8 أبريل، 2024 6:37 ص
Search
Close this search box.

من هوشيار زيباري .. إلى إبراهيم الجعفري

Facebook
Twitter
LinkedIn

وزارة الخارجية .. تسقط من جديدظلت وزارة الخارجية منذ تأسيس الدولة العراقية العام 1921 مرتعاً لأبناء الذوات.. وحرمً منها المواطنون الآخرون من التعين فيها.. مهما تفوقوا في دراساتهم.. سواء في العهد الملكي أم العهد الجمهوري.. ولأول مرة تفتح أبواب الخارجية لتعين الخريجين العام 1971 عندما أعلنت وزارة الخارجية لأول مرة عن نيتها تعيين المتفوقين العشرة الأوائل من خريجي فروع (العلوم السياسية.. والقانون الدولي.. والتاريخ.. واللغات الانكليزية والفرنسية والروسية) ..
المهم إن أوضاع العام 1971 لا تسمح لتعيين البعثيين فقط.. فالبعث كان يلهث لإقناع الأكراد والشيوعيين والقوميين للتحالف معه.. وخلال المقابلات والاختبارات كان جميع المتقدمين متفوقين.. وعمت الفرحة بيننا.. حتى إننا العشرة الأوائل من العلوم السياسية أقمنا حفلة في نادي العلوية بمناسبة نجاحنا في الاختبار والمقابلة.. بل وتعيننا خلال الأيام المقبلة بالتأكيد.. لكن ما أن أعلنت النتائج والتعيينات.. فقد أصابني وزملائي الغضب والإحباط،.. فلم نقبل جميعاً لا أنا ولا قيس جمال الدين وهاني العباسي ونافع ألعقيدي وفاتن فيضي والآخرون جميعا.. وعين بدلاً عنا من لا يفهم ولا يفقه في الكلية.. ومن أصحاب النتائج المتدنية.. والناجحون في الدور الثاني.. إضافة إلى تعيين آخرين من غير الفروع العلمية المطلوبة من البعثيين وأقرباء المسؤولين.. ومنهم أخو وزير الخارجية آنذاك .. لتغلق وزارة الخارجية فيما بعد للبعث وللأقرباء والعشيرة ..
اليوم.. وفي العراق الديمقراطي الاتحادي لم تكن للمواطن حصة في وزارة الخارجية.. ولا يعين المتفوق والدكتوراه في العلوم السياسية أو في القانون الدولي أو أصحاب الخبرات السياسية والإستراتيجية والدولية.. بل لو تقرأ قائمة أسماء سفرائنا وقناصلنا والصف الأول من الدبلوماسيين العراقيين في السفارات تجد إن التاريخ يعيد نفسه..
لتنقل لنا الأخبار بان الأوائل في كليات القانون والسياسة واللغات من الجامعات العراقية للأعوام الماضية قدموا للتعيين في وزارة الخارجية.. ولم تسنح لهم الفرصة للتعين.. تحت يافطة عدم توفر الدرجات الوظيفية لهم للتعين.. وهم الأوائل في كلياتهم.. وكان ينبغي على الوزارة الاستفادة منهم.. والغريب إن التعيينات مستمرة تتم للآخرين.. وتوفر لهم الدرجات وفي اختصاصات خارجة عن طبيعة عمل الوزارة.. وفي المقدمة أبناء وأقارب المسؤولين فالمعينين في وزارة هوشيار زيباري.. منهم :
ـ نجل خالد العطية.. ونجل وزير التخطيط السابق علي بابان.. وابنة فؤاد معصوم.. وابنة كبير القضاة مدحت المحمود وزوجها.. ونجل أخ رئيس إقليم كردستان مسعود البارازاني.. وخال عمار الحكيم.. ونجل وزير العلوم السابق عبد الكريم السامرائي.. ونجل خضير الخزاعي.. وابنة خضير الخزاعي.. وشقيقة باقر جبر الزبيدي.. وشقيق علي الدباغ.. ونسيبي علي
