لاضير ولاحيف في تعدد المذاهب الاسلامية والتي ظهرت بفعل إجتهادات في أوائل القرن الثاني للهجرة،ولست هنا بصدد التفتيش العقائدي والفكري،بقدر ماأردت تسليط الضوء على الطائفية المقيتة التي تمزق وحدة الشعب وتجعله كأيادي سبأ.
ﻻبد أن يكون واضحا عند القاريء الكريم إننا نلتزم جادة العقل السليم والشرع القويم وسيرة الصالحين فيما نروم بحثه،فالاسلام شريعة سمحاء يستوي فيه الأبيض والأسود،والعربي والأعجمي -كل من لاينطق بالضاد سواء كان فارسي أو أفغاني أو باكستاني أو فرنسي فهو أعجمي-وهاك هذا النص القرآني:(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)لم يذكر إن أكرم المسلمين هم العرب،وقد أجمع المفسرون من الفريقين على ذلك،وعن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث صحيح المتن والسند:( المسلمون سواسية كأسنان المشط،وﻻفرق لعربي على ﻷعجمي ولا ﻷسود على أبيض إﻻ بالتقوى).
لنقف مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فتح مكة المكرمة،فقد أهدر دم سبع من المشركين منهم قائد جيوش الكفر أبو سفيان، ولكن بعد وساطة العباس بن عبد المطلب،عفى عنه النبي الأكرم وقال:من دخل بيت أبوسفيان فهو آمن!وعندما وضعت حرب الجمل أوزارها، عفى الامام علي عليه السلام عن الاسرى بل أمر بعلاج الجرحى منهم!
وفي الحروب الثلاث التي خاضها أثناء حكمه،لم ينسب الذين قاتلوه الى الكفر بل قال إخواننا بغو علينا،وبناءا على ذلك بم يقتدي الطائفيون،أبقرآن أم سنة صحيحة المتن والسند أم بصالح من الصالحين!؟
لماذا ينسب شيعة العراق الى إيران،وﻻينسب الترك الى المغول!أقرأ هولاء تاريخ إيران التي كان تدين بالمذهب السني المتطرف!حتى أدخلهم العلامة سديد الدين الحلي التشيع بسبب حادثة طلاق وقعت للسلطان المغولي خدا بندة الذي كان يحكم إيران آنذاك! أيعلم سنة العالم أن البخاري صاحب أصح كتب الحديث عندهم بعد القرآن هو إيراني وجده الخامس مات مجوسيا! بل كان أبوه مولى في بيت أحد الامراء العرب! وإن خمسة من أصحاب الصحاح الستة من الفرس! اليوم حاضنة داعش التكفيرية في العراق هم بعض السنة،ولكننا ﻻنتهم سنة العراق بهم بل سنة العراق إخواننا وأحداق عيوننا،فصدام المجرم قتلنا بشذاذ سنة العراق وخوارج الشيعة،ولكن شبابنا اليوم في الحشد الشعبي يقدمون أنفسهم ضحايا ﻷنقاذ أعراض أخواتنا من بنات أم المؤمنين عائشة،ورغم ذلك يتهم شذاذ سنة العراق الحشد الشعبي الوطني بشتى أنواع التهم الكاذبة!
شيعة العراق عرب بلا مزايدة ولايخدش أحد في وطنيتهم الا مريض نفس،مع كل التهم فإن شيعة العراق لايفرقون بين عراقي وآخر الا بمقياس الوطنية والاخلاص لهذا الشعب الأبي بكافة مكوناته،فالطائفي شيعي كان أو سني وكذا العنصري هؤلاء هم أعداء العراق.