مما لاشك فيه الاسلوب القصصي اصبح بل كان ولا يزال من افضل الاساليب التي يعتمدها الكاتب او الخطيب للتاثير في المتلقي او لايصال معلومة ما له ، وهذا الاسلوب يعتمد على الغايات ، والافجع فيها قد تكون الغاية سليمة لكنها تطعن التاريخ في الصميم لانه سيترتب عليها اثر بل قد تكون المسوغ للغير في سرد ما يحلو له من قصص عاطفية او اكشنية للتاثير بالمتلقي .
تراودني اسئلة عن بعض الروايات التي يكون بطلها مجهول والغاية ليس في معرفة بطلها بقدر ايصال الحوار الى القارئ ، نعم يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ، ولكن هنالك مواقف تحتم علينا معرفة القائل حتى نعلم دوافعه او ليس في علم الرجال تشخيص الرجال من حيث الثقة والحسن والضعيف والوضاع لتقييم الحديث ؟
ساستشهد ببعض الروايات والغاية ليس الطعن في الفكرة بالرغم من ان دلالاتها تبعث على الحيرة في بعضها .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقي الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخفت أن يمسك من فقره شيء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شيء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن. وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك…
اقول ان كان رجل غني وميسور الحال الا يعرف اسمه في المدينة فاذا كان الفقراء معروفي الهوية فكيف بالاغنياء وهم قلة ؟ وكان رسول الله (ص) دائما يحب ان يعرف اسم المتكلم حتى انه في يوم ما راى تجمعا من الاعراب وكان معه ابي بكر وكان يفهم في الانساب فقال له (ص) هلا عرفت لنا من هؤلاء .
والامر الاخر هذا الفقير الا يقدر ان ياخذ نصف الثروة كما جاء في الرواية ويوزعها على الفقراء ؟ او يتصرف بها احسن من الميسر ؟ وان كانت الثروة هكذا فلا عتب على الميسر وعلى الناس ان تتجنب جني الاموال حتى لا يصيبها ما اصاب الغني .. هل يعقل هذا ؟
وفي التاريخ وخصوصا علم رجال الحديث صحابي قال حديث واحد عن رسول الله تجد سيرته في الكتب .
جاء يهودي الى الامام علي (ع) وقال كذا وكذا ,اجابه الامام كذا وكذا … من هو اليهودي اليس له اسم ؟ ام ان فيه علامات تدل على انه يهودي بلا اسم ؟
وفي رواية استشهاد الامام الكاظم عليه السلام نادى على طبيب نصراني ان يتفحص جسد الامام (ع) .. الى اخر الرواية ،، نصراني من غير اسم ولا تاريخ وهل على ثيابه علامة تدل على انه نصراني وطبيب ؟
واما سند الرواية التي فيها عن فلان ولم يذكر اسمه فهذا دليل ضعف الرواية .
هنالك تخريج للروايات اعلاه باعتبار انها لا تعتبر نص لتشريع ، وهذا في راي امر غير مقبول فالتاريخ امانة مهما كان ولا بد لنا من نقله بامانة ، فاذا كانت كتبنا تذكر مؤمن ال فرعون ومؤمن ال ياسين وغيرهم فهل يعقل ان يجهل اسماء رجال لهم مواقف وقصص مؤثرة ؟
الغاية من مقالي الدقة في الحدث وعدم الاعتماد على تحريك المشاعر بشتى الوسائل .