23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

من هو الرابح من : مقايضه رأس الهاشمي برأس سلطان هاشم ؟

من هو الرابح من : مقايضه رأس الهاشمي برأس سلطان هاشم ؟

لازلت أتذكر منذ ان كنت صغيرا مشاهد السحل ولإعدامات المرعبة التي كانت تجري في بغداد والموصل وكركوك والعديد من المدن العراقية الأخرى في وطن لم يحتكم ساسته في قراراتهم لمنطق الرحمة والشفقة والانسانيه مرارا بل حكمها ا لدم الفائر والحقد والرغبة بالانتقام والرقص على جثث الضحايا والتمثيل بها بشكل بربري وحشي … واحتساء كاس النصر بجماجم الضحايا قاده النظام الغابر بما يسقط كل التبجح بعمق إطناب الحضارة التي تمتد لآلاف السنين وعراقه هذا الشعب وإنسانيته.
ولم تكن المصادفة وحدها ان يقتل اغلب قاده العراق في ظروف مروعه بعد ان لعبوا من قبل دور قابيل ولا يمتد بطول العمر ويموت في فراشه سوى المغفور له عبد الرحمن عارف الذي رفض التوقيع على أي قرار إعدام بل عفي عن كثير من المعارضين السياسيين ورفض الإصغاء للوشاة والمحرضين حتى وصف بأنه( اضعف) رئيس للجمهورية في بلد تعلق بالبطل حتى لوكأن مستبدا مادام يبطش ويصول ويجول بفرس تلطخت حوافره ببرك الدم والاشلاء مثيرا الرعب والخوف في مجتمع شرقي لم يعرف الحرية والحوار ويؤمن بان (الإمام الذي لايشور أبو الخرق).!!
من هتاف محاكم الثورة التي كانت تدافع عن الجمهورية الفتيه ومشروعها الوطني وشعاراتها التي صبغت بدماء الضحايا في( قصر الرحاب) إلى مطارق المنصات و حبال الإعدام تحت نصب الحرية حيث ينشد ألجواهري داعيا إلى عدم إرخاء قبضتها لان في ذلك ضرر!!
إلى إعدام الزعيم المغدور عبد الكريم قاسم صبيحة رمضان والتي لم يحتج عليها النظام القومي العربي مثل انتفاضته الأخلاقية لإعدام صدام حسين صبيحة الأضحى وهو أول من تلطخت يداه بدم أمل الكادحين الذي عفا عن عصابة الاغتيال صبيحة العيد …لكن ( أم الطبول) بقيت فم ..وشهيق الضحايا وصرختهم تجلجل ما بين إلا رض والسماء…والمستبد العراقي يعلم ولا يعلم لان (الاكليروس) يعج بصراخ الذين يطالبون بالإجهاز على القائد الذي رفعوا سيارته على أكتافهم بالأمس في ساحة الميدان…. او سلفه عبد السلام عارف الذي اقسموا له بالسماوات السبع انهم لن يتنازلوا عن بيعته… اوالذين بصموا بدمائهم عهد البيعه والولاء لصدام حسين ..بالروح.. والدم النجس الذي كتبوا به القران !!

ليكبر بنا العمر والإحساس بالخوف والرعب ويتسع مدى المظلومين على مدى الضفتين في وطن( تشيده الجماجم والدم)ويمسي ويصبح مزرعة للمقابر الجماعية.. ليدشن ناظم كزار استلهاما لكل البربرية وسادية الوحش الرابض في الذات الإنسانية الممسوخة بنشر شيوعي سجين صامد حيا الى نصفين بعد وضعه بتابوت … او ألقاء جسد المناضل الإسلامي المنسي عبد الصاحب دخيل ليسبح في حوض التيزاب الذي أمسى موجه متهادية في الفردوس الأعلى و من قبه نقيب الصحفيين عبد العزيز بركات… ويكون فاتحه لوطن يكتظ بالمقابر الجماعية وطوابير الهاربين وحفلات الذبح الغادر والإبادة العرقية والطائفية المبرمجة وبلا رحمه لتضاف الى محرقه الحروب التي كانت في حقيقتها إعداما وهولوكوست اخر مارسه المستبد العراقي ضد الجميع بمباركه الغرب والنظام العربي الغارق في مستنقع الحقد والطائفية والتبعية الخارجية …لكن لله تعالى عيونا ترى مايحل بعباده المظلومين ولا ينجو من قصاصه ظالم او متجبر او من يسفك دما حراما …ولو بعد حين .وفي الحياة قصاص ..وفي القصاص حياه يا أولي الألباب ..نعم .

