23 ديسمبر، 2024 3:27 م

من ورطك ياسيد عمار الحكيم بحمدية الحسيني ؟؟ 

من ورطك ياسيد عمار الحكيم بحمدية الحسيني ؟؟ 

عندما كنت اشاهد مقطعا فيديويا موزعا على شبكة الانترنت لأمرة عراقية – وليتها لم تكن تنتمي الى هذه الارض  – وهي تكذب امام  رجال الامن والجيش والشرطة العراقية ومتخصصين من وزارة الصحة بأن ” معملها” الذي هو اقل من مستوى اسطبل قذر للحيوانات ، لم يبدأ انتاج الادوية بعد وان ما يشاهدونه من عشرات القناني المملوءة بالوان من السوائل هو لاجراء التجارب .
خالجني شعور قوي من ان العراق يحتاج الى وقت طويل وادارة قوية بل لدكتاتور عادل لاخراجه من الوحل الذي سقط فيه وانقاذه من هذه المخلوقات القذرة التي تتجاوز في عدائها لافراد الشعب العراقي اكثر مما تفتكه امراض السرطان بالانسان.
تخرجت هذه المخلوقة ،التي لا تنتمي  فكريا الى صنف البشر ، في كلية الطب البيطري واستغلت معلوماتها البيطرية لانتاج ادوية للشعب العراقي بل وذهبت بها الوقاحة انها انتجت صنفا من الادوية يتجرعها الانسان والحيوان معا … اقول هذه المرأة ،التي لاتعرف معنى الانسانية ،هي مرشحة الان لقائمة كبيرة لها اعتبار لدى الشعب العراقي  فكيف يحصل ذلك ؟؟؟ ولماذا لم لايعلم مسؤول القائمة  بذلك ؟؟؟

سقت هذا المثل كمدخل الى ما اود التطرق اليه وهو ان من اهم واجبات رؤساء القوائم الانتخابيـــــة والانتخابات المصيرية على الابواب ان يتأكدوا تمام التأكيد من الذين يدرجون اسماؤهم في قوائمهم الانتخابية ، فليس مهما ملء القوائم بالاسماء بل  ضرورة ان تتحلى بالسمعة والاخلاقية العالية  ومقدار ما يمكن ان يقدمه كل مرشح للشعب العراقي .

مفاجأة اليوم بعد السيدة البيطرية ان سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي يدرج في قائمته ( المواطن ) ،والمواطن يجب ان يكون صالحا ، السيدة حمدية الحسيني   وفي المرتبة الرابعة في التسلسل بمعنى انها السيدة الاولى والمراة المفضلة في قائمة السيد المعروف عن هذه القائمة بالاتزان والمسؤولية الاخلاقية والدينية . فهل السيدة الحسيني اهل لذلك من هي وما هو تاريخها ومن هم هؤلاء ال100 الف عراقي الذي ستخدمهم حمدية الحسيني  وكيف وهي لاتأبه الا لجيبها ومصالحها .اننا نقول للسيد ان الايام ستدلل خطأ هذا الاختيار . لقد كتب في الاعلام الكثير عن هذه السيدة وعن تصرفاتها في عملها بل واحيلت عدة مرات وفي قضايا عديدة على هيئة النزاهة وملفها موجود في مفوضية الانتخابات.
السيدة حمدية الحسيني لم تكن معروفة بقدر او بأخر قبل السقوط الا في بابل ولكن بعد ان تم احتضانها عام 2004 من قبل الجيش الامريكي المتمركز هناك بدأت تأخذ مداها وكان اول ظهور علني لها عندما عملت في مفوضية الانتخابات واسميت منذ ذلك الوقت بخفاش الليل او ” الوطواط” ليس لأن ملابسها سوداء بل  لانها تتميز بالخفة وسرعة الحركة الرادارية واستباق معرفة الامور قبل حصولها خاصة ان كان الامر يتعلق بمصالحها الشخصية.

لم تأت هذه الصفة التي تطلق على السيدة حمدية الحسيني من فراغ فقد تميزت بتلك الصفات سابقاً ولا زالت اذ تخرجت من جامعة بابل منتصف الثمانينات بدرجة ماجستير وفي وقت لم يكن يسمح لمن يريد الحصول على مثل هذه الدرجة الا ممن كان يحمل صفة العضوية في حزب البعث العربي الاشتراكي ومن ثم عملت مدير مكتب جامعة بابل الذي لم يكن يسمح به الا من كان رفيقا حزبيا في الحزب القائد !!. هذا امر ليس خافيا وقد كشفت عنه تقارير كثيرة في السنوات السابقة .

اما كيف وصلت الى هذه الدرجة الحزبية  فهي قصة مؤلمة تبدأ بقيام النظام المقبور بأعدام بعض اشقائها كونهم اعضاء في حزب الدعوة الاسلامية . ولما كان اهل واقرباء واخوة الشهداء يتضررون ويحاربون من قبل النظام ايضا فهي تقدمت مسرعة  بأعطاء براءة في قيادة فرع بابل لحزب البعث العربي الاشتراكي وبالذات على يد السيد احمد الشمعوني عضو فرع بابل مدعية ان هؤلاء ليسوا اشقائها بل هم من امرأة اخرى متزوجة من والدها وهكذا دخلت الحزب القائد وتدرجت الى ان اصبحت مسؤولة عن مكتب رئيس جامعة بابل الذي منحها (16 ) كتاب شكر على جهودها وبأعترافها هي .         
بعد عام 2003  بدأت حمدية الحسيني تتاجر بدماء اشقائها الذين تبرأت منهم فأصبحت الرفيقة الحزبية ، علوية وشقيقة الشهداء وكتبت ذلك في سيرة حياتها اثناء عملها في مفوضية الانتخابات .. هكذا بسرعة الوطواط  انتقلت حمدية من الحزب القائد الى التعاون مع ادارة الاحتلال في بابل اولا حيث عينت بترشيح من الاحتلال الامريكي عضواً في الهيئة الانتخابية التي تشكلت عام 2004 ثم اعيد انتخابها في هيئة الانتخابات التالية  ولوحدها فقط عام 2007 مرشحه من قبل حزب الدعوة الاسلامية جناح نوري المالكي وبمساندة شخصية منه . في حين احيل الاعضاء الستة الاخرين من المفوضين على التقاعد  كونهم من المستقلين .

