18 ديسمبر، 2024 9:46 م

من هو صاحب القرار في العراق الآن

من هو صاحب القرار في العراق الآن

الإنباء والأخبار تعكس بوضوح مدى تكلّس العقل العراقي ، على المستويين الرسمي والشعبي ، المعتدل منه والممانع ، وتفسر أسباب حالة التردي التي وصلت إليها
( الأمة العراقية ) في الوقت الراهن .. رئيس وزراء العراق السابق السيد العبادي وطبيعة سكوته ما زالت من أسرار الدولة ، والعاهل العراقي الجديد السيد
( عادل عبد المهدي ) في معسكر آخر غير المعسكر الذي يقف فيه رئيس وزراء العراق السابق ( الفارق كبير ) أو من حيث السياسة ، فكيف في ظل مثل هذه التناقضات الواضحة للعيان يمكن لهؤلاء أن يقودوا المنطقة مجدداً ( الدولة العراقية الجديدة ) تتحلل بفعل الفراغ الخطير في قمتها ، وحالة الشلل التي أصابت معظم مفاصلها ، وإذا كانت غير قادرة على مواجهة مشاكلها الداخلية المتفاقمة ، فكيف يمكن ان نتوقع منها حل أو المشاركة في حل أي مشكلة إقليمية أخرى !
لا أحد منا نحن معشر ( العراقيون ) يعرف حالياً من هو صاحب القرار في البلاد هل هو رئيس الجمهورية أو رئيس وزراء العراق أو رئيس البرلمان ، أم اللجان الثلاثية والرباعية والخماسية إلى …الخ .من وزير الدفاع ( لا يوجد ) ووزير الداخلية ( الا يوجد ) ورئيس المخابرات وكالة ووووكالة إلى … الخ بالوكالة البلد منذ فترة ليست قصيرة ، وأعضاء في الحزب الحاكم من النواب والنائبات يهددون ، بوقاحة غير مسبوقة ويتهجمون قيمة الشعب العراقي ويتطفلون ويطلقون بكلمات نابية على الطائفة الأخرى ومع الأسف الشديد . يطلقون النار على النازحين من ابناء جلدتهم ويهددون بالخروج من العاصمة بغداد ، ونصف الشعب العراقي اليوم يعيشون تحت خط الفقر، اي اقل من دولارين يومياً ، ونصف هؤلاء اقل من دولار في اليوم.النظام الحالي قال أن حرب ( 2003 ) هي آخر الحروب ، ووقع معاهدة سلام وتعاون امني مع أمريكا عدوة الشعوب ، من اجل التركيز على توفير احتياجات الشعب العراقي الأساسية ، والنهوض بمستواه المعيشي ، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية والإسكانية ، وهذا حق مشروع لا يجادل فيه احد ، ولكن هل تحققت هذه الأهداف ، أو أي منها ، بعد ( 16) عاماً من تبنيها وتتحدث الصحف العراقية اليوم عن انفجار وشيك في العراق منذ (16) عام تقريباً ، ولكن هذا الانفجار لم يحدث عندما وجد الشعب العراقي نفسه يبحث عن رغيف الخبز في الأفران دون أن يجده ، والآن وبعد أن تقزم هذا الرغيف واضمحل وزنه وشكله ، أصبح هذا الشعب مهددا بنقص في مياه الشرب والطاقة والخدمات الأساسية .خوض الحروب التي يطالب بها البعض من قادة العراق الجدي يتطلب جيوشاً قوية ، وقيادة قوية نفسياً وجسدياً وسياسياً ، وتوافقاً إقليميا ، وظروفاً دولية ملائمة ، وعمقاً عربياً داعماً ، فهل تتوفر جميع هذه الشروط أو نصفها في العراق وقيادتها وجيشها !
فإذا كانت علاقات العراق مع دول الجوار سيئة وفي أفضل الأحوال فاترة قطيعة مع تركيا ، وبرود مع السعودية وقطر ، وغموض مع الأردن ، والله وحده يعلم حالها مع إيران الحبيبة , مشكلة العراق اليوم الحقيقية تتمثل في إسقاط قيادتها ، والتمسك بها في وقت احتقرها ، ولا نقول انتهكها فقط الطرف الآخر , لا نريد أن ننكأ جراح الماضي ، ونوجه اللوم الى القيادة السابقة ، ونركز على أخطائها الإستراتيجية على مدى
( 16) عاماً من حكمها ، وما أكثرها ، واعتمادها خيار الصفر كنهج عمل ، لتجنب الأخطاء ( ووجع الرأس ) فهذا بات معروفاً ، ولكن ما نريده هو أن يتحرك العراق وينهض من جديد ، ونصلح بيتنا من الداخل ، ويستعيد العراق الدور الريادي من خلال قيادة قوية تنهي التحالف والتخالف الحالي بين السلطة وقوى الفساد ، وترمم علاقاتها مع دول الجوار العربي على أسس المصالح ، وليس على أساس روابط الدين والعقيدة والقومية ، حتى لا يتهمنا احد بأننا نريد جر العراق إلى الحروب نيابة عن العرب.العرب يجب أن يقفوا إلى جانب دولة العراق في إي تحرك تختاره للحفاظ على حقوقها كاملة ، مثلما وقفت معهم وبرجولة في كل حروبهم