بعد انتخابات مجلس النواب العراقي 2018 حصل تيار الحكمة الذي يرأسه السيد الحكيم على اقل من 25 مقعداً برلمانياً هذا العدد القليل امام كتلتي الفتح و سائرون لم يجدي نفعاً بل لا ينفع للصراع, فكان لابد من اللجوء للمعارضة المصطنعة.
حاول السيد الحكيم مع السيد الصدر و العبادي و النجيفي و علاوي والجيل الجديد الكردي تشكيل الكتلة الاكبر لكن لم يفلح الجميع لاسباب كثيرة, بعد ذلك تشكلت الحكومة على يد سائرون و الفتح و جلبت عادل عبدالمهدي و ويلات العراق و القتل و الفساد,.
خلال الايام الاولى لحكومة عادل انتشرت في وسائل الاعلام ان حصة الحكمة هي امانة بغداد و المرشح لها عبدالحسين عبطان لكن ذلك لم يحصل و اتجه الحكيم و تياره الى المعارضة, حتى اطاح الشعب بالحكومة و الكتل الكبيرة في تظاهرات تشرين 2019, بعد استقالة عادل و فريقه قدمت الكتل مرشحيها واحداً تلو الاخر لكن جميعا سقطوا في الفخ و صارت الاسماء مرفوضة من الشعب قبل تكليفها, كتلتي الفتح و سائرون دعما مرشحين و حتى الرئيس برهم صالح دعم مرشحاً لكن جميعاً لم ينجحوا.
جاء السيد الحكيم بمرشحاً لا يعترض عليه احد غير سياسي و غير متحزب و غير مزدوج الجنسية و لم يستلم مناصب حكومية غير جهاز امني و يمكن القول ان الجهاز كان ناجحاً نوعاً ما, المهم ان الحكيم قد عرف معنى السياسة و كيف يكون النجاح خرج بمرشحه و حكومته من الظلام بضوء خافت الى ان اصبح ساطع كالشمس فلا تستطيع الكتل رفضه لانهم اصبحوا محرجين امام الشعب و امريكا و ايران, فلابد لهم القبول و الرضوخ مع اعطائهم الحصص الكافية من الغنائم, الكرد و السنة لا يهمهم شي بقدر حصتهم من الحكومة, السيد المالكي و علاوي رفضا الحكومة, تبقى الحكمة و الفتح و سائرون و النصر داعمين لحكومة الكاظمي.
سياسية السيد عمار الحكيم لم تنتهي هنا, فقد مرر الوزراء منذ الجلسة الاولى بعد حركة مكوكية على مدار الساعة بين الكتل للقبول بالكاظمي و حكومته و تأجيل بعض الحقائب للمساومة عليها لاحقاً.
اليوم السبت 6-6-2020 اكتملت حكومة الكاظمي بعد التصويت على سبع وزارات متبقية, منها الخارجية و النفط فقد ذهبت الخارجية الى الانفصالي فؤاد حسين حصة الكرد, و النفط لاحسان عبد الجبار و الذي نشرت عنه ملفات فساد عند تسلمه منصب مدير عام نفط البصرة.
بذلك سيطر السيد الحكيم على الحكومة التي ستبقى اطول من سابقاتها, هي لا تسعى الى انتخابات مبكرة نهائياً و لا يمكن اجراء انتخابات مبكرة حتى لو أرادت ذلك بسبب عدم اكتمال نصاب المحكمة الاتحادية و عدم التصويت على قانون الانتخابات لهذا اليوم, و الذي يحتاج الى فترة لاتقل عن ثمانية اشهر للدراسة و وضع آليات العمل عليه بعد اجراء تعداد سكاني شامل حقيقي, أي ان الحكيم قد تربع على عرش حكومة العراق من الباطن لأطول مدة ممكنة.
و عليه يجب الاعتراف حقاً ان السيد عمار الحكيم بعد 2003 هو افضل سياسي الشيعة بعد تجربة حكومة العبادي و تجربة حكومة الكاظمي, انصح زعماء الكتل الشيعية الكبيرة التعلم منه فهو ابن المدرسة السياسية الايرانية صاحبة النفس الطويل.
ملاحظة:
* الكلام ليس مدحاً لسيد الحكيم انما تحليلاً للوضع السياسي العراقي.
* المعلومات الواردة في مقالي هي تحليل سياسي متواضع مع بعض المصادر الاعلامية.