الجميع يشهد بشجاعة ووعي شعب مصر الذي زحف زحفا تاريخيا سلميا وحضاريا ورسم للشعوب العربية وشعوب العالم أجمل لوحة فنية حيةّ من رحم الأمة  تمثل الصراع الأزلي بين الحرية والاستعباد بين النور والظلام كانت تلك المسيرة ذات حراك يستمد قوته من تلاحم أبناءه ووقوفهم وقفة مشرفة وواعية دحرت كل أساليب القوة ووسائل الرعب التي يستعين بها الطغاة ولم يفلح البلطجية ولا  أصحاب البعران (النوق) التي استعان بها مبارك ظنا منه إن الجمل سفينة الصحراء وانه سوف يصمد بوجه الحراك الشعبي لكن الشعب المصري اثبت لمبارك وللعالم ان سفينة الصحراء ليس بإمكانها إن تسير إلى ما لانهاية وان لكل طريق نهاية وليس بإمكان البلطجية والنوق الوقوف بوجه الشعب الحر,, الشعب الذي أحس بمعنى الحرية ولم يذُق طعمها بعدُ وشمّ نسيمها ولم تمتلئ رئتهُ منها,, الشعب الذي وقف طويلا يتأمل أمواج النيل وصمود الأهرامات في وجه الزمن هبّ هذا الشعب الذي يتكئ على ارث تاريخي وحضاري ضخم جدا  هبّ لإسقاط الرئيس حسني مبارك وإجباره على التنحي بعد أن رأى أمواجا متلاطمة من المصريين أشبه بأمواج النيل في ليلٍ حالك لكن هل هذا كل شيء أم إن هناك أياد مخابراتية أمريكية وصهيونية تعمل في الخفاء حيث بعد هذا التحرك الهائل وسقوط مبارك وبعدها الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وفوز الرئيس محمد مرسي وعودة الثورة بنفس الطوفان وبعد سنة من حكم مرسي ترى هل إن هذا الشعب حي فعلا أم إن هناك من يلعب بالخفاء وهو نفسه الذي ساهم في صعود الإخوان المسلمين وإسقاطهم بعد سنة ليكون إسقاطهم إسقاطا للإسلام السياسي كما قال بشار الأسد حيث استلم مرسي والإخوان أنقاض دولة مضطربة سياسيا واقتصاديا وهي تجاور اعتى أصناف البشرية الكيان الصهيوني ومخابرات الموساد وترتبط معه بمعاهدة ((كامب ديفد))إضافة إلى البلادة وقصر النظر وضيق الصدر الذي يتمتع به الرئيس مرسي حيث كان رئيسا وحاكما للإخوان وليس رئيسا وممثلا لأطياف الشعب المصري حيث حكم مصر بعقلية الإخوان وحاول إرضائهم فأسخط عليه العامة وبذلك حصد النتيجة بأسرع ما يمكن إن يتصوره بشر وأطيح به بنفس الطريقة التي أُطيح بها مبارك إذ كان للجيش المصري الدور الأكبر في القضيتين الجيش الذي يستلم مساعدات من البنتاغون الأمريكي ..تُرى كيف لدولة تدر أموالا ومساعدات على دولة أخرى ولم تؤثر على قرارها !! لاشك إن الأمريكان وراء الإطاحة بمرسي ومبارك لان الأمر ليس للشعب وحده وحراكه وحيويته وان كان لها الدور الكبير في إسقاط الرئيسين مبارك ومرسي حيث نرى إن هناك شعوب لا تقل عن الشعب المصري كالشعب البحريني فهو يتحرك بصورة يومية ومظاهرات شبه مستمرة ويتعرض إلى أبشع أنواع الاعتداء والظلم المُمنهج من حكام البحرين ولكن لم يأذن الأمريكان إلى الآن بالتغيير ولم تحن بعد إجراءات البديل ووضع صياغة جديدة وخارطة أخرى تناسب الوضع في البحرين ..
[email protected]