عمر التحالف الوطني كاتئلاف انتخابي طويل مر خلالها بمراحل من الضعف والقوة وحدّ المد والجزر لكنه استطاع تجاوز ازماته الداخلية قبل الخارجية من خلال عنصر قد يبدو خفيا على المتابعين ربما بسبب وسطية واعتدال ممنهج هذا العنصر داخل التحالف الوطني فمواقف الكتل والاحزاب او التيارات داخل التحالف الوطني خضعت عبر تاريخه لابتزارات مصلحية وحزبية وانفعالية في الوقت ذاته مما دفعت في مواقف الحرج الى دعوات هدم التحالف الوطني لانه مكاسبه بدأت تنخفض ، مع تذكير يتركز في اذهان اغلب القادة وحتى المتابعين بأن التحالف الوطني له ادوار يقوم بها اولا حصول المكون الاكبر على رئاسة الوزراء من خلال الكتل البرلمانية الاكبر ، الامر الثاني تحقيق التواصل (وجه لوجه) .. وامور اخرى تتعلق بطيبعة الادبيات والمعتقدات التي تحضى بها (الشيعة) داخل العراق .فقراءة لمواقف الكتل الكبيرة والصغيرة فيه بحسب اعداد المقاعد البرلمانية وان كان النظر اليوم يتعلق بمكونات التحالف خارج اطر العد البرلماني لما يستحق كل مكون من مكوناته من ارضيات في الشارع العراقي وما اجحف قانون الانتخابات الاخير ببعض مكوناته ، لكن بقيت الحسابات البرلمانية مؤثرة في هيمنة كتل كبيرة واخرى صغيرة .
ما نريد الوصول اليه ومن خلال متابعة لمواقف الكتل داخل التحالف لا سيما احرج المواقف على الكتل وضغط اهم المراحل وهي مرحلة التنافس الانتخابي، فبالعودة الى انتخابات 2014 البرلمانية حاولت اغلب كتل التحالف الوطني الانسلاخ من التزاماتها ففي تلك المرحلة اعلنت كتلة متحدون عن ائتلافها مع الحكيم والتيار الصدري لتشكيل الحكومة وما هدد عقد التحالف بانفراط ، واليوم موقف كتلة الاحرار واضح وجلي امام الانظار بسبب مقاطعته لاجتماعات التحالف الوطني حتى انه لم يحضر اجتماع اختيار رئيس التحالف الوطني الجديد (عمار الحكيم) اما كتلة دولة القانون فلديها من القوة انتخابيا ما يمنحها مسك العصا من طرفها لتسير التحالف وفق رؤيتها ، بحكم انها ترى القوة الانتخابية هي من تحقق حسم الامور لصالحها ، وليس ببعيدة مشكلة رئاسة التحالف واضطر التحالف الى فرض الية جديدة وهي تقسميه على محورين الاول التحالف الوطني(المالكي و بدر) والثاني الائتلاف الوطني (الاحرار والمواطن) ليرشح كل منهما مرشحين دوريين لسنة واحدة ، فيما اقصاء باقي المكونات من حق الترشيح وفق الاليات المتبعة واللجنة السباعية او الثمانية .
لكن يبقى عنصر محايد يحاول ـ من خلال قراءة صحفية- خلق توازن داخل التحالف والدعوة في مواقفه وتصريحاته الى تدعيم قوة التحالف كي لا ينفطر انجاز السنوات العجاف وهو موقف حزب الفضيلة الذي يبدو اقل الاخرين ضجيجا او صراخا انما هي مواقف هادئ نسيمية في غبار عواصف فوضى المواقف ، فرئيس كتلة حزب الفضيلة عمار طعمة صرح مرارا ان نشوء تخندقات او بناء محاور داخل التحالف الوطني سيعرضه للضعف والتشتت ويفرط بمصالح جمهوره ، فيما اكد ان وحدة التحالف الوطني و انسجام مكوناته مقدمة اساسية للانفتاح على شركاء الوطن الاخرين و بناء مشروع وطني واسع التأييد ينهض بمتطلبات المرحلة و مواجهة تحدياتها خصوصا مكافحة داعش الارهابي.
وفيما رشح الفضيلة امينه العام هاشم الهاشمي لتولي منصب رئيس التحالف هو عنصر توازن للعودة للاليات التي اتفق عليها منذ البدء بان يكون القرار داخل منظومة التحالف قرار بالاجماع دون تفرد فصيل او اكثر على حق الاخرين .. وعلى رئيس التحالف الجديد الافادة من هذا العنصر في خلق توازنات جديدة على اساس التفاهم وفهم الاراضيات التي يمتلكها كل طرف في حمل جلباب البيت الشيعي .
