18 نوفمبر، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

من هي النخبة السياسية الجديدة التي ستقود البلاد ؟!!

من هي النخبة السياسية الجديدة التي ستقود البلاد ؟!!

الدول الأوربية والغربية هي نتاج حالة الصراع والتصارع سواءً كان القومي او الطبقي ، ففي الحرب العالمية الاولى والثانية والتي كانت من اسوء الحروب التي مرت على البشرية كونها حطمت البنى الاساسية للمجتمع آنذاك ، وحولت الشعوب الى شتات ، ورغم ذلك ولدت في هذه الحروب وما بعدها نخبة سياسية كانت نتاج هذا الصراع لتقود الدول التي تحطمت بفعل هذه الصراعات ، وتحولت هذه الدول الى دول متقدمة ومتطورة في كافة المجالات ، فهذه اليابان وكوريا الشمالية والجنوبية ، وغيرها من دول كانت نتاج للحروب تحولت فيما بعد لتكون من الدول المتقدمة وأصبحت في مصافي دول العالم ، وتتحكم في مصالح الكثير من دول العالم الثالث .
الحالة السياسية في العراق بعد السقوط كانت نتاج حكم استبدادي حكم البلاد لاربع عقود بالحديد والنار ، ومثلت اسوء حقبة مرت على تاريخ العراق الحديث ، وعلى الرغم من حالة التخلف السياسي التي سادت آنذاك اذ اقتصر العمل السياسي والحزبي على فئة معينة ومكون معين ، حيث عملوا على اعداد نخب سياسية تكون هي الرديف لقيادة البلاد بعد هلاك الطاغية صدام .
الأوضاع السياسية بعد السقوط مرت بأوضاع حرجة جدا ، وكانت قاب قوسين او اقرب من الانهيار ،  وكانت الحقبة التي ترأسها المالكي هي الاخرى مثلت بحق تَخَلَّف العقلية السياسية الجديدة ، لانها تأسست على اساس الاستعداء والكراهية للشريك قبل المخالف ، وتربت على هذا المفهوم مجموعات سياسية سجلت ولاءها لحزب الدعوة الحاكم ، واستعدت اي جهة تحاول نقد الحزب الحاكم او المالكي ، مما أنتج وضع سياسي متخلف ومتراجع ، وحالة من الصراعات الداخلية والانقسامات والتشرذم ، دون اي معالجات لاصلاح المنظومة السياسية الفتية .
يمكن توصيف الوضع السياسي  العراقي بانه في اسوء حالاته
بل لم يمر البلاد بمثل هكذا حقبة ، خصوصاً بعد الأوضاع الامنية الخطيرة من تغلغل الارهاب الداعشي ، الى التظاهرات التي تغيرت أهدافها وشعارها من المطالب المشروعة الى النيل من المشروع الوطني والرموز الدينية والوطنية الامر الذي يعد مؤشر خطير على استهداف العملية السياسية برمتها .
الأكراد اليوم يمرون بحالة الانقسام ، والصراع الذي وصل الى المواجهة والتصادم المباشر مع الحكومة ، فالسيد البارزاني الذي كان يقف بوجه الولاية الثالثة للمالكي ، نراه اليوم من المتمسكين بالولاية الثالثة ، كما ان حالة التصاعد التي وصلت اليها الأحزاب الاسلامية الكردية ، جعلت منها لاعب وشريك أساسي في اللعبة السياسية الجديدة في الإقليم ، مما ينذر بسقوط مروع لهذه الشخصيات امام المطالب الشعبية الكردية التي تدعو الى التغيير ورفض التمسك بالسلطة .
السنة العرب هم الآخرين ليسوا باحسن حالاتهم ، فلا ارض ولا قيادات واضحة تمثل الحالة السنية ، ولا مرجعية دينية تكون قادرة على توجيه الرأي العالم السني عموماً ، وتعيش أحزابها صراعات داخلية تحاول بعض كوادرها تعيير واقعها التسلطي .
الوضع الشيعي ما زال مربكاً ، ولا توجد هناك روية واضحة للإصلاح ، فالتحالف الوطني في جهة و إصلاحات السيد العبادي في جهة اخرى ، فلا تفعيل لدور التحالف الوطني ، وصراع حزبي في داخله ، فجبهة تحاول أضعاف هذه الإصلاحات ومهاجمتها ، وجهة تحاول تقنينها وبما يحقق المصلحة العامة دون استهداف لاي جهة دون الاخرى .
اعتقد ان حالة المخاض التي تمر بها العملية السياسية والمشروع الوطني والتي ربما توصف بالخطيرة ، الا انها يمكن ان تلد لنا جيل جديد من النخبة السياسية تكون قادرة على النهوض بالعمل السياسي ، وهي نتاج هذا الصراع والاقتتال الداخلي بين المكونات السياسية ،وولادة وضعاً سياسياً جديد، وما الانتصارات المتحققة على الارض اليوم الا دليل لهذا التغير في حالة الصراع ، والتقدم في الجبهات سواء في صلاح الدين او الانبار والذي ينذر بحسم المعركة سريعاً وقريباً ، كما ان الحالة المعنوية التي تتمع بها القوات الامنية شكلت دفاعاً قويا نحو تحقيق النصر على الدواعش ، واذا ما تحقق النصر على المستوى الامني فسيكون دافعاً للنهوض بالواقع الاقتصادي ودخول كبار الشركات العالمية والاستثمار في مختلف المجالات وبما يحقق التنمية والازدهار في مختلف القطاعات ، وهذا بحد ذاته دافعاً لاستباب الوضع السياسي وهدوءه ، ومحاربة الفاسدين والمفسدين ، وبما يحقق التقدم والنجاح .
ان تحقق هذه الإنجازات سيكون شرارة لولادة نخبة سياسية جديدة ، تحمل فكرا سياسياً ، وتحمل روية عملية قادرة على تغيير الواقع السياسي، تملك مشروعاً ناضجاً ، تقلب فيه الطاولة على المنتفعين والانتهازيين ، والذين أوصلوا البلاد الى حافة الهاوية ، والسعي الى النهوض بالبلاد وبما يحقق الامن والرفاهية للعراق وشعبه ، ويعود ليمارس دوره الريادي على المستوى الإقليمي والدولي ، ودوره المؤثر في الوضع العربي والإسلامي والذي سيكون قريبا باْذن الله .

أحدث المقالات