و في كل مره يحتفل الشعب في العراق بإعدام احد حراس الهيكل الفرعوني يكون انتقام متوقع من ذيول الأفاعي كرسائل دمويه تحصد مزيدا من الأبرياء وتحمل توقيع فاعليها بيمنا نتذ كر قوافل شهداء قضوا بمطارق انهالت على رؤؤسهم في الاقبيه المظلمة او في أخاديد الأرض التي حفرتها شفرات النشامى لمئات الآلاف من الأبرياء المدنيين العزل والتي لم يقدم عليها حتى المغول والنازيين.. ثم يظهر من يدافع عن الجلاد وذئابه المسعورة دون أي وخزه ضمير او حياء من اسر الضحايا والشعب المنكوب كأنه وبكل سقوط يتبنى القاتل ويدين الضحية ويدوس العدل والذاكرة الوطنية الراعفه بحذائه مثلما فعل عدد من الخفافيش الذين تسللوا للخيمة البرلمانية وظللوا الناس بشعاراتهم الطائفية وهم يحملون اليوم قميص جلادي الشعب بعد ان تحولت المقصلة الى مظلومة… لان رؤؤس الضحايا أعمت شفرتها!! .

لتسترح اسر وذوي ألاف الأبرياء في حلبجه والبصرة والاهوار ولتدخل على أبديته الشهداء في جوف الأرض السكينة حيث يقف الكيماوي الان إمام الله لينال قصاصه العادل في سقر فقد طويت هذه الصفحة ..ولكن !!!

هل يمكن ان تستمر مراسم توقيع قرارات الإعدام التي هي محاكمه للماضي قبل الانتخابات كأننا ننحر الضحايا يكل ما تعنيه من رسائل مبهمه من قبل البعض الذين يفسرون الامر بما يخدم عمليه صب االزيت على مثل هذه القرارات وتأجيج الفتنه الطائفية ؟..وهل تخدم عمليه إعدام سلطان هاشم وغيره من قاده الجيش العراقي في هذا الظرف بالذات مشروع الأمن السلمي والمصالحة ؟؟ ولماذا تصر بعض الإطراف الكردية على قرار إعدامه لأنه نفذ أوامر عسكريه وهو ضابط محترف لاندافع عن مشروعيتها ولانتبناها ولكن حجم المناشدة الشعبية وما عرف عنه سلطان هاشم بين الضباط والجنود من دماثة الخلق واحترام التقاليد العسكرية ووجوده في الزمن الخطأ وتحت قياده جبار يبطش بكل من يخالف راية حتى لوكان عدنان خير الله او الخزرجى او سلطان هاشم وهذا ما يدفعنا على النصح بعدم تنفيذ الحكم بوزير الدفاع ا السابق الان تحت أي ضغط او مبرر لان الحاكم مهما كان عادلا ومنفذا لقرار العدالة النزيهة سيكون بعيون الملايين متجنيا على اعرق مؤسسه في العراق هي المؤسسة العسكرية التي كانت أول منصهر حقيقي للوحدة الاثنيه والطائفية رغم الانقلابات والماسي التي جعلت أداه لتنفيذها .

حادثه بسيطة يرويها لنا احد الضباط الصغار برتبه ملازم اول خلا ل الحرب ألعراقيه الايرانيه والذي تقدم من الفريق الركن سلطان هاشم مرتبكا لتسليم رسالته من قائده ألميدانيي عن سير معركة واشتباك حام وقع مع وحدات إيرانيه في القاطع الأوسط .. وقبل ان يلقي التحية ألعسكريه بادره الفريق قائلا
 
ـاسترح يا ولدي ان شاء الله سلامات والله يجعله بردا وسلاما على وحدتكم الله ينهي هذه الحرب على خير كفي شهداء وأرامل وثكلى….
 .وللذاكرة فان سلطان هاشم هو الذي صرح في مؤتمر صحفي ربيع عام 2003 بان القوات الامريكيه ستصل الى بغداد في غضون عشره ايام وكان توقعه دقيقا جدا .

أن الذين يصرون على إعدام سلطان هاشم يا رئيس الوزراء بعضهم ارتكب من الجرائم بحق أبناء هذا الشعب من الأكراد والعرب مدفوعا بالحفاظ على سطوته ونفوذه وكان مقربا من الدكتاتور وانحنى له مرارا رغم انه قتل أشقائه وأهله واستعان أحيانا بجيش كان يقوده سلطان هاشم لذبح خصومه الذين استعانوا بدرهم بالحرس الثوري الابراني من اجل الكراسي المتوارثة دون حياء و هم من يريدون الإيقاع بين الأشقاء والنفخ في نار فتنه أوشكت على الانطفاء لتبرير مخططهم الصريح بتمزيق العراق بساطور اعمي .
 وإذا كان الآمر بالأخر يستدل فعلينا ان نحاسب كل من تسبب بقتل العراقيين او حرض على ذلك عربا او أكرادا او تركمان او مسيحين وغيرهم فلدم العراقي واحد وان لانتستر يا سيد طيفور على مسئول كبير بالدولة هارب مثل طارق الهاشمي محكوم بالإعدام ونمنحه الحماية والدعم ضد الدستور والقانون نكايه بمكون سياسي يرفض الانصياع لرغبات تعديا قانون الانتخابات يمنح المتخمين والمنعمين مقاعد اكثر على حساب الاخرين!!!!

ان أي منصف لابد ان يصل الى استنتاج جوهري مفاده ان أي مسؤؤل في أي نظام كان يتحمل بالتضامن أوزار وخطايا ذلك النظام بقدر ما تمتع بمزاياه وامتيازاته وما دام قد قبل العمل معه بمحض إرادته الشخصية وينطبق ذلك على القادة السياسيين والعسكريين بدرجات متفاوتة وبضمنهم سلطان هاشم وغيره
 لكن القضية هنا تتعلق بالظرف الراهن وعوده الاحتقان الطائفي مجددا والرابح والخاسر في هذا البازار وانعكاساته على العلاقات بين مكونات الطيف الو طني.
قبل ان توقع على قرار إعدام المتهم المدان سلطان هاشم يا رئيس الوزراء اسأل من حولك قاده الجيش الحالي الذين خدموا تحت إمرته ..هل كان الرجل بلا قلب…. هل قبل أن يزج بجنوده طواعية في معارك خاسره ..هل كان راضيا عن كل الهزائم التي فرضها النظام السابق عليه وهو ابن الموصل الحدباء التي كانت اكبر مدرسه للعسكرتاريا العراقيه على مدى 80 عاما والذين استشهد منهم الآلاف دفاعا عن حرمات الوطن وترابه الطهور والذين يقفون اليوم إمام اخطر مؤامرة ضد هوية هذه المدينة العريقة التي ينهش بها الإرهاب بسبب السياسات السلطوية الخاطئة وإبعاد ألاف الضباط الأشاوس من أبناء الموصل  بينما تتعرض المدينة لزحف خطير لتغيير هويتها العربيه.؟؟

لاتمنح فرصه للمتصيدين في الماء العكر او الذين يتذرعون بحجج واهية لتبقى أيديهم نقيه ويتطاير الدم على ردائك أنت وتظهر وكأنك بلا قلب او رحمه او حتى بعد نظر او حرص على الإخاء العربي بين ألسنه والشيعة .

