19 ديسمبر، 2024 4:49 ص

من وحي القرآن في شهر رمضان ” فلسفة المرض والشفاء في ألآسلام “؟

من وحي القرآن في شهر رمضان ” فلسفة المرض والشفاء في ألآسلام “؟

ذكر المرض في ألآية “184” و” 185″ من سورة البقرة في تشريع الصوم في شهر رمضان , قال تعالى ” أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ” – 184- وقال تعالى ” …. ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ..” – البقرة -185- وذكر المرض في سورة المائدة ألآية “6” … وأن كنتم جنبا فأطهروا وأن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا ….” – المائدة – 6-ولم يذكر المرض بأسمه وأنما ذكرت أوصافه كما في سورة أل عمران , قال تعالى ” …وأبرئ ألآكمه وألآبرض وأحي الموتى بأذن الله …” – أل عمران – 49- وذكرت حالة المرض كما في سورة ” ص” , قال تعالى على لسان النبي أيوب الذي أبتلي بالمرض ” وأذكر عبدنا أيوب أذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ” – ص- 41- فعبر عن المرض بالنصب والعذاب ” والنصب هو التعب والعذاب هو ألآلم ” فالمرض يؤدي الى تعب الجسد والى ألم في ألآعضاء , وفي سورة الصافات عبر سبحانه على لسان أبراهيم عن معاناة قلب أبراهيم نتيجة كفر قومه فعبر عن المرض القلبي بكلمة ” سقيم ” قال تعالى ” فقال أني سقيم ” – الصافات – 89- والسقيم لغة هو المريض ولكنه بالنسبة لآبراهيم هو أمر مجازي تعبيرا عن همه ومعاناته , ونسب المرض الى القلوب كما في سورة البقرة ألآية “10” قال تعالى ” في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا …” وذكر المرض كذلك في سورة البقرة ألآية “196” قال تعالى ” … فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك …” ووردت كلمة المرض في ألآية”50″ من سورة النور ” أفي قلوبهم مرض أم أرتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ” ووردت كلمة المرض في ألآية “61” من سورة النور , قال تعالى ” ليس على ألآعمى حرج ولا على ألآعرج حرج ولا على المريض حرج ….” .
أما كلمة الشفاء فقد ذكرت بمعناها الطبي في سورة النحل ألآية “69” قال تعالى ” ثم كلي من كل الثمرات فأسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس أن في ذلك أية لقوم يتفكرون ” – النحل – 69-
وذكرت كلمة الشفاء بمعناها العام وفيها مدلول على سلامة ألآعتقاد كما في سورة ألآسراء ألآية “82” قال تعالى ” وننزل من القرأن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين ألآخسارا ” .
وقال رسول الله “ص” : ما أنزل الله من داء ألآ وجعل له دواء فتداووا ياعباد الله ” وهذا الحديث الشريف يختصر فلسفة المرض والشفاء في ألآسلام , فالداء منزل من الله لحكمة أقتضاها عزوجل تغيب عنا معارفها العميقة , فالمرض هو أعتلال صحة البدن وله علامات منها : ألآلم , أرتفاع درجة الحرارة , فقدان الشهية , ألآستفراغ أحيانا , وهناك أعراض أخرى كثيرة , وأسباب المرض : أما سبب جرثومي , أو فيروسي , أو طفيلي , أو فطريات , أو كلاميديا , وهذه كلها مخلوقات من خلق الله , وجعل الله الجسم البشري معرضا للآصابة بالمرض , مثلما جعل الله تعالى لكل مرض علاج ودواء كما قال رسول الله “ص” , ومثلما أجتهد ألآنسان وعمل التجارب في مجالات مختلفة ومنها مجال ألآمراض , كما قال ألآمام علي “ع” : في التجارب علم مستأنف ” أي أن البحث العلمي والتجربة تولد لنا علما مستمرا وناميا بأذن الله حول ما يحيط بنا , ومن ألآشياء التي تحيط بنا هي ألآمراض , ومثلما أنزل الله تعالى مسببات ألآمراض كذلك أنزل دوائها , والدواء مبثوث كذلك فيما خلق الله من نبات وشجر وأعشاب وخضار وفواكه , وأغلب ألآدوية والعقاقير الطبية اليوم أنما هي مستخرجة من الطبيعة ومافيها من مياه وثمار ونبات , فدعوة الرسول “ص” للتداوي هي دعوة للتعلم والعمل بالعلم الذي يجعلنا نعرف مفردات علم الطب لنعالج الناس ونكسب ثقتهم , ولكننا تراجعنا عن تلك الدعوة الكريمة وأنشغلنا بسفاسف ألآمور وقشورها وتركنا البحث العلمي الجاد فلم يعد الطب عندنا متقدما , بينما تقدمت شعوب أخرى , فراح مرضانا يبحثون عن العلاج في بلاد الهند وغيرها من بلدان العالم , أن الزيادة الملحوظة ألآمراض عندنا ليس لآننا مسلمون , ولا لآننا صائمون كما يحلو للبعض تصوير ذلك وهذا التصور هو عبارة عن أنهزامية نفسية وضعف روحي أمام منجزات ألآخرين , وعدم قدرة على دراسة أسباب تخلفنا في مجالات كثيرة ومنها المجال الطبي الذي أصبح عندنا يفتقد للآخلاق المهنية خصوصا عند أغلب ألآطباء ممن أصبحوا تجارا ولم يطوعوا أنفسهم لخدمة علم الطب ومهنته وخدمة المريض الذي هو أمانة عندهم , ولم يتوقف ألآمر على الطبيب غير الملتزم بأخلاق المهنة ولكن للدولة تقصير فاضح , وللمواطن والمجتمع مساهمات في أزدياد نسبة ألآمراض نتيجة عدم ألآلتزام بالنظافة العامة والشخصية وعدم ألآلتزام بالقواعد الشرعية ” كلوا وأشربوا ولا تسرفوا ” وقول رسول الله “ص” : بئس الرجل القاذورة ” و” أكنسوا فناء بيوتكم ” و “النظافة من ألآيمان ” .
أن مرض القلوب يعتبره ألآسلام من أخطر ألآمراض , لآنه يشكل البداية للآمراض النفسية المستعصية , وبداية للخل الفكري الذي يجعل العقول ملتبسة جامدة تنكر أطروحة السماء وتتذرع بمبررات ليس لها من دليل علمي سوى مجارات ألآهواء وأتباع ألآوهام.
وشاءت حكمة الله عزوجل أن يكون المرض أبتلاءا وتمحيصا للمؤمنين مثلما هو أبتلاء لغير المؤمنين , فللفئة ألآولى وهم المؤمنون زيادة أجر , وللفئة الثانية وهم غير المؤمنين من طالبي الدنيا فهو زيادة عذاب .
والتمحيص وألآبتلاء في كتاب الله تحدث عنه بعض ألآيات ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ” – الملك – -1-2- ” يا أيها الذين أمنوا أستعينوا بالصبر والصلاة أن الله مع الصابرين ” – البقرة -153- ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ” – البقرة – 214- ” وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين ” – أل عمران -141- ” وليبتلي الله مافي صدوركم وليمحص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور ” – أل عمران – 154-
وعن ألآمام الصادق “ع” قال : ” ما أحب الله قوما ألآ أبتلاهم ” – تحف العقول – ص- 398-
وقال ألآمام الصادق “ع” : أن من البلية الخدشة , واللطمة , والعثرة , والنكبة , والهفوة , وأنقطاع الشسع , وأختلاج العين , وأشباه ذلك , أن المؤمن أكرم على الله من أن يمر عليه أربعون يوما لايمحصه فيها من ذنوبه ولو بغم يصيبه لايدري ماوجهه ؟ – تحف العقول – 398- وقال ألآمام الباقر “ع” : أذا أبتلي المؤمن كان كفارة له لما مضى من ذنوبه ” – تحف العقول – 401-
وفي باب تعجيل التمحيص يقول عبد الله بن سنان : سمعت معتبا يحدث أن أسماعيل بن أبي عبد الله “ع” حم حمى شديدة فأعلموا أبا عبد الله بحماه فقال لي : أئته فأسأله : أي شيئ عملت اليوم من سوء فعجل الله عليك العقوبة ؟ قال : فأتيته فأذا هو موعوك فسألته عما فعل فسكت , وقيل لي أنه ضرب بنت زلفى اليوم بيده فوقعت على دراعة الباب فعقر وجهها , فأتيت أبا عبد الله فأخبرته بما قالوا , فقال : الحمد للله أنا أهل بيت يعجل الله العقوبة لآولادنا في الدنيا , ثم دعا الجارية , فقل : أجعلي أسماعيل في حل مما ضربك , فقالت : هو في حل , فوهب لها أبو عبد الله شيئا ثم قال لي : أذهب فأنظر ماحاله ؟ قال : فأتيته وقد تركته الحمى ” – تحف العقول – 404-
أما الشفاء : فهو في ألآسلام شفاء من ألآمراض الجسدية ومن الشفاء العسل , والتداوي بالعقاقير وألآعشاب الموثقة أستطباباتها , وأما شفاء بالقرأن والدعاء وقد قال رسول الله “ص” أن قراءة سورة الفاتحة سبعين مرة تذهب بكل داء ألآ السأم , والسأم هو الموت , وللموت أجل لايتقدم ولا يتأخر , هذه هي فلسفة المرض والشفاء في ألآسلام عرضناها بشكل مختصر والله العالم بكل ألآمور والحمد لله رب العالمين – الدكتور علي التميمي – رئيس لجنة البحوث الطبية سابقا –

 
من: Ayiad Alzameli <[email protected]>
إلى: ‫Ali Tamimi‬ ‫‬ <[email protected]>
تاريخ الإرسال: الثلاثاء 13 يونيو، 2017‏ 8:49 ص
الموضوع: Re: بخصوص:

مرحبا بكم استاذنا الكريم التميمي
الموقع يظهر للجميع بشكل سليم بعد اذن حضرتك ممكن تتصور لنا الشاشة كي نعرف طبيعة المشكلة بالضبط
نسألكم اي متصفح تستخدمون ؟ حاولي تحذفوا سجل التاريخ وهو الموقع التي دخلتم عليها ..
المتصفحات تختلف عن بعضها أفضلها الكروم والفايرفوكس حاول تجرب المتصفح الاخير الفايبرفوكس
دخل على هذا الرابط مباشرة
www.kitabat.com
وإعلامي
تحياتي الطيبة وتقبل الله صيامكم
اخوكم / الزاملي

الحصول على Outlook لـ iOS

أحدث المقالات

أحدث المقالات