-1-
حين سُئِل العباس بن عبد المطلب – عم النبيّ (ص) :
مَنْ الأكبر ؟
أنت أم الرسول (ص) ؟
أجاب :
وُلِدتُ قَبْلَهُ
وكان جواباً بليغا للغاية حيث أنه الأكبر سنّاً ، ولكنّ الرسول (ص) هو الأكبر شأناً ومقاماً ، وهو سيد ولد آدم .
وهكذا اتضح الفارق بين الكِبَر في السنّ والكِبر في الشأن والمقام …
-2-
واليوم ثار التساؤل بالحاح : مَنْ هي الكتلة الأكبر في مجلس النوّاب ؟
والغرض من السؤال، معرفةُ الجهة التي سيتوجه اليها رئيس الجمهورية د. فؤاد معصوم ويكلفها بتشكيل الوزارة، بعد أن تم الفراغ من انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه ورئيس الجمهورية .
-3-
وقد تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا ، الجواب عن السؤال المطروح بالقول :
إنّ التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر سياسيّاً .
وائتلاف دولة القانون هو الكتلة الأكبر قانونياً .
-4-
إنّ التفريق بين الكتلة الأكبر سياسيّاً والكتلة الأكبر قانونياً ، يشير الى ان ائتلاف دولة القانون بادر الى رفع مذكرة الى أكبر النواب سنّا – رئيس الجلسة الأولى – الى أنها هي الكتلة الأكبر، بينهما غفل التحالف الوطني عن ذلك ..!!
انّها تريد التعويل على هذه الثغرة، لتكسر برأس التحالف الوطني الجرّة..!!
وهو أمرٌ لانراه يتناغم مع المرحلة الراهنة التي يعيشها العراق اليوم ..
-5-
ان الثغرات القانونية في العلمية السياسية ليست بقليلة
ومن أبرزها :
ان أكبر الاعضاء سنّا لايحق له دستورياً أنْ يُدير أكثر من الجلسة الأولى، بينما الذي حصل أنه أدار أكثر من جلسة وهذا يعني امكانية التشكيك قانونياً بِما تَمَّ الفراغ منه بعد الجلسة الأولى ، فهل يلتزم (ائتلاف دولة القانون) بذلك ؟
لقد سمعتُ أحد اساتذة القانون يعلق على هذه الثغرة بالقول :
على مجلس النواب ان يعتبر نفسه منحلاً ..!!
وبمقتضى هذا الرأي لايحق لائتلاف دولة القانون أنْ يبدي رأيه في الموضوع، لأنها بحاجة الى تأكيد مصداقيته قانونياً ..
وهذا مالا يخطر بِباله على الاطلاق .
-6-
إنّ الحرص على العملية السياسية، والفراغ من استكمال انتخاب الرئاسات الثلاث، في ظل المنعطف الخطير الذي يعيشه العراق الآن، هو الذي أغلق الباب أمام كل الإثارات القانونية النظرية …
وهو ما يدعو بنفس الدرجة من القوة – الى ان نوصد الباب أمام أية اثارات أخرى مماثلة، تحول دون مضي العملية السياسية قُدما، وحسب التوقيتات الدستورية المنصوص عليها ، وتوجيهات المرجعية الدينية العليا النابعة من ادراك عميق لأوضاع العراق الراهنة وسبل الخروج من المأزق الراهن –
أننا اليوم أمام تحد خطير، ولسنا في فسحة من الزمن تُتح لنا التشقيق والتنظير …!!!