أغلب دول العالم , خاصة تلك التي لديها حكومات تحترم ابناء شعبها , تقوم بالاحصاء السكاني كل عشرة سنوات , والغرض من هذا الاحصاء هو بالاساس لخدمة شعوبهم في جميع المجالات,وما يحتاجه المواطن من خدمات في مدينته او قريته ,المدارس او الجامعات وكذلك المستشفيات والاندية الثقافية والرياضية , بالاضافة الى الطرق والبنى التحتية ومشاريع التنمية وامور كثيره وكثيره جدا تخص حياة الجميع .
العراق ومنذ عقود لم يشهد احصاء سكاني , علما هو البلد الاكثر حاجة لمثل هذا الاحصاء, على الاقل ومن خلال معرفة العدد الحقيقي للسكان وبشكل علمي ومهني , يمكن ان توفر اهم ما يفتقده المواطن العراقي اليوم وهو (الأمن), نعم من خلال هذه العملية سوف يتم معرفة عدد الاشخاص المتسللين الى البلد وجنسياتهم واماكن تواجدهم ومن يئويهم .
الايام القليلة الماضية شهدت مدن كثيره في العراق كوارث بسبب تساقط الامطار, بالتأكيد العيب ليس بتساقط كميات كثيرة من المطر, حيثتسقط في جميع انحاء العالم وبكميات تفوق ما يشهده العراق من الامطار سنويا, ولكن السبب هو التخطيط الغير علمي للخدمات والبنى التحتية للمدن العراقية على الرغم من ان هناك اموال طائلة مخصصه لهذا الغرض, كذلك عدم معرفة الاحتياجات الحقيقية لكل مدينة وهذا لايمكن معرفتهدون احصاء سكاني علمي ومهني دقيق .
لا يمكن ان تكون هناك انتخابات عادلة ونزيهه في اي بلد في العالم, دون ان يكون هناك تعداد سكاني لهذا البلد, والحكومات التي تدعي انها تفوز في ما تسميه(العملية الانتخابية) في بلد لم يُقام فيه احصاء سكاني منذ حوالي اربعون سنه , هي حكومات مشكوك بشرعيتها.
من هنا قد نعرف من هو وراء تأجيل عملية الاحصاء السكاني في العراق الى اجل غير مسمى . وبالتالي يبقى المواطن العراقي يُعاني من قلة الخدمات و انعدام الامن , وكثرة البطالة وسوء التعليم والصحة وغرق المدن بعد اول مطرة.
هناك اسئلة مهمة جدا اطرح بعضها…
الا يستحق المواطن العراقي ان يكون له حكومة تقدره وتحترمه ؟
لماذا العراقي عانى ولا زال من الحكومات على مدى تاريخه؟
متى سيطمئن العراقي على مستقبل ابنائه ؟
هل ثروات العراق نقمة ام نعمة ؟
واخيرا, هل الاحصاء السكاني سيكشف الفساد في مؤسسات الدوله خاصة وزارة التجاره؟