وكما هو معروف عملت السيدة الحسيني عام 2006 مستشارة قانونية في مكتب السيد نوري المالكي رئيس الوزراء ثم اعيدت الى العمل في المفوضية بعد ان طلب السيد فاضل محمد جواد المستشار الاقدم لرئيس الوزراء اخراجها من مكتب رئيس الوزراء كونها جاهلة بالقوانين المرعية  وافتت بأمور كانت نتائجها  وبالا على الوزارات التي اخذت بفتاويها القانونية  .

 بعد اعادتها للمفوضية اصبحت ممثلة المالكي فيها و كانت الوحيدة المعارضة لنتائج الانتخابات في عام 2010 حيث امتنعت الحسيني من الظهور امام شاشات التلفزيون مع اعضاء مجلس المفوضين لاعلان النتائج في 27/3/2011 معترضة على حصول دولة القانون على 89 مقعدا حيث طالبت مجلس المفوضين ان يكون العدد اعلى من القوائم الاخرى وقد ذكر السيد فرج الحيدري رئيس مجلس المفوضين السابق هذا الامر صراحة في احدى تصريحاته في ذلك الوقت .
اوقعت  السيدة حمدية الحسيني المالكي في ذلك الوقت  في ورطة كبيرة  بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية  في 27 اذار 2010 اذ زودته بمعلومات من المفوضية ونصحته بالمطالبة باعادة العد والفرز لمدينة بغداد على اساس احتمال احداث تغيير في النتائج وهذا ما فعل الا ان النتائج لم تتغير وخرج السيد المالكي خاسرا في تلك المعركة .  

 في يوم 5/4/2011 قدمت السيدة الحسيني استقالتها من عضوية مجلس المفوضين مدعية ذلك “باسباب خاصة” وقد اعطت نسخة من كتاب استقالتها، الذي نشر صورته موقع براثا التابع للشيخ جلال الدين الصغير، الى مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء  وهو المكتب الذي لا علاقة له بمفوضية الانتخابات  ولكن اسباب ذلك لا يمكن ان تخفى على احد لقد كانت تلك الاستقالة   هروب مبرمج مما يمكن ان يحصل لهذه المفوضية  حيث اشارت الانباء في ذلك الوقت ان النائبة حنان الفتلاوي  جمعت تواقيع (107) نواب لاستدعاء رئيس واعضاء مجلس مفوضية الانتخابات والتحقيق معهم في تهم الفساد المالي والاداري وهدر الاموال العامة  وبذلك استطاعت الهرب من المسألة القانونية في المجلس وهي الموقعة على جميع قرارات المجلس وفي جميع الامور التي اتخذها ذلك المجلس كما انها كانت محالة على هيئة النزاهة في الكثير من القضايا المتعلقة بانتخابات الخارج التي جرت اواخر عام 2005 ومتهمة بهدر المال العام الا ان السيد نوري المالكي طلب من الهيئة المذكورة غلق تلك القضايا .

 بينت احدى العاملات معها في مفوضية الانتخابات في ذلك الوقت ان السيدة الحسيني بأستقالتها حسبت حسابا دقيقا لترشح نفسها في الانتخابات الحالية . ولما كان قانون المفوضية لايسمح للمفوضين اشغال اي منصب حكومي الا بعد ثلاث سنوات من انتها ولايتهم ، فأن حمدية وقتت استقالتها بتاريخ 5/4/2011 ولتكون فترة السنوات الثلاث قد مرت بتاريخ 5/4/2014 اي قبل بدء العملية الانتخابية الحالية بأسابيع قليلة  اليست هذه الحركة من صفات ” الوطواط ” الذي لايهمه سوى نفسه ؟؟؟
امر وحيد لم تستطع هذه المرأة التغلب عليه في اجواء حزب الدعوة الاسلامية ، اذ لم يعد مكان هيئة المستشارين في رئاسة مجلس الوزراء  المليء باعضاء حزب الدعوة يسع للسيدة الحسيني التي كانت لاتفتأ تقول وتكرر انها عضوة في الحزب المذكور وان اشقائها اعدمهم صدام لأنهم من الحزب المذكور ولكنها تلافت الامر بسرعة فائقة  اذ نقلت ” الوفاء والاخلاص ” من حزب الدعوة الى المجلس الاعلى   متوجهة الى السيد عمار الحكيم فهناك فرص كثيرة للصعود واكل الطيبات  وبذلك بدأ نجم الحسيني يظهر في جلسات المجلس وفي تجمعات خطب السيد حيث تختار الصفوف الاولى من المقاعد ليراها السيد باستمرار ومن ثم يضمها الى قائمته وهكذا كان .

كم كنت اود ان يتأكد السيد عمار الحكيم من سيرة بعض مرشحيه لأن اي خطأ من هؤلاء سيعود عليه هو وليس غيره  وسنذكر السيد عمار بذلك عاجلا ام اجلا .