الأديب.. وابن عم همام حمودي.. ونجل عبد القادر ألعبيدي وزير الدفاع السابق.. ونجل شيروان الوالي.. ونجل حسن السنيد وعشرات آخرين.. أحد الوزراء في الحكومة السابقة عين شقيقين له وخمسة من أبناء عمومته في عدة سفارات عراقية.. ولم تتوقف الحالة على أبناء المسؤولين.. بل حتى موظفي الوزارة عينوا عوائلهم وأقرباؤهم.. فرئيس الدائرة المالية عين ابنيه وزوجة ابنه في الوزارة.. ونقلهم للخارج من دون تنفيذ التعليمات الخاصة بالنقل عليهم.. فضلا عن اختياره آماكن النقل لهم.. ورئيس الدائرة الإدارية في الوزارة نقل خدمات شقيقه مع احتساب فصل سياسي مشكوك فيه.. ،فضلا عن تعيين عدد من أبناء أقاربه وأصدقائه.. مسؤول آخر في الهرم الإداري لوزارة الخارجية قام بتعيين ابنه وزوجته واثنين آخرين من أبناء أخوته.. وقيامه بالتستر على الأخطاء والمخالفات المالية والحسابية.. وتعيينات أخرى حسب الهدايا المقدمة إليه.. ولمكتب الوزير هناك صولات وجولات! ويقال إن الفساد في هذه الوزارة رائحته تشم حتى خلف الوزارات والشقق الخلفية.. وعشرات آخرين لم يكفي المقال لنشر فضائحهم !!
وجاء إبراهيم الجعفري للخارجية ليكشف لنا إن هناك 170 شهادة مزورة لكبار الموظفين الدبلوماسيين بعضهم سفراء.. لكن القضية سوفت.. ولم يتخذ أي إجراء حتى اللحظة.. (صفقوا أيها العراقيون لسفرائكم.. شهادتهم مزورة) ..
وأول عمل قام به الجعفري هو تعين ابنته وزوجها دبلوماسيين في سفارتنا في لندن.. وهي السفارة المتخمة بالموظفين الحبايب.. علماً إن ابنته وزوجها يقيمان في لندن ويعملان هناك.. يعني رواتب الآلاف الدولارات لمن لا يعمل.. ولا يستحق ..
لم يتوقف الجعفري عند هذا الحد.. بل عين أبناء وأقرباء المسؤولين الجدد.. وفي المقدمة منهم أبناء حسن السنيد.. وجميعهم ليسوا اختصاص في السياسة خارجية، وليس لديهم خبرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية.. ليبدأ بتعين موظفي جريدة بلادي التابعة لتياره.. وكذلك ابناء الحبايب.. ماذا تقول وزير خارجيتنا ؟؟
(كل هؤلاء المعينين جميعهم في عهد الزيباري أو في عهد الجعفري لا يمتلكون الكفاءة ولا الخبرة ولا الاختصاص كوزيرهم) ..
بقيً أن نقول إن الإصلاحات التي جرت في عهد الجعفري! في وزارة الخارجية .. هي لا إصلاحات.. ولا هم يحزنون .. فالسفراء المستحقين للتقاعد منذ سنين أحيلوا على التقاعد.. وعين بدلاٌ عنهم أناس لا علاقة لهم بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية.. وهم من مزدوجي الجنسية وعينوا في دول الأم.. يعني على سبيل المثال سفيرنا في الأردن جنسيته أردنية.. وهلمً جرا.. أما أصحاب الشهادات المزورة فما زالوا يصولون ويجولون في سفاراتنا ..
ولم يصل التقشف يا رئيس الوزراء إلى وزارة الخارجية وسفارتنا.. فوزير خارجيتنا قضى ثلثي خدمته في زياراته المكوكية للخارج من دون نتائج تذكر.. وآخرها قضى شهراً كاملا في دول المغرب العربي بلا سبب ولا نتيجة.. كما إن تخصيصات سفاراتنا ما زالت تعادل تخصيصات خمسة وزارات.. وبلا نتائج .. والفساد في سفاراتنا يزكم الأنوف ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب