14 أبريل، 2024 3:03 م
Search
Close this search box.

من وراء تنسيقيات جلال الشحماني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في 25 شباط من عام 2011 انطلقت في بغداد ومحافظات عراقية أخرى تظاهرات شعبية عارمة هزت كراسي من يريد العودة بالعراق القهقرى، الى عهود الظلام والدكتاتورية، شارك في تلك التظاهرات آلآف المواطنين، وكان الشعار الرئيسي فيها، تصحيح مسار العملية السياسية، وندد المتظاهرون بالفاسدين ومن يحميهم، وتعرض العديد من الشباب المشارك في تلك التظاهرات الكبرى الى الاعتقال والتعذيب. استمر الحراك الجماهيري على ذلك المنوال لحين ظهور مجموعة من الشباب منتشرين هنا وهناك وجرى التعارف فيما بينهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي قبل اشهر قليلة، اطلقت هذه الجماعة على نفسها تنسيقيات، للقيام بالتظاهرات بشكل شبه اسبوعي، ويقود هذه التنسيقيات السيد جلال الشحماني والذبحاوي وعدد آخر من زملائهم، لكن الملفت للنظر ان الشعارات والاهداف التي تبنتها هذه التنسيقيات عبر تظاهراتها اقتصرت على المطالبة بالغاء الرواتب التقاعدية للنواب واصحاب الدرجات الخاصة فقط، ومطالبتهم بعدم تسييس هذه التظاهرات، ناسين أو متناسين بأن المطالبة بأي مطلب شعبي هي السياسة بعينها، ربما جاءت هذه المطالبة بجهل من هؤلاء بالسياسة أو لغرض ما.  ان انخراط اعداد من الشباب في هذه التنسيقيات ومشاركتهم في تظاهراتها جاءت بحسن نية منهم وغضبهم على الفساد المستشري في اروقة المؤسسة التشريعية والتنفيذية، وبمرور الوقت أخذ منظموا هذه التظاهرات التي بدأت بالتلاشي تدريجيا، يركزون على هذا المطلب واختزلوا كل مآسي وآلآم الشعب العراقي في هذه القضية دون غيرها فقط! كما انهم يحاولون ابعاد مناضلي القوى السياسية الوطنية ومنهم الشباب بالذات عن المشاركة في هذه التظاهرات وقيادتها ليكون حصرا عليهم، كأنما هؤلاء ليسوا بمواطنين عراقيين. بالتدريج بدأت الامور تتضح للكثير من الشباب عن من هو وراء تشجيع هذه التنسيقيات ولصالح من تصب؟ بالرغم من عويل وصراخ منظميها. أقول يا زملاء الشحماني وتنسيقياته ان اختزال المطالب الحقيقية للشعب العراقي بهذه القضية فقط، وعدم المطالبة باجراء تصحيح حقيقي في مسار العملية السياسية وكشف المفسدين وتقديمهم للعدالة، ومطالبة رئيس الحكومة بأسترجاع وزارئه الذين سرقوا المليارات من اموال الشعب العراقي ويتنعمون بها مع عوائلهم في الخارج، والخروقات الامنية المتكررة والتي يذهب ضحيتها مئات العراقيين يوميا على يد الارهاب الاسود جراء الفساد المستشري في الاجهزة الامنية وتنصيب ازلام النظام المقبور على قياداتها، وعدم اجراء محاسبة حقيقية للمتسببين في تهريب عتاة المجرمين من السجون وعدم كشفهم للشعب العراقي، وخراب البنية التحتية للبلد، والمشاريع الفاشلة، وابعاد كل الشخصيات الكفوءة والمشهودة بنزاهتها عن المناصب المهمة في مفاصل الدولة، والضرب على الوتر الطائفي وادخال البلاد في ازمات مستدامة، كل هذه الامور الا تدخل في حسابكم يا تنسيقيات الشحماني والذبحاوي؟ ابشركم ان شعاراتكم هي نفس شعارات المالكي وكتلته الاقانونية وهم متبنين نفس مطلبكم وهو حجب الرواتب التقاعدية للنواب واصحاب الدرجات الخاصة، وسوف تحقق دولة القانون مطلبكم العظيم هذا! لاغراض انتخابية وانتم تجندون الشباب للسير خلف المالكي وحكومته المتهرئة، تشعرون او لاتشعرون، وعندما يتحقق هذا المطلب التافه بأذن الله تعالى! سينعم اهلنا في محافظة بابل الشهيدة وبغداد الذبيحة والانبار المنكوبة بالامن والاستقراروسوف لن يبقى اي عاطل عن العمل وسيتجه الفاسدين الى كربلاء المقدسة وسيقسمون امام ضريح الامام العباس بأنهم تائبون، ويطلبون منه العفو لانهم لايستطيعون استرجاع ما سرقوه من المال العام، وسيتنحى الفاشلين ومزوري الشهادات عن مواقعهم، ليحل محلهم الشحماني وتنسيقياته وسيعم الخير على العراقيين!. حينذاك اخرجوا بحرية في تظاهراتكم واهتفوا للقائد الضرورة صاحب الانجازات العظيمة.
 عودوا الى جحوركم، واتركوا الساحات لاهلها الحقيقيين، لقد تكشفت اوراقكم، ما انتم الا ابواق لحكومة المالكي وتنسيقياتكم البائسة هذه مهمتها هو العمل على غظ الطرف عن المآسي الحقيقية للشعب العراقي تحت ظل حكومة الاتقياء والانقياء!، وهدفكم وهدف من يدفعكم ويدفع لكم، هو امتصاص الغضب الشعبي العارم ضد السياسات المدمرة لهذه الحكومة الفاسدة والفاشلة، واصبحت اوراقكم مكشوفة امام الشعب العراقي.
نقول لكم ولشعبنا العظيم ان ايام التغيير قادمة فسيزحف العراقيين يوم 30 نيسان المقبل ليلقوا بحكومة المالكي وكل الفاسدين والفاشلين والارهابيين ومعهم معارضيهم الكذابين الذين يناصرون الارهبيين ويغطون على جرائمهم بحق شعبنا الابي في مزبلة التاريخ، عند ذاك ستزول البراقع من وجوه من كان يقوم بدور تمثيلي على الشعب ومن هم الذي يناضلون بصدق من أجل كنس كل من سبب المآسي للعراقيين وسرق أموالهم ونصب المحتالين واصحاب الشهادات المزورة والانتهازيين في اعلى سلم الدرجات الوظيفية، ومن يتاجر بالدين لتضليل بسطاء الناس وهو يسرق اموالهم ومن ادخل البلاد والعباد في هذا المنزلق الخطير الذي ان لم يسارع العراقيون على ايقافه فأقرأوا على العراق السلام. فسوف لن تكون هذه خاتمة العراق بأذن الله وسواعد ابناءه البررة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب