18 ديسمبر، 2024 9:38 م

من هو المستفيد الحقيقي جراء حرائق الحبوب

من هو المستفيد الحقيقي جراء حرائق الحبوب

أود قبل كل شئ وأنا ابلغ السادسة والسبعين من العمر ومراقب دقيق للاحداث منذ الستينات ان اوضح للقارئ الكريم ان القطاع الحكومي العام او اية دائرة حكومية لم يتعرض اي منها لاي حادث حرق الا ما ندر والسبب الاوحد يكمن في خشية الجميع من القانون ،،، املاك الدولة خط أحمر،،، المدرسة مهابة والدائرة محترمة ، ومركز الشرطة نقطة يخاف منها الجميع ، ولباس الدولة الميري على حد قول المصريين له مكانة قانونية او اجتماعية ، ولقد كان المعلم يربي الاجيال على حب المال العام وعدم التعرض له لانه ليس مال الدولة إنما هو مالنا نحن ، ولقد كانت الإدارات تحرص على حماية الممتلكات ولقد كان الموظف الخفر له مهمة محددة هو الوقوف على الحالة الامية للدائرة او المرفق العام الى جانب الحراس ، وفي الحرب ينظم جدول بالمدير الخفر لكل ليلة ، بأختصار كان الكل يحترم ويخاف المال العام ، وبعد القانون والخشية منه تأتي نزاهة الموظف وعفته رغم قلة راتبه الذي كان مساويا لاجر الكفاف ، غير أن فقدان عامل النزاهة وتصدر عامل الفساد بعد 2003 ، وأن الكل الفاسد بدأ يبتدع أساليب حرق او إغراق الممتلكات العامة للتمويه واخفاء جرائم السرقة والاختلاس ، ولقد كان لمسلسل إحراق الوزارات والبنوك والأقسام الخاصة بالعقود في الكثير من دوائر الدولة ان تحول الموضوع الى قضاء او قدر او تماس كهربائي تشترك فيه جهات فاسدة متعددة ، وكان دور القضاء دورا مكملا او خائفا او جزعا من حجم وكبر مرتكب الجريمة ،ولقد بدأت جرائم التلاعب بالاقتصاد تأخذ اشكالا متعددة ولكن نهاياتها تدمير مستقبل هذا البلد وبدماء باردة لا تعرف الخوف ، وكان اخرها مسلسل حرق الحقول المنتجة لقوت المواطن ، حقول الحنطة والشعير وعلى نحو ملفت للنظر ولم يسبق له مثيل ، وفي المحافظات المنتجة، ولقد افادت مديرية الدفاع المدني ، ان المساحات المحترقة من الحقول بلغت 7814 دونم خلال 21 يوم ، وللقارئ حق تقدير الخسائر ، والسؤال المهم اليوم لماذا كل هذه الحرائق .؟ ومن هو مرتكب هذه الجريمة البشعة بحق نعمة الله وفي موسم مياه الأمطار.؟ ولماذا ،،،وهنا بيت القصيد ،،، لماذا هذا الحرق المبرمج ، بعد إعلان وزارة الزراعة بان العراق مكتف ذاتيا في موضوعة انتاج الحبوب ، الجواب ، واضح ان هناك عناوين وشركات كانت تتعاقد مع وزارة التجارة لتوريد الحبوب ، وان الاكتفاء الذاتي ليس من مصلحتها ، او أن بقايا داعش يهمه تجويع الشعوب الاسلامية وكان الجواب حرائق نعم الله لعباد الله من المواطنين والفلاحين . والنتائج مبشرة بالشرور لان مافيات التجارة والسياسة والارهاب باتت تتعامل في كل الامور ، والخوف من المخفي والمستور….