منذ اعلان العبادي الحرب على الفساد والكتّاب العراقيون يتبارون فيما بينهم بمن يشير إلى مخالفة أو شائبة قام بها موظف أومسؤول. وكل واحد منهم يفسر الفساد كما يشاء. التجاوز على الرصيف فساد التكليف بخدمة عامة فساد، بل وصل الحد إلى اعتبار تمكين المواطن من المال العام فساد!!! كل هولاء الكتّاب يتجاهلون أن العبادي غازق في الفساد حتى أذنيه! بل أن العبادي لم يفعل شيئا منذ عودته للعراق عام 2003 ولحد هذه اللحظة سوى قبض الرشاوي والاثراء غير المشروع من المال العام. لقد تسلم العبادي منصب وزير الاتصالات في عهد مجلس الحكم ليقوم في ايلول من عام 2003 بأمضاء تراخيص اوراسكوم للهاتف النقال وبشكل مخالف للقوانين العراقية والدولية حيث رسى العقد وبدون إي منافسة على مجموعة اوراسكوم لقاء رشوة مقدارها خمس ملايين دولار. هذه الرشوة -الثابتة بمحاضر تحقيق فدرالية قادتها وزارة الدفاع لان أحد اعضاء مجموعة اوراسكوم هو نظمي اوجيه تاجر الاسلحة الكيمياوية المحضورة الذي زود النظام الصدامي المقبور بالاسلحة الكيمياوية التي استخدمها النظام المقبورضد العراقيين- لقاء توقيع الجيل الاول (الوجبة الاولى) من عقود عراقنا فقط. لقد استمر العبادي في توقيع عقود عراقنا حيث وصلنا إلى الجيل الخامس من هذه العقود. فلو فرضنا بقاء قيمة الرشوة على ما هي -خمس ملايين دولار- ليكون مجموع ما قبضه العبادي من هذه العقود خمس وعشرين مليون دولار.أي أن العبادي جمع اكثر من مليوني دولار خلال السنة الواحد من عام 2003 الى حد الأن! بالتأكيد العبادي قام بزيادة نسبة رشاويه مع تقدمه بالمراكز القيادية!! ورغم ذلك يقوم كتّاب ومثقفوه والذين يدعون الدفاع عن مصالح العراق وابناءه بالمطالبة بمحاكمة هذا وذاك عن مخالفات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها سخيفة كالتجاوز على رصيف أو تأخير معاملة وبعدها يتم التطبيل و التزميز بالانتصارفي حرب الفساد!! ليترك الفاسد الأكبر حرا طليقا يعبث بالمال العام دون حسيب أو رقيب!! العبادي يهدر بالشهر الواحد عشر ملايين دولار على الشاي والقهوة في مكتبه باعتراف البرلمان العراقي نفسه—الذي فشل فشلا ذريعا في محاسبة العبادي—لكن السؤال الحقيقي هل العبادي يصرف هذه الاموال فعلا أم يستولي عليها؟ تُرى لو كان العبادي يتحمل مصاريف الشاي والقهوة من راتبه هل كان سيصرف نفس المبلغ؟ بالتاكيد لا. ورغم ذلك فالكتّاب العراقيون ” الوطنيون” يعتبرون منصب رئيس الجمهورية ونوابه نوعا من الفساد لان هذا هدر للمال!! لكن قيام العبادي بصرف ميزانية وزارتين كاملتين لمدة سنة بضمنها رواتب الموظفين التي يستقطعها العبادي ظلما وعدوانا بشهر واحد ليس هدرا للمال العام!!