8 أبريل، 2024 10:19 ص
Search
Close this search box.

من هي الجهات المستفيدة من ترويع وقتل الأوربيين المسالمين … !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بداية … نتقدم باسمنا وباسم الشعوب العربية والإسلامية المحبة للسلام …  بأحر التعازي والمواساة لعوائل الضحايا الذين سقطوا في العاصمة الفرنسية باريس ليلة البارحة 13 / 11 / 2015 , ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يرحم الموتى ويمّن على الجرحى بالشفاء العاجل  , كما أننا نشجب وندين هذه الهجمة الهمجية البربرية الوحشية على الشعب الفرنسي الآمن  , وعلى جميع الشعوب الأوربية وشعوب العالم أجمع مهما كانت الدوافع والأسباب أو باسم وذريعة الدفاع عن الإسلام , وكذلك نشجب وندين العمل البربري الوحشي الذي استهدف السواح الروس في مصر قبل عدة أيام فوق صحراء سيناء, بعد أن تم استهداف طائرتهم المدنية . وبغض النظر عن من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية سوى أن كانت منظمات إرهابية مدعومة من أطراف معروفة لدى القاصي والداني , أو من جهات مخابراتية عالمية , أو من نفس أجهزة مخابرات هذه الدول المستهدفة نفسها , لتبرير تدخلها العسكري السافر في الدول العربية , وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا , لكن تبقى هذه الأعمال محط شجب وادانة واستنكار من جميع شعوب المعمورة المحبة والمتطلعة للأمن والسلام والتعايش الإنساني السلمي .

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه .. عن سر وسبب التوقيت !؟, ومن يقف وراء هذه العمليات الإرهابية !؟,  ومن المستفيد الأول والأخير منها .. حتى لو لم يشارك أو يخطط لتنفيذها !؟

يا ترى من هو .. أو هي الأطراف المستفيدة من قتل وترويع الشعوب الأوربية الإنسانية المسالمة !؟؟؟, التي تحتضن وتؤوي العرب والمسلمين وغيرهم من كافة أرجاء المعمورة , وخاصة أولئك الذين فروا وهاموا على وجوههم من بطش الأنظمة القمعية , والحكومات الدكتاتورية والعنصرية , ومن اتون الحروب الطائفية والاثنية والأهلية , وحروب أمريكا وبريطانيا والآن روسيا التي شنتها على بلدانهم لنهب خيراتهم وثرواتهم  , وكذلك الهاربين من جحيم الفقر والبؤس والتخلف , الذين لم شعروا مرة واحدة في حياتهم بآدميتهم وإنسانيتهم وحريتهم وكرامتهم في بلدانهم الأم منذ ولادتهم , إلا بعد أن وطأت أقدامهم القارة الأوربية المسالمة والمتقدمة في شتى مجالات الحياة , والتي صارت قبلة لشعوب قارتي أسيا وأفريقيا , تلك القارة العجوز التي طوت وإلى الأبد صفحة الصراعات و الحروب والاقتتال الاثني والقومي والنزاعات الحدودية فيما بينها منذ عام 1945 , أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرةً  , وأصبحت منذ ربع قرن تقريباً أمة أوربية واحدة ذات رسالة إنسانية خالدة ,  وشعوبها بغض النظر عن قومياتهم وإنتماءاتهم وتاريخهم وتعدد لغاتهم ودياناتهم , لكنهم أصبحوا شعب واحد من إسبانيا إلى اليونان وبلغاريا , ومن إيطاليا إلى النرويج وفينلندا , يتنقلون من بلد إلى بلد بدون جواز سفر وحتى بدون هوية الأحوال المدنية , ويتداولون عملة أوربية واحدة , يعملون ويتملكون ويتزوجون ويستثمرون أين وكيف ومتى مايشاؤون .
بما لا يقبل الشك واللبس بأن هذا الهجوم الإجرامي الذي حصل في باريس , يذكرنا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001 , والذي تبناه حينها ما يسمى بتنظيم القاعدة , ذلك الهجوم الغامض , الذي وصف حينها بالعمل الإرهابي المهول لفاعلٍ مجهول !, لكنه نسب للقاعدة شئنا أم أبينا وتبناه زعيمها أسامة بن لادن !؟ , والذي سمح وأعطى أي ذلك الهجوم لأمريكا الحق لها ولحلفائها بأن تشن حروبها المدمرة على العرب والمسلمين وتلاحقهم في شتى أنحاء العالم  , وكان أول ضحايا ذلك الهجوم أفغانستان والعراق , والآن هذا الهجوم الإجرامي الذي تبنته ما يسمى بالدولة الإسلامية ,  وربما سيتبناه ما يسمى بزعيمها أبو بكر البغدادي !؟ , أيضاً سيعطي لأوربا المتورطة أصلاً في هذه الحرب منذ عام الحق في الدفاع عن نفسها , كي تزيد من مساهمتها ومشاركتها في ما يسمى الحرب على الإرهاب الداعشي في كل من سوريا والعراق وغداً ربما في مصر وليبيا ودول أخرى !؟.
نعم … إن هذا العمل الإرهابي الجبان لا يخدم فقط هيمنة وسطوة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم والشرق الأوسط , ويهدد وحدة وتماسك دول الإتحاد الأوربي , المرشح بقوة ليكون قريباً جداً ” الولايات المتحدة الأوربية ” والذي يشكل خطر على أمريكا والصين القوة الصاعدة  , لكن هذا العمل الإرهابي يخدم بالدرجة الأولى ويصب في صالح جمهورية ملالي إيران وأهدافهم ومخططاتهم في المنطقة والعالم , وكذلك يخدم ويدعم أذرعها في كل من العراق وسوريا ولبنان ومحاولاتها وأطماعها  اليائسة في دول الخليج واليمن التي عرقلتها عاصفة الحزم العربية , ناهيك عن أنه .. أي هذا وغيره من العمليات الإرهابية يدعم الكيان الصهيوني ,  ويكرس نظريته منذ قيامه بأن الإسلام يشكل الخطر الأكبر والوحيد على العالم , وأن العرب والمسلمين عبارة عن قنابل موقوته في أمريكا وأوربا تقتل وتستهدف الشعوب الأمريكية والأوربية المسالمة التي آوتهم واحتضنتهم ومنحتهم هويتها وجنسيتها …. وللحديث بقيـــــــة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب