23 ديسمبر، 2024 10:27 ص

من وحي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

من وحي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

(عبدالله بن سبأ عنقاء التاريخ الإسلامي)
معظم الآراء تذكر أنه لا وجود لشخصية في تأريخ الإسلام اسمها (( عبدالله بن سبأ )) لأن تسليمنا بوجوده يفضي إلى إلغاء عقولنا، ولأن منهج البحث العلمي يأبى وجوده لأن مصادره مختلقة، ولأن من خلقوا (عبد الله بن سبأ)خلقوا له أخوة من الادعاءات ستهز المشاعر وتدمر الثقة بمن قد يعتبرون من القمم في دنيا الإسلام ـ لو أخلي رشدٌ لقراءة كتاب المرحوم السيد مرتضى العسكري (رض) .. ذلك العالم العامل الذي قدم للمكتبة الإسلامية بحثاً نادراً وتحقيقاً قيـّماً حول زيف وجوده ووجود خمسون ومائة صحابي مختلق..!!!
ولعلنا هنا ؛ سنشكك أيضاً في صحة وجود هذه الشخصية التاريخية ، على ضوء التداعيات التالية :
 1. لماذا سكت الخليفة عثمان (رض) عنه ، مع أنه نفى أبا ذر إلى الربذة ، مع أنَّ أبا ذر(رض) من (كبار الصحابة) ـ لأن أبا ذر كان له رأي في البذخ في أموال المسلمين أيام عثمان ـ في الوقت الذي كان فيه (عبدالله بن سبأ ) يدعو لعلي ويشنع بعثمان ..كما تدعي الروايات ـ لوصحت ـ فلماذا هذا السكوت عن (عبدالله بن سبأ) هذا الرجل اليمني الذي كان يهودياً وليس من أشراف قريش ولا من أهل مكة ؟!
 2. لماذا سكت الإمام علي (ع) ـ وهو الصلب في ذات الله ـ عن (عبدالله بن سبأ) ولم يحرقه كغيره من الغلاة ؟
3.  لماذا سكت معاوية عن (عبدالله بن سبأ) وهو الذي يقتل على التهمة والظن  ؟! …
 والحال ؛ هو الذي دفع بسر للغارة على خصومه ، وأدت الغارة إلى قتل ثلاثين ألفا من الناس ؟!!
 إن كل هذه الأمور تجعل الحديث عن (عبد الله بن سبأ) حديث خرافة، وإنما اختلق تاريخياً  ليصنع منه مصدرا لتشويه عقيدة الشيعة ، دون مراعاة لأمانة التحقيق والبحث التاريخيين النقيين في حياة وسفر الأمّة الإسلامية .
 عليه؛ فالكُتّاب الموضوعيون يرون أن الحديث عن (عبدالله بن سبأ) حديث عن العنقاء التي لها اسم وليس لها جسم .
من ناحية أخرى ؛ سنشكك أيضاً بأي ِّ تصريح ٍ يشكك بتاريخ التشيّع في الإسلام ، وعلاقة (عبد الله بن سبأ) به …
على ضوء التداعيات التالية :
1. تأسس التشيع يوم غدير خم أو عيد الغدير، هو يوم الأحد 18 ذو الحجة من سنة 10 هـ، والذي خطب فيه النبي محمد(ص) خطبة ذَكَرَ من فضل علي بن أبي طالب(ع) وأمانته وعدله وقربه إليه، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ “غدير خم” قريب من الجحفة تحت شجرة هناك. وقد استدلّ الشيعة بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد،بينما يرى أهل السنة أنه قد بيّن فضائل علي للذين لم يعرفوا فضله، وحث على محبته وولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له،ولم يقصد أن يوصيَ له ولا لغيره بالخلافة . المهم في الموضوع ؛ أنَّ رسول الله (ص) أعلن مشايعته لعلي (ع) دون غيره من المسلمين ، تحت أي سبب كان !
2. إنَّ شخصية (عبد الله بن سبأ) شخصية (مختلقة) لا صحة لوجودها في التاريخ .. منذ عهد الرسول (ص) حتى اليوم ، فكيف يكون لشخصية ليس لها وجود في تاريخ المسلمين ، أن تحدث متغيرات سياسية وراديكالية في المجتمع الإسلامي وحركة تاريخه الطويل ؟!!
3. إنّ الإمام علي (ع) الذي توَّجهُ رسول الله (ص) بأمر الله ..
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة /3.
 هذه الآية التي نزلت بعد حادثة بيعة الغدير ، فعلي (ع) إذن ؛ المتوّج بأمر الله ورسوله (ص) ، وقد شكك أهل السنة بأحقيته ، فهل تكون لدعوة (عبد الله بن سبأ) ـ لو صح وجوده ـ أهمية في تغيير مواقف المسلمين من حق ِّعلي (ع) في الخلافة ؟!!
إذن فالإمام علي (ع) ليس بحاجة لا إلى (عبد الله بن سبأ) ولا لأيِّ خرافة تاريخية أو تصريح حاقد !