19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

من هو مثير الفتن واللصوصي الاول في المنطقة؟

من هو مثير الفتن واللصوصي الاول في المنطقة؟

الانتقادات التي وجهها بهرام قاسمي، المتحدث بإسم الخارجية الايرانية، للزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الامريکي دونالد ترامب للعراق، يتصف اسلوب خطابه وکأنه يعود للستينيات من القرن الماضي، ذلك إنه يتناول الامور وکأن الناس نيام ولايعلمون بشئ من الذي يجري في المنطقة ولاسيما بخصوص الدور”غير المشرف”و”القذر”للنظام الذي يمثل وزارة خارجيته التي صارت سفاراته معروفة بکونها أوکار للتجسس والارهاب!
قاسمي، يتهم القوات الأميركية المتواجدة بالعمل على إثارة الفتنة بين الشعوب، ويتهم ترامب بأنه وفي زيارته المفاجئة والسريعة قد إنتهك السيادة الوطنية للعراق وإنها کانت لصوصية. لکننا نود مناقشة قاسمي وخطابه البائس المثيڕ للشفقة قبل الاستهزاء والسخرية، ذلك إنه وعندما يتهم القوات الامريکية المتواجدة في المنطقة بإثارة الفتنة بين الشعوب، ومن دون أن ندافع عن الامريکيين الذين هم سبب البلاء الاساسي بفتحهم أبواب العراق للنظام الايراني بشکل خاص، فإن الاجدر به أن يعلم بأن عراب إثارة الفتن والمشاکل والازمات في المنطقة بشکل خاص هو نظامه الذي جعل من أربعة بلدان ومن ضمنها العراق أشبه بالمنعزلة عن العالم ولاتخضع إلا لأوامر والتوجهات القادمة من طهران.
لنفترض جدلا إن ترامب زار العراق بطريقة إنتهك فيها السيادة العراقية رغم إن رئاسة الوزراء قد أعلنت علمها بالزيارة، فکم مرة قد إنتهك فيها الارهابي قاسم سليماني والحثالات الاخرى التابعة لهذا الارهابي السيادة الوطنية العراقية؟ ثم من الذي جعل العراق أرضا وسماءا وبحرا ممرا لصوصيا له لکسر الحصار والعقوبات المفروضة عليه؟ أي نظام في المنطقة غير النظام الايراني يتبع الاساليب والطرق اللصوصية في إنتهاك سيادة البلدان والدخول إليها سرا من أجل إثارة الفتنة فيها؟
النظام الايراني وبعد ما آلت إليه أوضاعه بسبب من سياساته الخاطئة وبعد أن وصل مشروع خميني الى طريق مسدود بسبب رفض المنطقة والعالم له بل وحتى بسبب فشل نظرية ولاية الفقيه في داخل إيران نفسها حيث صار الشعب يعلن جهارا رفضه القاطع لها، وسعيه من خلال الاحتجاجات واسعة النطاق التي يقوم بها حاليا جنبا الى جنب نشاطات معاقل الانتفاضة، لإسقاط هذا النظام، فإنه يعيش أجواءا من الرعب خصوصا بعد التقارير الاخيرة التي وردت على أثر قرار الانسحاب الامريکي المفاجئ من سوريا والذي تعتقد أوساطا سياسية مختصة بأنه من أجل التفرغ للنظام الايراني وحسم الامر معه، ولذلك تراه يتخبط ذات اليمين وذات الشمال کمن مسه الشيطان فيصدر عنه أقوالا أشبه ماتکون بالهذيان!