سؤال طرح على مجموعة من الطلاب في احدى الجامعات، ما ومن هو الاب؟ فكانت الاجوبة جميلة وتقليدية الا جواب واحد استوقف المحاضر وأجمع باقي الطلبة عليه.
يقول الجواب…..
الأب في صغرك تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه وصغر قدمك، تلبس نظارته فتشعر بالعظمة وتلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة. يخطر ببالك شيء تافه فتطلبه منه ويتقبل منك ذلك بكل سرور ويحضره لك دون منة ، يعود الى المنزل فيضمك الى صدره ضاحكا وأنت لا تدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله . واليوم في كبرك أنت لا تلبس حذاء ابيك لأن ذوقه قديم
وهو لا يعجبك. أصبحت تستغرب من ملابسه العتيقة وأغراضه القديمة لأنها لا تروق لك. أصبح كلامه لا يلائمك وسؤاله عنك هو تدخل في شؤونك و ذلك لا يروق لك. حركاته تصيبك بالحرج. كلامه يشعرك أحيانا بالضجر. اذا تأخرت يقلق عليك ويعاتبك على التأخير حين تتأخر في عودتك تشعر أنه يضيق عليك وتتمنى لو لم يكن موجودا لتكون اكثر حرية رغم أنه كل همه قلقه عليك وانه يريد الاطمئنان عليك لا أكثر. ترفع صوتك عليه وتضايقه ببرودك وكلامك فتراه يصمت ليس خوفا منك بل حبا فيك وتسامحا معك. إن مشيت بقربه وكان محدب الظهر لا تمسك يده لتستعجله حين تجد نفسك أطول وأقوم منه. أنت بالأمس القريب كنت بين قدميه تتعثر وتتلعثم بالكلام وتخطيء في الحروف والكلمات ويضحك معك مبتسما ويتقبل ذلك كله ليعلمك الصحيح بصبر ورحابة صدر وأنت اليوم تتضايق من كثرة تساؤلاته واستفساراته اذا ما اصابه الصمم او العمى لكبر سنه، لا احد في الدنيا يريدك ان تكون افضل منه سوى اباك ويتمنى الموت على ان يراك متألماً فهو يرى فيك الامل و الحب والرضا منذ صغرك الى اخر يوم في عمره. فلا تضجر من تعامله مع الحياة في شيخوخته التي قد تتضايق انت ومن معك من سلوكه في شيخوخته. لا تنسى من رباك وكبرك ورعاك في طفولتك وعلمك فأحسن لك، فأحسن له في شيخوخته ومرضه فلا تتركه او تتجاهله لكبره واحسن اليه فغيرك يبكي الما متمنيا ان يرى ابيه من جديد.