لا يفصلنا عن العملية الانتخابية الا ايام قلائل ولابد ان تقال كلمات لفك بعض الطلاسم التي ترسم مجريات الواقع المشوه الذي يعيشه العراق منذ فترة ليست بالقليلة على مستوى الفرد والجماعة .
ولعل ابشع ما يسمعه العراقيون على الدوام هو النفير الطائفي ( قوميا ودينيا ) والذي عشعش في مخيلتهم واذهانهم بعد ان وفد اليهم تحت جنح الظلام ولم يكن يشغل حيزا من تفكيرهم ويومياتهم الا اليسير في مرحلة ما قبل الاحتلال والمرحلة الجديدة ” التي صارت قديمة “..
يفتخر رئيس الوزراء العراقي انه حامي العراق من المخططات الاجرامية والانفصالية والتقسيمية والدليل انه لم يهادن الاكراد لانهم لا يخفون تطلعاتهم الانفصالية التي ملكت حاضرهم ومستقبلهم ولا يستطيعون الانفكاك عن هذا الحلم الكبير ولم يهادن المجموعات التكفيرية ولا الميليشيات الشيعية ..
ويفتخر اهل المنطقة الغربية بانهم ليسوا تابعين لايران واذرعتها التي تغولت لتقطع احشاء الوطن العراقي بعد ان اخذ الاميركان حصتهم من الثروات واقتسموا الكعكعة مع شركائهم المعلن منهم والمخفي ولا يهمهم اكثر منذلك فتركوا العراق في متاهة الطريق ومازال ابناء الغربية في تظاهراتهم التي جعلوها وقفة احتجاج على كل ما يحدث في العراق بحسب رأيهم ..
ويفتخر الاكراد بانهم استطاعوا ان ينتقلوا بالشمال الكردستاني خطوات واسعة بعيدا عن الوسط والجنوب العراقي المهشم والذي ما زال غارقا في الغبار المتطاير من الحفريات والمشاريع الفاشلة ..
وبين هذا وذاك يتبادل الجميع تهما جاهزة بالتبعية وتلقي المساعدة من الخارج وايضا العمالة الذليلة لهذه الدولة او تلك ولهذه الجهة او تلك ، دون ان يحددوا الهدف العام الذي يجب ان يجمع الجميع على اختلاف رؤاهم ، وفي هذه المعمعة فان الائتلاف ورئيس الوزراء بالتحديد يتهم المتظاهرين في الانبار وغيرها بانهم اداة لتحقيق ما يرسمه اعداء العملية السياسية في العراق ويتسترون ويؤيدون ما يقوم به القاعدة والتكفيريون اما المتظاهرين في الانبار وغيرها فانهم يرون بوادر الدكتاتورية تعود الى العراق من جديد ولكن بوساطة العملية الانتخابية وصناديق الاقتراع وانهم يتعرضون للتمييز المبرمج الذي يقوده رئيس الوزراء والاحزاب الاسلامية الشيعية بالتحديد ، اما الاكراد فانهم يتهمون الجميع بالنظرة الشوفينية التي تعادي القومية الكردية .
يتحتم على العراقيين جميعا وهم على اعتاب عملية الاقتراع ان يختاروا الشخصيات الكفوءة والنزيهة والتي تحرص على النهوض بالعراق لكي يكون هو وشعبه كباقي الدول والشعوب في العالم وليلتحق بالركب العالمي ولكي لا ينفصل عن تاريخه الطويل الذي بدأ مع اول حرف نقشته اليد البشرية على الاختام ، ويكون الاختيار لهذا الشخص وذاك بعيدا عن دينه ومذهبه وتوجهاته ولكن النقطة المهمة التي تحكم هذا الاختيارهو ايمانه بوحدة العراق وتغيير الواقع المتردي الذي يعانيه المواطن في كل تفاصيل حياته .