23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

من هو باب علم النبي (صلى) الذي قال سلوني قبل ان تفقدوني ؟!

من هو باب علم النبي (صلى) الذي قال سلوني قبل ان تفقدوني ؟!

ساناقش هذا العنوان بمنهج استدلالي يعتمد على القران الكريم والقرائن الاخرى …في البدء لابد من اثبات العنوان ومن ثم اثبات حكمه …. فحديث النبي (صلى) بقوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب (حديث صحيح مسند) اذن علي (ع) باب علم النبي (صلى) ثابت سندا ومتنا … وهذا الإمام علي (ع) نفسه يقول : عن النبي (صلى) :«حدثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب» أما والله لو ثنيت ‏لي الوسادة، ثم جلست عليها، لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم …ثم اليس علي (ع) هو القائل ( سلوني قبل أن تفقدوني ، والله لا تسألونني عن شئ يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل )… نعم علي (ع) كتاب الله المتحرك والقرآن الناطق والقلب الملي‏ء بينابيع العلوم القرآنية وعلوم النبي ( صلى )…. من هنا تنفتح نافذة لفهم الحديث المتفق عليه: («أنا مدينة الحكمة وعلي بابها») ترى من هو هذا الإنسان؟! وماذا في قلبه  حتى صار باب مدينة الحكمة ؟! وكيف للنبي (صلى) جعل عليا بابا لعلمه ؟! وهل يستند بالدليل الى القران؟! … تصفحوا القران الكريم معي وابحثوا عن الايات التي تتناول العلم سترون مدى انطباقها بالمصداق على علي (ع) ومنها :
(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ  – الزمر – الآية – 9) 
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  – المجادلة – الآية – 11) 
﴿ قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ –  الرعد- الاية – 43 )
 (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ-  فاطر- الآية – 28)   
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ – آل عمران- الآية -18)
(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ-  يوسف-  الآية- 76)
(لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ – الحاقة- الاية-12)
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ- الرعد- الاية – 7)
هذا بعض من الايات القرائنية وليس كلها التي تشير بشكل ظاهر او باطن الى علم علي (ع) فالاذن الواعية والهاد لابد ان تقترن بالعلم .
وهناك ادلة اخرى تبين بان علي (ع) هو باب علم النبي (صلى) ومنها :
–          عن النبي (صلى): :«قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فاعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزءا واحدا».
وهنا نتوقف عند الحديث النبوي الشريف ونقول :  أي إخلاص لله تعالى في قلب علي (ع) بحيث اصبحت كل حكمة الوجود دفعة واحدة على قلبه المقدس !!!
–          عن الحسن (ع) يصف ابيه :« ما سبقه الاولون بعلم ولا أدركه الآخرون»
–          عن ابن عباس، قال:«العلم عشرة أجزاء ، اعطي علي بن أبي طالب(ع) منها تسعة ، و الجزء العاشر بين جميع الناس، وهو بذلك الجزء أعلم منهم»
–          عن ابن عباس ايضا يقول : ما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر, وانتم تعرفون ابن عباس يدعى بحر الامة .
مناقشة هادئة : من المعلوم للجميع أن الإنسان اذا اراد ان يقتدي فعليه بالعالم لا الجاهل لأن الجاهل هو الذي يستحق الهداية وطلب العلم , وعلي (ع) بناء على ما ذكر هو أعلم الصحابة فستكون الحجة القطعية انه الاولى بالاتباع ابتداء
وعندما نتتبع كتب السيرة والتاريخ نجد أن الخليفة أبا بكر في أكثر من مسألة يرجع إلى علي (ع) وهو القائل : ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ) وهذا الخليفة الثاني دائما يقول : ( لولا علي لهلك عمر )
اما المعاند بالامس او اليوم فتنطبق عليه الاية الكريمة (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ  – البقرة – الآية – 78 ) ولازال اسلام النهج الاموي لمعاوية ويزيد ليس معاندا لعلي (ع) ونهجه بل مبغضا ومحاربا له ولاتباعه .