15 نوفمبر، 2024 12:55 م
Search
Close this search box.

من هو الأغنى ؟

-1-
في سياق الحديث عن شخصية العاهل السعودي الراحل ، تداولت وكالات الانباء أخبار ثروته ، وقيل انها بلغت 18 ملياراً من الدولارات .

-2-

وقد حدثتني احدى السيدات :

انها حين ذكرت ذلك لأحد المطّلعين على الخفايا والاسرار في العراق الجديد قال لها :

ان هناك من يملك ما يزيد على ذلك، ممن استحوذوا على معاقد الأمور في العراق الجديد …!!!

-3-

ونحن وان لم نطلع على كشوفات الحسابات الخاصة بثروة السلطوي المشار اليه ، الا اننا لا نستبعد ذلك ، حيث تبخرّت مئات المليارات من الدولارات دون أن نعرف مصيرها :

الى اين ذهبت ؟

وكيف صرفت ؟

وأين مستندات صرفها ؟

وأين هي المشاريع التي انجزت ؟

وأين هي الأسلحة التي اشتريت ؟

-4-

والحديث عن عمليات تهريب الأموال الى خارج العراق ، لم ينقطع في يوم من الايام ..!!

-5-

ان احدى الماجدات العراقيات ، وهي طبيبةٌ من محافظة الحلة ، أتيح لها ان تملك ثروةً لاتُقاس بالأرقام الفلكية المشار اليها انفاً ، أقدمت على بناء مدرسة للبنات في محافظتها ، جهزّتها بكل ما يلزم من الوسائل الحديثة لتكون المدرسة النموذجية ، وفاءً منها لمدينتها ووطنها ، جاء ذلك بعد اغتراب عن الوطن مكّنها من امتلاك المال الوفير .

فالف شكر وتحية ، لهذه المرأة العراقية النبيلة الوفية .

-6-

والسؤال الآن :

كم هو الفارق بين من يكدح ويتعب نفسه بالعمل المضني الذي يدّر عليه الأرباح ، وبين من يستحوذ على المليارات من المال الحرام عن طريق الاقتناص والامتصاص ؟

لاشك ان الفوارق كثيرة وكبيرة، نفسياً وأخلاقياً ودينياً واجتماعياً وسياسيّا وحضاريا وثقافياً ووطنياً …

انّ الدكتورة (البيرماني) حازت قصب السبق في هذا المضمار، واصبحت القدوة لكل الأثرياء القادرين على خدمة وطنهم وأبناء شعبهم .

ونحن نقترح هنا أن تسمّي محافظة الحلة شارعاً من شوارعها باسم هذه السيدة الكريمة .

وأنْ تقيم لها نصباً تذكارياً تكافئ به صنيعها المجيد .

-7-

وليخجل رجال القرصنة واللصوص الذين أثروا على حساب البائسين والجياع العراقيين، مما اقترفوه واجترحوه من جرائم الاختلاس والنهب الفظيع حتى أوصلوا البلد الى حافة الهاوية .

ولو كانوا يملكون ذرةً من الشرف والنبل اللذيْن تملكها الدكتورة (البيرماني)، لسارعوا الى احتضان المهجرين والنازحين وإغاثتهم بالمأوى والغذاء والدواء وباشباع حاجاتهم الضرورية ، وهم يعانون في غمرة البرد الشديد ألوانا من المشاق والصعوبات التي تعرض حياتهم للخطر .

انّ من صفات البدوي أنه نهّاب وهّاب ، ولكنهم من السوء والانحطاط بحيث انهم لا يتقنون الاّ فنّ السلب والسطو غير مبالين بغيرهم على الاطلاق .

-8-

ولنا وطيد الأمل أنْ يحتسي هؤلاء الجفاة الغلاظ قريباً، كؤوس الندامة ، بعد أن يُلقي عليهم القبض ويحالوا الى المحاكم ليحاسبوا عن كلّ ما اقترفوه من آثام .

ان الفساد المالي والارهاب وجهان لعملة واحدة .

ولن يُقضى على الارهابيين الاّ بالقضاء على المفسدين .

ولعلّ أبرز المطالب الشعبية اليوم ، هو التصدي لزمرة الفساد والافساد، التي لم ترعَ حرمةً لدين ،واخترقت كل الخطوط الحمراء : أخلاقياً وقانونياً ووطنيا وسياسياً وانسانياً ، فأصبحت ملعونة على كل لسان، وذميمةً بكل ميزان .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات