18 ديسمبر، 2024 9:20 م

من هي خير أمة أخرجت للناس

من هي خير أمة أخرجت للناس

(( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ) سورة آل عمران الآية 110 فقد ذم الله تعالى اليهود والنصارى الذين حرفوا التوراة والإنجيل عن معانيهما .علما أنهما عرفوا بظهور النبي محمد بن عبد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبشروا به وبصفاته التي يعرفونها في كتبهم قبل مبعثه الشريف لكنهم صدوا وحاربوه وكفروا به ونقضوا عهدهم مع الله تعالى في الإيمان به وبهذا نستبعد اليهود والنصارى من شمولهم بها ونحاول أن نعرج إلى الأمة الإسلامية وندخلها ضمن مفهوم وتفسير الآية على ضوء بعض الأقوال التي حاولت تفسير الآية المباركة (110) من آل عمران ومنها جملة من التفسيرات سأذكر بعضا منها
أولا : روي عن أبو كريب عن مصعب بن المقدام قال ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ….) تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا ) كيف يكون هذا التفسير المقطوع حيث يرضى الله عن الأمة في بداية رسالتها ولا يقبلها في آخرها وهي أمة واحدة في الرسالة وشريعتها ونظريتها منذ المبعث الشريف وحتى قيام الساعة .
ثانيا : وما روي عن مجاهد قال أن هذه الآية تكون للمسلمين في زماننا على شرط أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهذا لم يحدث في زمن محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وحتى بعد وفاته فقد أحدثت الأمة ما أحدثت من الصراع العقائدي ولحد الآن
ثالثا : ومنهم من قال أن هذه الآية المباركة كانت في حق المهاجرين حصرا من دون الأنصار علما أن الأنصار وما بعدهم كانوا أكثر ثباتا على الدين الإسلامي ودفاعا عنه ولهم الفضل في نشره وخدمته .
رابعا: وعن أبن عباس قال أن الأمة المقصودة في الآية هي أمة محمد عليه أفضل السلام في أول النهضة بالدعوة الإسلامية حين قال ( كُنتم ) لأنها تفيد الاستمرارية أي أن أمة محمد عليه السلام في أولها ( هي هي ).
خامسا: وما روي عن الواحدي في الوجيز في تفسير القرآن ) ( كنتم ) عند الله تعالى أي في اللوح المحفوظ يعني به أمة محمد عليه السلام حصرا .
سادسا: وما روي عن تفسير البغوي في ( معالم التنزيل ) عن عكرمة عن مقاتل حين تفاخر اليهوديان مالك بن الصيف ووهب بن يهود مع بعض المسلمين نحن خيرا منك وأفضلكم حينها نزلت هذه الآية الكريمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) يخص المسلمون بها
سابعا : وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ( كُنتم خير أمة أخرجت للناس ……) تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا . وهذا منف للعدل والإنصاف الذي يتصف به سبحانه وتعالى بين أمته الإسلامية أولها وآخرها فهناك الكثير من المسلمين كانت لهم مآثر كبيرة وكثيرة يشار إليها بعد الصحابة والتابعين الكرام أفضل من بعض الأولين .
فإذا كان المقصود بأنها الأمة الإسلامية العربية في الجزيرة العربية فكلمة ( كُنتم ) تعني في الماضي وليس الحاضر والآني وهذا يعني أنكم الأمة العربية التي سبقت الإسلام لأنها كانت الأمة التي تمتلك من الحضارة والرقي وكثيرا من الثقافات والقيم الاجتماعية والفكرية والعقيدة والديانة الحنفية التوحيدية الإبراهيمية الخالصة لله تعالى والخلق والكرم والجود والكثير منها ما ذُكر في القران الكريم وأقرها في نظريته السماوية المقدسة وهنا نستبعد الأعراب والبدو منهم في المجتمع العربي الذي له خصوصية أخرى بعيدا عن التمدن .وعلى ضوء ما تقدم طرحه حول هذه الآية المباركة هي مجرد تساؤلات مشروعة يمكن طرحها ومعرفتها من هي هذه الأمة الخيرة التي أخرجت للناس وهذه وجهة نظر قاصرة من قبل طارحها وهي محدودة بين قوسين ولا يتعدى الغوص في الطرح والرأي حول المسألة كون المعنى الظاهري هي لا تقصد الأمة الإسلامية المحمدية لأنها بعيدة عن الشرط التي أشترطها سبحانه وتعالى بأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر منذ نزول الآية وحينها ولحد الآن وحتى على مدى الثلاث والعشرون من عمر الرسالة المحمدية الشريفة وعندما كان الرسول بين ظهرانيهم .
وختاما ما روي عن النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه ( إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله ) صدق رسول الله