إعترض علي بعض الأخوة حين تحدثت في لقائي الأخير على قناة الديار عن السياسيين!! أو في الحقيقة من يسمون أنفسهم بالسياسيين ومن درج بعض الناس بتسميتهم أيضا بالسياسيين. فقلت له :-
لقد أصبحت كلمة السياسي سبة وشتيمة على طريقة لقب رفيق في قطر عربي شقيق يحكمه حزب من الرفاق. هناك إذا أراد أحد المواطنين أن يجرح صاحبه ولو على طريق المزاح يقول له رفيق .. وما يكون من هذا الرفيق !! إلا أن يرد الشتيمة صاعا بصاعين فيقول له إنت رفيق إبن ستين رفيق.
كلمة السياسي في العراق اصبحت سبة وكلمة مرفوضة من قبل الشارع العراقي بسبب :
1- أن الطارئين على السياسة يملأون المشهد ” السياسي ” ..
2- أن أغلب هؤلاء الطارئين لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب ولا بعيد.
3- إن أغلب السياسيين!! وليس كلهم حولوا النشاط السياسي إلى أرباح تجارية فصارت همومهم العقود والمقاولات والأرصدة وسرقة المال العام سرا وعلانية.
4- إن أغلبهم وليس كلهم سخروا الدين لمفازاتهم السياسية !! فلم يكن أمامهم إلا ركوب الطائفية مذهبا للفوز المبين !!. وفازوا .. مع الأسف ..
5- ولكي يستمروا راكبين الموجة السياسية !! والطائفية ارتبطوا تماما بالمشاريع الأجنبية واستراتيجيات غريبة لا علاقة لها لا بالوطن ولا بالناس.
6- نشروا ثقافة أن السياسي هو الذي يعمل جل جهده على سن القوانين التي تحميه وتعود إليه بالفوائد المادية المباشرة وقصورهم في عمان وبعض دول الجوار تشهد..
7- نشروا ثقافة أن السياسة هي الأرتال والحمايات والأسلحة والسيارات المظللة والمضللة ووضعوا الجدران العازلة بينهم وبين الناس فما عادوا يدرون أين هم يسكنون ولا علاقة لهم بأية معاناة من قبل الشعب لا الأيتام ولا الأرامل ولا المتقاعدين ولا الشباب العاطل ولا انتشار الأمية ولا الأمراض المستشرية ولا الأعداد الكبيرة والمتزايدة من المتسولين في شوارع المدن العراقية.
8- نشروا ثقافة أن السياسي هو من يزوّر الشهادة ويدفع الرشوة ويتسلمها باطمئنان كبير .. وبصمت تام من قبل السيد الضمير.
10 – نشروا ثقافة أن السياسي كذاب مخاتل محتال متآمر فنان في التآمر ليس فقط على خصومه وحسب بل حتى أبناء تحالفه وكتلته وحزبه..
11- أغلبهم وليس كلهم جهلة بأبسط العلوم ذات العلاقة بالسياسة لذلك عندما يسمعون بمفردات الإستراتيجية والنظرية والفلسفة وغيرها يبتسمون ساخرين وإذا سمعوا بمفردات مثل الوطن والوحدة الوطنية والمصلحة الوطنية العليا وبالمواطنة والمواطن فتأخذهم الهيستيريا من الضحك..
لهذه الأسباب وغيرها أصبحت كلمة السياسي عندنا وتحديدا في شارعنا العراقي سبة وشتيمة شأنها شأن كلمة رفيق .. في ذاك البلد الشقيق..
أما كيف ارتبطت كلمة السياسي بالإرهاب والميليشيات والإغتيالات فالجواب في السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وكواتم الصوت والإغتيالات التي تتصاعد في الخلافات وتهبط في المصالحات..
اللهم أنا سياسي نعم .. لكنني اشهد أمام عزتك وجلالك أنني بريء من هؤلاء الذين وصفتهم أعلاه.. والسياسة أصلا هي منهم براء ..
أما ماذا نسميهم ؟؟
فهذا سؤالي لأصدقائي قراء مقالتي هذه ..
” لو اطلعت عليهم لملئت رعبا ووليت منهم فرارا “
صدق الله العظيم..