18 ديسمبر، 2024 6:03 م

من هو الأسد ؟

من هو الأسد ؟

يعتقد أغلب الناس وللأسف أن الأسد هو ملك الغابة ، لا أفهم كيف يكون الملك فاقداً لمواصفات الكائن السوي ، فالمعروف عند قولنا هذا أسد يفترض به أن يكون جامعا لكل صفات القائد والتي يجب أن تكون صفات فيها كل الفضائل وتكون بعيدة عن الرذائل ، وبحسبة صغيرة نرى أن هذا الأسد يفتقر حتى لأبسط فضيلة باستثناء ما موجود حول رقبته من اللبدة وهي كمظهر فحسب ، فالأسد كما هو معروف حيوان كسول بلا غيرة لأن أغلب وقته يقضيه في النوم والزئير الفارغ وهو يعتمد على زوجته اللبوة في ما تجلبه من صيد ليأكل بشراهة ومن الرذائل التي يتحلى بها هذا القائد هو أنه يجبر زوجته للخروج إلى الصيد وإلا كان مصير أشبالها الموت المحتم، يقول لها إن لم تجلبي لي الطعام فأولادك مصيرهم الموت وسوف التهمهم بكل شراهة ، وفعلا يلتهم الأشبال إن شعر بالجوع ، لا أفهم لماذا البشر عندما يشيرون لرجل عظيم حسب رأيهم يعتبرونه كالأسد وهو يشعر بالانتفاخ الفارغ لأنه يشبه الأسد دون أن نجد أحدهم يثأر لهذا الوصف الحيواني الفارغ من القيم الحيوانية حتى، بالمقارنة بين الأسد والثعلب نجد أن الثعلب فيه من الفضائل التي يفتقر لها كل أسود الأرض وبحسبة صغيرة ايضا نجد أن الثعلب ذكي وماهر في الصيد وهو بغيرة فياضة بحيث لا يدع زوجته للخروج إلى الصيد بل يذهب بنفسه ليجلب لاولاده وزوجته الطعام ، نضيف نقطة مهمة جدا وهي نقطة برأي الكاتب تعادل كل القيم التي يتفاخر بها من يعتقد أنه يحمل صفات إيجابية ، فالعائلة الثعلبية فيها صفة ليست موجود في كل الحيوانات وحتى عند أغلب البشر وهي عند وفاة أحد الزوجين تنتهي الحياة الجنسية عند الطرف الآخر وهذه الصفة لا نجدها حتى عند البشر أصحاب العقول الراجحة وإن وجدت فهي نسبية تعتمد على عمر الطرف الآخر وعدم وجود من يتقدم أو ممن توافق على زواجها من هذا الرجل أو تلك المرأة ، أما الأسد فهو بلا غيرة ولا يهتم أين تذهب اللبوة ، ربما تذهب وتمنح جسدها لأحد الأسود الشباب لتجلب لزوجها الكسول مزيداً من اللحوم الطازجة وهو يزأر فرحاً بصوته المزعج وهو سعيد بقدوم الطعام دون أن يسأل المسكينة من أين لك هذا الطعام وما هو مصدره ، المهم أن يأكل وبعدها ينام وشخيره ورائحة فمه المقيته تملىء المكان .
إن تصرفات هذا الحيوان المخجل تذكرني بمجموعة تعيش قرب الأنهر في عراقنا الكبير فهي عشائر فيها الرجل مشغول بتمشيط الشارب وشرب القهوة وتدخين التبغ وزوجته تخرج من الصباح الباكر تبيع بضاعتها والويل لها إن كان المبلغ الذي تجمعه أقل بقليل من الذي قد توقعه ، حينها يكون مصيرها مزيداً من الركلات وفوق كل هذا وذاك هي المسؤولة عن تربية الأولاد والإهتمام بهذا الرجل الناقص للغيرة ، حاله حال الأسد ولا فرق بينهما إلا بشيء واحد فالأسد له طوق جميل فوق رقبته والرجل فوق رأسه شرف العروبة من الطوق الأسود ومزيداً من كبر الشارب.
هذه هي صفات الإنسان الأسد حتى وإن كان قائداً أو كان شيخاً أو أميراً أو رئيساً فهو لا يختلف عن أخلاقيات هذا الحيوان وهذه التسمية تذكرني بغباء القيادة العراقية في بدايات حربنا مع إيران إذ تم تسمية الطيارين بالنسور وبعد فترة تم إستبدال التسمية بالصقور بعد أن علموا أن النسور تأكل الجيف وهي بعيدة عن القنص حتى وإن كان حجمها أكبر وشكلها أجمل من الصقور، هنيا لمن وافق أن يكون أسدا وهو لا يعلم إن الأسد فاقداً لأبسط أبجديات الأخلاق والقيم حتى في المملكة الحيوانية وهو الحيوان الأكثر فشلا بكل القيم ، المهم وجود اللبدة كما هو الحال بوجود الحلقة الملتوية فوق رؤوس الرجال والمسمى بالعكال العربي .