23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

من وراء الانقسام وعدم الاتفاق العراقي؟

من وراء الانقسام وعدم الاتفاق العراقي؟

لايزال هناك کما يبدو فاصلا زمنيا مجهولا أمام الکتل السياسية العراقية من أجل تشکيل الحکومة القادمة في العراق، وهناك حالة من الانقسام والتشرذم بصورة عامة فيما بين الکتل کلها وداخل الکتل نفسها، وهو مايدل على حالة ملفتة للنظر تبدو ملازمة لهذه الکتل، وهي لاتبدو حالة طبيعية أو عادية يمکن التغاضي عنها أو تجاهلها بل إنها تعتبر حالة سلبية ومثيرة للقلق والتوجسات.
هناك العديد من الايادي الدولية والاقليمية التي تعبث وتلعب من وراء الستار بالمشهد السياسي العراقي وتٶثر بصورة أو أخرى عليها، ومن الواضح إن هذه الايادي تسعى من أجل تحقيق مصالحها الخاصة وحتى تصفية حساباتها مع خصومها من خلال الدور الذي تقوم به على الساحة العراقية، ولاريب من إن الدورين الامريکي والايراني يطغيان على الادوار الاخرى ولاسيما الدور الايراني الذي يبدو المعني أکثر من الجميع بالاوضاع في العراق لکونه صاحب نفوذ إستثنائي فيه ولايريد أبدا أن تتشکل أية حکومة عراقية من دون أن تراعي وتلتزم بالقواعد والظوابط التي يجعلها أمامها.
لئن کان هناك إنقسام وإختلاف وتشرذم وتشتت واضح بين الکتل السياسية العراقية بتأثير أيادي خارجية معروفة، لکن الدور السلبي الذي لعبه ويلعبه النظام الايراني بهذا الخصوص هو الاخطر خصوصا وإنه يلعب دوره في إذکاء الخلافات والانقسامات حتى داخل البيت الشيعي العراقي نفسه عندما يجد إن هناك من لايريد هيمنته ويسعى من أجل تحديد دوره ونفوذه، خصوصا وإن هناك قوى وشخصيات داخل البيت الشيعي، لاتريد أن يصبح العراق حطبا في”محرقة”العقوبات الامريکية المفروضة على إيران.
مايهم النظام الايراني کثيرا هو أن لاتکون هناك حکومة عراقية خارج سطوتها ونفوذها، وهي بذلك ليست تعتبر الولايات المتحدة الامريکية والدول الاقليمية فقط خصوصا لها، وانما حتى التيار الوطني العراقي الذي يعمل من أجل مصالح الشعب العراقي، ذلك إن ماينتظر هذا النظام من مستقبل غامض ومجهول بعد العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب عليه، يدفعه ليعمل المستحيل من أجل إبقاء الساحة العراقية ليست مفتوحة بوجهه فقط وانما تکون طوع أمره حتى أکثر من السابق.
إضافة الى العقوبات الامريکية التي التي جعلت النظام يئن من تأثيرها المفرط عليه فإن هناك أيضا الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يواجهها يوميا والتي باتت تتخذ إطارا ونسقا سياسيا يطالب بإسقاطه الى جانب معارضة قوية ونشيطة متمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي هي في صدد عقد ملتقى دولي في 20عاصمة ومدينة رئيسية في أوربا وأمريکا الشمالية في 25 من هذا الشهر وفي آن واحد وموجه ضد النظام، ولهذا فإن من المهم جدا أن يعلم الشارع العراقي بأن النظام الايراني مهما سعى للتغول أمام العراقيين فإنه ليس إلا مجرد قزم أمام شعبه!