مقدمة الزائر: خلال 05 أيام بين شواطئ مستغانم، وعبق القلتة، واسترجاع ذكريات المرسى، كانت خواطرسجّلها صاحبها في حينها، ليشارك القارئ رحلته، في انتظار مقالين، يصبان في نفس الرحلة.
شاطىء عائلي: حين كان طفلا، لم يكن يومها معنى لشاطئ عائلي، لأن الشواطئ الجزائرية كانت عائلية.
وحين كبر الطفل، وأمسى رب عائلة مكونة من 4 أفراد، تعدّدت أسماء الشواطئ .. وغاب الشاطئ العائلي.
دعوت الأب: وأنا متجه إلى شواطىء مستغانم منذ 05 أيام، رفقة الأهل والأبناء، دعوت الله سرا، وقلت ..
يارب .. كما جمعت عائلتي في الدنيا حول مياهك .. فاجمعنا في الآخرة حول حوض نبيّك صلى الله عليه وسلم.
تسيير رمال مستغانم: رمال شواطئ مستغانم من ذهب، وتمتد على مدى البصر، بحاجة لمن يحوّل البحر إلى متعة، والرمال إلى لعبة.
فهي الآن تفتقر لحسن التسيير والتدبير. ومن المفروض أن تعامل باحترافية عالية، تجلب كل شرائح المجتمع، وفي كل وقت وحين، تمتّع الزائر إليها من داخل ربوع الوطن وخارجه.
إحترام الميت وسرور الحي: في الطريق إلى شواطئ مستغانم، مررنا بمقبرة بمدخل المدينة. قبورها طليت باللون الأبيض والأزرق.
صورة جميلة لمنظر المدينة، فنال القائمون عليها، إحترام الميت وسرور الحي معا.
مستوى الإنسان:إشتكى الأبناء من بقايا الإنسان على الشاطىء.
قلت: كذلك الإنسان، كلما رضي لنفسه أدنى المستوى من القول والفعل، أسمعه من هو في القاع مايسىء السّمع والبصر.
وكلما رفع من مستواه وارتفع به، لمس أفضل الأعمال وارتفع بمن حوله، وسمع مايثلج الصدر ورأى مايقوي العزائم.
المساعدة كل أسبوع: قال صاحب الدار ..
يستحسن أن يبرمج المرء نفسه على أن يقدّم مبلغا من المال، كمساعدة للمحتاجين كل أسبوع، إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
مفاوضات الصهاينة: بعد أن تحدّث عن المفاوضات.
قلت .. الصهاينة لايتفاوضون إلا مع ضعيف ليذلوه، أو قوي يخافون منه.
ولحد الآن، لم يبلغوا درجة إذلال الفلسطيني وفرض شروطهم عليه.
ولا يبدو أنهم يخافونه خوفا شديدا.
سوء الأسوار: خلال هذا العام، زرت القلتة مرتين، وصليت خلالها بمسجد ابن الدين.
الملاحظة الحسنة التي رسخت بالذاكرة، ولفتت الانتباه، هي .. الشكل الجديد والحسن للمسجد، وإنعدام الأسوار. أصبح المسجد مفتوحا للجميع، دون سور يمنع ، ولاحاجز يسد. بينما المساجد ذات الأسوار، تحجب الرؤيا، وتجعل الفكر حبيس الجدر.
ونفس الملاحظة، تذكر في هذا المقال، وتقال عن المؤسسات العامة.
جنازة البحر: في طريقنا إلى القلتة، وفي وسط الطريق ومن الجهتين، برميل وضعت عليه لافتة مكتوب عليها “جنازة”.
من فوائد اللافتة .. تخفيض السرعة. تخفيض صوت المذياع أو الشريط. فرض نوع من الهيبة والوقار بما يناسب عظم الموت والجنازة. لفت الانتباه، بأن هناط طريق دائم ثابت ينتظرك وتسعى إليه سعيا. مشاركة أهل الجنازة مصابهم. تقديم المساعدة بقدر المستطاع.
فتحية لأهل القرية، وعظم الله أجرهم، ورزقهم الصبر.
الوطن الفعلي: بمسجد القلتة، وبعد صلاة الظهر، إلتقيت بأستاذ جامعي برتبة بروفسور، له باع في البحث العلمي، وكتب متعددة في الجانب التقني، وتربطني به علاقة مذ سنة 1992.
قال لي بمرارة .. لم يعد أحد يخدم هذا الوطن الغالي، فموطنهم هناك، لذلك اشتروا الأراضي هناك، وبعثوا أبناءهم للدراسة والعمل هناك، فهم يعدونهم لوطنهم الفعلي .. هناك.
مآتم الأعراس: في اليوم الثالث، وأنا عائد من جديد إلى البحر، صادفت سيارات عرس يتسابق أصحابها بسرعة جنونية.
قلت في نفسي .. هل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوصى بتعجيل دفن الميت، أم بتعجيل إيصال العروس؟.
العرس والعريس والعروس، أغلى من أن يضيع بسبب سرعة طائش، وتهور عاشق.
ولايعقل أن تتحول أعراسنا كل عام إلى مآتم، وتمسي الفرحة نحيبا، والبسنة دموعا.
بناء السّمعة: حسن السّمعة بناء .. فاحرص على بناءك.
حسن السيرة: من حسنت سيرته، دافع عنه العدو قبل الصديق.
ومن ساءت سيرته، إبتعد عنه القريب قبل البعيد.
حماية الصدق: إفترى علي أحد الشباب كذبا وزورا، فكذّبه أبوه ودافع عني في غيابي، دون أن أدري.
فقلت في نفسي .. إحذر أن تكذب على صادق، فإن صدقه يحميه ويفضحك.
تحية: بقي لدى صاحب الأسطر مقالين، تتعلق بما لمسه في رحلته البحرية، هما الآن قيد الإنجاز عبر المسودة، سيرسلهما إلى الجرائد والمواقع.
في انتظار أن توضع تحت تصرفك، شكرا على الصبر والمتابعة.