عنوان المقال فيه بعض الاستفزاز لكل مسلم بل لكل من يعبد الله وحتى من لا يعتقد بوجود الخالق ( ملحد ) نراه يبحث عن سطور تزيد قناعته في عدم وجود خالق أو مهندس لهذا الكون والسبب في هذا الاستفزاز هو لتحريك العقول تحريكا صائبا باتجاه بوصلة الحق وترك الخزعبلات والافكار المخطئة التي ورثناها من متخلفي الفكر والدين من الآباء والأجداد … وبما إني من الذين يعتقدون بوجود الخالق كما هو الحال عند أغلب البشر فاني احاول أن اسأل هذا السؤال لأني اريد أثبات صفة العدل عند الباري ( جل وعلا ) إن كان موجودا ، أما اذا كان غير موجود فيعني أن العدالة أصبحت نسبية تعتمد على عقول الناس ، أما غاية هذا السؤال تحديدا في هذه الفترة فهي الوصول لقناعة أو لرد من عقلاء المذهب الجعفري الذين يتكلمون كل يوم وكل ساعة بل كل لحظة عن معركة الطف وحادثة السقيفة متناسين إن لرب العزة وجود وإرادة في كل ما أصاب المسلمين من خير أو شر آني لأننا لا نعرف غاية الله بل هنالك ربما خير يأتي بعد الشر ونحن لا نفهم بعقولنا المجردة هذه الغايات ، ففي تحليل اخواننا من المذهب الجعفري لمعركة الطف والسقيفة فأقوالهم تدل على عدم وجود الله لان الله لو كان موجودا لما كانت نتيجة الامور هكذا ، فلو فرضنا إن الله موجود كما يعتقدون ويقولون فإننا بحاجة إلى توضيح رباني أو ربما توضيح لاحد علماء المذهب من العقلاء وليس من أهل النحيب والبكاء وارتداء المحابس الملونة في الانامل ، ليجيب على سؤالنا وهو هل الله موجود ؟ إن كان الله موجودا فأكيد سيكون مع سيد شباب أهل الجنة ؟ وإن كانت هذه ارادة الله لماذا اللطم وشج الرؤوس ؟ وإن كان الله غير عادل لماذا نعبد الله ؟ هل كان الإمام الحسين صاحب دعوة باطلة بحيث لم يقف له الله ولم يسانده ضد معسكر الظلم ؟ هل الله كما يعتقد أغلب الفلاسفة المسلمين ما عدا ( الغزالي ) يتعامل مع الكليات دون الجزئيات ؟ هل الله تناسى نصرة سبط الرسول ؟ أم هكذا يُريدها الله وتنبأ بها رسول الرحمة ؟ وإن تنبأ بها رسول الرحمة لماذا كل هذا العويل ؟ هل أراد الله أن يعاقب الإمام علي بن ابي طالب على مقتل هذا الجمع من المسلمين في المعارك الثلاثة فجعل العقوبة تنزل بأولاده واحفاده ؟ إن كان علماء الشيعة يعتقدون فعلا بوجود الله وحكمته فلماذا هذا الصراخ الخاوي لأمر رباني مكتوب ؟ هل كان الله ضعيفا لا يستطيع نصرة الإمام الحسين وهو يذبح وأطفاله ؟ هل لله وجود في مجريات وحيثيات هذه المعركة ؟ ماهي غاية رب العزة من هذه الجريمة إن كانت فعلا جريمة ؟ وإن كانت لا تدخل في سلة الجرائم ما هو رد اخواننا على هذه الفكرة ؟ الغاية التي اريد أن أصل إليها هي هل الله موجود ؟ وإن كان موجودا لماذا لم ينصر الإمام الحسين مع أولاده ؟ وإن كان يريد الله أن تكون هذه المعركة درسا في الصبر والايثار ونصرة الدين الإسلامي لماذا أصبحت هذه المعركة مع السقيفة الشرارة التي ولدت الفرقة والتفرقة بين المذهبين ؟ أرى ان التسلسل المنطقي لهذه المعركة مع نتائجها والدروس المستنبطة من هذه المعركة وحادثة السقيفة هي بؤرة التفرقة وسؤالي هو أين الله من هذه الحوادث التي عصفت بالمسلمين ، فالله كما نعرف نصر المسلمين في حروبهم كما في معركة ( بدر ) ولكن ما دور رب العزة من هذه المعركة وإن كانت هذه المعركة توضيح لبشاعة الـ معاوية ويزيد لماذا نصرهم الله في معركتهم ضد سبط الرسول ؟ وهل الله ينصر الظالم ؟ المطلوب من عقلاء المذهب أن يفتونا بعلم وبمنطق موضحين أين موقف الله من هذه المعركة ، وهل الله يعلم بالغيب وبقادم الأيام والأعوام ؟ وما هي الغاية من هذه المعركة وخسارة سبط الرسول ونحره وأولاده من قبل أبناء العمومة ؟ اسئلة تحتاج إلى جواب رجل يعرف كيف يستخدم عقله لا كيف يتعامل مع مشاعره ، ولكن اعتقد إن صفة العدالة مترنحة ما بين إرادة الخالق ولسان رجال الدين من المذهب الجعفري لأننا لم نشهد قاسم مشترك ما بين معركة الطف وحادثة السقيفة وارادة الله ونحيب الاعزاء من المذهب .