حيث يبدو ضمير الكتّاب العراقيين -وهم يستعرضون صورهم الشخصية مع مقالتهم-مرتاح تماما لهدر ميزانية وزارتين كاملتين خلال شهر واحد!! إن عدد نفوس بغداد التقريبي هو تسع ملايين نسمة فلو فرضنا أن كوب الشاي او القهوة في مكتب العبادي يكلف دولارا واحدا فهذا يعني ان كل سكان بغداد زاروا العبادي خلال شهر يضاف لهم مليون نسمة اخرى!! أما الحديث عن سيارات العبادي أو الاسطول الذي أمر بشراءه والذي تقارب قيمته المليار دولار فهو حيث ذو شجون!! حيث يبدو دعاة محاربة الفساد من كتّاب و مثقفين ووطنيين مرتاحين نفسيا و معنويا لمثل هذا البذخ في بلد تستقطع فيه رواتب المتقاعدين وتفرض ضريبة على رواتبهم. هذا في حال حصولهم عليها!! حيث أن العبادي ومدير تقاعده- المشغول بالتقاط الصور مع معجبيه من المتنفذين- يصابون بحالة اكتئاب حادة عندما يقبض أي متقاعد راتبه!! فلابد من حرمان كل متقاعد من راتبه او فرض ضريبة عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء لان رفع الدعوى لا يكلف فلسا واحدا خاصة وان كان المشتكي لا يملك ما يسد رمقه!! حرمان المتقاعدين من رواتبهم حلال في ظل حكومة العبادي الاصلاحية التقشفية لكن لا يمكن مطلقا لرئيس هذه الحكومة التنازل عن مصاريف الشاي والقهوة التي يجب أن يتناولها قبل أن يهرول مسرعاً لاستلام رشاويه من أحد أركان النظام الصدامي البائد!! كل الكتّاب الذين ينادون بالحرب على الفساد يجترون توزيع التهم على هذا وذاك لتحويل الانظار عن الفاسد الأكبر الذي جمع ملايين الدولارات من الرشاوي و الاستقطاعات التي ملئت جيوبه من المال الحرام!! لماذا لا يصارحنا هؤلاء الكتّاب بالحقيقة؟ كل العراقيون يعرفون برشاوي العبادي فكل المواقع الكترونية الاخبارية نشرت التحقيق الفدرالي عن رشاوي العبادي من عقود اوراسكوم. أن قيام هؤلاء الكتّاب بذرء الرماد في العيون لا يعني مطلقا محو رشاوي العبادي من الوجود!! بل أن أحد الكتّاب يطالب باعتبار العبادي تائب وإن الله جل جلاله قبل التوبة ومن نحن حتى نرفضها!!! لان زعيق العبادي ونعيقه بالحرب على الفساد يطّهره نهارا و على شاشات التلفزيون ليفسح له المجال ليلا وامام مكتبه الفخم بقبول الرشاوي القيمة و الثمينة مضاف لها الاستقطاعات الشهرية من رواتب الموظفين و المتقاعدين!! لماذا لايتم منح العبادي وسام قبول الرشاوي من الدرجة الأولى اعترافا بجهوده القيمة في قبول الرشاوي!! حيث يمكن لكل كاتب من ذوي الضمير المرتاح تقليد وسام للعبادي عن كل رشوة قبلها!! كما يمكن تكريم العبادي من قبل البرلمان العراقي المشغول تماما بتقنين زواج القاصرات ومنحه وسام الرشاوي من الدرجة الاولى. اما هيئة النزاهة فاقترح عليها منح العبادي درع الفاسد باعتباره الفاسد الأكبر!! كما يمكن اضافة انجازات العبادي في مجال قبول الرشاوي و هي كثيرة كنوع من الدعاية الانتخابية و لتوسيع سجل انجازته وانتصارته. أتمنى من البرلمان العراقي أن يصدر قانون يسمح لدولة رئيس الوزراء حيدر العبادي حصريا بقبول الرشاوي و هدر المال العام وبكل ثقة و اعتزاز بالنفس وذلك من باب تسهيل اموره. خاصة وأن دولة رئيس الوزراء ماضي في طريق الرشاوي سواء وافق البرلمان أم أعترض! كما اتمنى من كتّاب الضمير المرتاح والوطنية الناصعة أن يشكروا العبادي على مجهوده الخارق في قبول الرشاوي فالمجهود الذي بذله العبادي للحصول على رشاوي بهذا الحجم كان حقا خارق للعادة.