أنها الفتنه التي يخطط لها ويرعاها هؤلاء الذين تبنوا حروب الدكتاتور بالأمس وسكروا بدماء الضحايا العراقيين والإيرانيين والكويتيين ومن قبلهم بدماء القوى السياسية المعارضة والذين يروجون اليوم بان إعدام سلطان هاشم سيكون هديه المالكي لإيران بتقديم رأس قاده الجيش العراقي السابق لها لخلط الأوراق مع ملف الاجتثاث وتشويه صوره النظام الحالي عربيا ونعته بالطائفية والدفع بالناخبين للاصطفاف مجددا في طوابير ضيقه تعيد المشروع الوطني الى الخلف وتجهض فرص القوى الوطنية وتمنح ألفرصه مجددا لكهنه المعبد  وعرابي المشروع التوراتي والانفصاليين.

إياك ان تفعلها يا رئيس الوزراء الان لأكثر من سبب وحذاري من الرضوخ للمزايدين والصفقات التي تتم على حساب عروبة العراق وتذكر ان بتر أي عضو في الجسد سيكون ألما وخسارة وسيسب مزيدا من التشوه والألم حتى لوكان ما يبتر مصابا بالسرطان!! … ولان العفو او ترك الرجل يعيش ما تبقى من أيامه داخل الزنزانة أهون من الإعدام .. والرحمة والعفو قبل العدل مثلما نردد حتى في التهجد .. علينا ان نتخيل أنفسنا بدل الآخرين الذين نقرر نحن مصائرهم الدنيوية بمشيئة الله الذي يمنح الملك او ينزعه عمن يشاء من عباده … وان نترك الأمر لقضاء الله ففرق كبير بين سلطان هاشم وصدام او برزان او كيمياوي….وتذكر لماذا تشفع أهالي كربلاء لصابر الدوري وتنكروا لا بن مدينتهم محافظها السابق في زمن الحرية والانتخابات الحرة؟!

بحق هذه الأيام التي نتذكر فيها فأجعه سيد الشهداء الحسين (ع) الذي أصابه الغم وسط أبنائه وصحبه المجزرين على ارض ألطف لان الله تعالى سيقتص من قاتليه.. نناشدك يا رئيس الوزراء ان تعدل عن التوقيع على إعدام وزيرا لدفاع السابق( الان ) لأحبا به وإنما شفقه بأسرته وأطفاله ورحمه بالعراق الذي ارتوى بالدماء ونصبت فيه من المشانق ما يعادل كل نخيله.وشتلات الورد ألجوري فيه .وليسامحنا من يدين له سلطان هاشم بالدم
 .
…. يكفينا أجسادا يخترقها الرصاص في قاعات الإعدام كل فجر …يكفينا أقنعه سوداء توضع في رؤؤس إخوتنا الذين جنوا علينا …يكفينا حبالا يتدلى منها الرجال… يكفينا كل هذه المقابر وكل هذا العويل وكل هذه الأمهات اللواتي يرفعن اكفهن لطلب انتقام السماء من الذين حرموهن من فلذات الأكباد ظالمين او مظلومين … يكفينا ماحل بنا من ويلات ومصائب كأن مفرده الموت اختزلت كل أحلامنا ولم يعد سواها في الأبجدية …
 اجعل من قلمك يا ابا اسراء ما يصون كرامه الوطن والشعب كل الشعب ..نستحلفك ان لأتوقع على هذا القرار… ثم تندم بعدها ويفرح الشامتون….رغم انك لن تكون إثما ان فعلت لأنك تنفذ أراده وقرار القضاء الوطني  لكن تذكر  ان الحسين عليه السلام كان يبكي قبل مصرعه حزنا على قاتليه الذين سيدخلون النار بسبب ذبحه هو وأهل بيته وأصحابه ظلما.
 
.والله من وراء القصد .