23 ديسمبر، 2024 12:44 م

من وحي الغدير المبارك‎

من وحي الغدير المبارك‎

تعتبر واقعة غدير خمّ من أهمّ قضايا الأمة الاسلامية ؛ فهي الواقعة التي تحدد اتجاه مسير الأمة الاسلامية و مستقبلها ، بل و مستقبل العالم وهي من الأحداث التاريخية الهامة و المصيرية التي أدلى بها رسول الله ( ص ) في السنة الأخيرة من حياته المباركة .
ما الذي حدث في غدير خم ؟
لما وصل رسول الله ” ص ” يوم الاثنين 18 من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة الى غدير خم، نزل اليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله : « يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس» سورة المائدة – الآية 67.

فأمر اصحابه أن يهيئوا له مكان تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك و يجمعوا الأحجار من تحتها. في ذاك الوقت نودي الى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة . ومن شدة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رؤوسهم والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء . وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة كي يظللوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الأبل و أسمع الجميع كلامه وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع .

فبدأ بخطبة الناس، وهذه فقرة من خطبته المباركة :
الحمد لله و نستعينه و نؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا الذي لاهادي لمن ضل، و لامضل لمن هدى، و أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمداً عبده و رسوله – أما بعد-:

أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير وأنا أوشك أن أدعي فأجيب و إني مسؤول و أنتم مسؤلون فماذا أنتم قائلون ؟

قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيراً.

ثم قال رسول الله (ص) : ألستم تشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمداً عبده و رسوله، وأن جنته حق و ناره حق و أن الموت حق و أن الساعة آتية لاريب فيها و أن الله يبعث من في القبور؟

قال: أللهم اشهد.

ثم أخذ الناس شهود على ما يقول ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟

قالوا: نعم يا رسول الله .

قال: فأني فرط على الحوض، و أنتم واردون على الحوض، و إن عرضه ما بين صنعاء و بصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين .

فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله ؟ .

قال الرسول ” ص ” : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا لاتضلوا، و الآخر الأصغر عترتي، و إن اللطيف الخبير أنبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقصروا عنهما فتهلكوا

ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم فسأل الرسول الحضور : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ .

فأجابوا: نعم يا رسول الله .

فقال: إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم .
ثم قال: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” يقولها ثلاث مرات ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” ثم قال ” اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله ”

ثم خاطب الناس: يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب,