5 نوفمبر، 2024 1:31 م
Search
Close this search box.

من هو السياسي

-1-
السياسي الحقيقي : هو ذلك الانسان الذي لا يغفل عن واجباته ازاء الوطن والمواطنين .

من هنا لابد ان يكون أكثر الناس بذلاً وعملاً من أجل رفعة البلد وإسعاد أهِلهِ وأكبرهم إحساساً احسانا بالمسؤولية .

أمّا الذين يتسلقون على أكتاف المواطنين، ليصلوا الى المناصب العليا ويحتلوا الكراسي الرفيعة ، ليكونوا الأمراء المستحوذين على ثروات البلاد وشؤونها، فهم ليسوا بسياسيين حقيقيين وان كانوا يزعمون ذلك ..!!

انهم حفنة من الأدعياء الذين أظهروا للناس غير ما أبطنوه ..!!

واستطاعوا عبر الخداع والحيل، أنْ يصطادوا البسطاء والسذج من الناس، ليكونوا المصوّتِين لهم في يوم الاقتراع العام .

وبعد الفوز واظهار النتائج كانوا في واد، وكان المواطنون المضحوك عليهم في واد آخر …

ان الغش والدجل مرفوضان في كل الحقول والمجالات، دينيّاً واخلاقياً واجتماعياً وحضارياً ودستورياً وانسانياً ….

-2-

قرأتُ ما كتبه بعضهم عن (ونستون تشرشل) حيث قال عنه انّه :

(من اكثر الناس شغفاً بالمطالعة والقراءة ،

ويقال :

انه من اكثر الناس كتابةً وقراءة، وتشتمل مكتبتهُ على مجموعة مخيفة من الكتب الخالدة والعادية …..

ويذكرون فيما يذكرون عنه :

انه يقرأ بسرعة غريبة ، …

ومن أخباره :

ان سيدة سألته رأيه في كتاب فأجابها :

انه لم يقرأه ،

فسألته ان يفعل ،

وان يتفضل عليها برأيه فيه ،

وفي اليوم التالي وصلها كتاب من المستر تشرشل وفيه تعليق ونقد على الكتاب المذكور ،

وكان المستر تشرشل قد قرأه وهو ذاهب بالسيّارة لزيارة صديق “

المختار من الادب العربي /عمر ابو النصر ص8-9

أقول :

كان بوسع تشرشل ان يعتذر بلطف للسيدة التي سألته اعطاء رأيه في الكتاب، انه رجل مسؤولية ومهام كبرى ، وهو لايجد الوقت الكافي لتلبية مثل هذه الطلبات ….

ولكنه استغل فترة ذهابه لزيارة صديقه، وقرأ الكتاب في السيارة، ثم كتب

الجواب وأرسله الى السيدة المذكورة، فوصلها في اليوم التالي .

ان خدمة البريد السريع في بريطانيا تضمن وصول الكتاب خلال 24 ساعة فقط .

وهنا لابد ان نلاحظ :

ان (المواطن) يستطيع ان يتشّهى ويطلب من المسؤول ما يريد ، حتى اذا لم يكن الطلب متعلقاً بأمر رسميّ ..!!

ان العلاقة بين (المسؤول) وبين (المواطن) هي علاقة انسانية في الأساس، وليست محصورةً في نطاق رسمي فقط ..،

وانّ المسؤول – ان كان سياسياً حقيقياً – يستجيب للمواطن حتى في تشهياته البعيدة عن النطاق الرسمي، وبذلك يوّثق أواصر الثقة والعلاقة بالمواطن

والسؤال الآن :

هل رايتم من ” سياسيّ الصدفة ” العراقيين المعاصرين، من يتيح لامرأة عراقية ان تسأله عما اتخذّه من اجراءات ازاء ما قدمتّه اليه من طلب رسمي ؟

بل هل يتيح لها فرصة اللقاء به أصلاً ؟!!

وما يقال عن المرأة يقال عن اي مواطن آخر ..!!

وهل رأيتم فيهم شغفاً بالقراءة والكتابة ، والمطالعة والمتابعة ، والرصد الحقيقي لمسارات الفكر والثقافة ؟

انهم ليسوا سياسيين على الاطلاق …

انهم قد يعمدون الى مَنْ تظاهرات الجماهير للتنديد بأدائه السيء، ليسندوا

له منصباً أعلى من منصبه السابق ..!!

وليكن بعد ذاك ما يكون ..!!

وانا لله وانا اليه راجعون .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات