامه ام ثرواته ؟ !

لقد تعرضت منطقة الشرق الاوسط الى تغيرات ديموغرافية عديدة جراء معاهدة سايكس – بيكو  لا سيما العالم العربي مما جعلها منطقة متخمة بالمشاكل والازمات وبالتالي اضحت عرضة للنزاعات الدينية والطائفية والقومية  والنزاعات وعدم الاستقرار . ولعبت الدول الغربية دوراُ سلبياً في تأجيج وتقسيم المنطقة . ويأتي هذا التدخل المباشر جراء  حيوية هذه المنطقة وكيفية المحافظة على مصالحهم فيها ،  . وتشير مراكز الابحاث الامريكية ان منطقة الشرق الاوسط ستشهد ولادة (73) دولة على انقاض الدول الحالية بُغية المحافظة على توازن المصالح الامريكية والصهيونية  واستقرار المنطقة على حد زعمهم ، جراء ظهور تيارات وجماعات متشددة لا ترضى الا بالتقسيم وتحظى هذه الجماعات بدعم امريكي بالرغم من اختلافها في تحقيق اهدافها ، فيما تصطف دول اقليمية حليفة الى الولايات المتحدة باعداد هذه الصفقة المشينة بالرغم من الاثار المترتبة على عملية التقسيم وتأثر حلفاءها بها ولكنها ماضية ادراكاً منها ان مصالحها تكمن بالتقسيم المقترح . في الجانب الاخر نجد ان النظرة الروسية والصينية وعدد من دول اوربا تختلف كلياً على ابعاد هذا التقسيم المثير والذي سيؤدي اشعال  بركان ملتهب في  منطقة  الشرق الاوسط واذا ما اضطرب فأنه سيحرق اسيا وافريقيا والعالم برمته لما يتمتع به من مصادر الطاقة التي تغذي العالم واي انقطاع يعني توقف العجلة الصناعية . وازاء هذه  المواقف والاحداث المتسارعة لم تطمئن امريكا من انظمة الربيع العربي والتي اضحت انظمتها اسلامية متشددة لا تخدم السياسة الامريكية مما حدا بمراكز الابحاث الامريكية الى وضع خطط جديدة لتشظية منطقة الشرق الاوسط الى دول ضعيفة مما يجعلها تحت مطرقة الابتزاز والتدخل المستمر من قبل امريكا. ان  الشرق الاوسط بحاجة الى معالجة سياسية واجتماعية واقتصادية  وليس الى  تشظية لان الدول كلما كانت قوية تستطيع  ادارة شعوبها والسيطرة على الجماعات المتطرفة والحركات المتشددة والمناهضة لعمليات التغيير ، واذا اصبحت  الشرق الاوسط (73) دولة  ضعيفة فكيف سيكون وجه المنطقة ازاء التدخلات الدولية وعدم استقرارها مما يعطي ذريعة للجماعات المسلحة لمقاومة انظمتها وسيخلق الفوضى العارمة في المنطقة وستنتقل تباعاً الى الدول المستقرة .  نعتقد ان منطقة الشرق الاوسط سيطالها التقسيم اجلاً ام عاجلاً ولكن السؤال المطروح هل ان تأجيل موعد التقسيم جاء بفعل ادارة شعوبها لانها سوف تتضرر اجتماعياً واقتصادياً ام ان انظمة الحكم الحالية تحاول ابقاء هذا الوضع واقناع امريكا لوقت ٍ اخر ، ام ان ثروات الشعوب تضغط  بقوة على مصالح امريكا والغرب لان التقسيم سيبدد هذه الثروات ويجعلها بيد جماعات متطرفة لا تعي بمفهوم المصالح ورفاهية شعوبها   .