في ظل تعالي العمل بالحملات والغزوات الإيمانية, وهيمنة الخطاب الديني والعشائري المتخلف على البيت, والمدرسة, والشارع. فضلآ عن وجود أكثر من أربعة ملايين طفل متسرب عن الدراسة ومليون طفل دخل ميدان العمل. والدعوات المستمرة على عزل الإناث عن الذكور في دوائر ومرافق الدولة العراقية كافة, وفي ظل تنامي تلك الأوهام . تستيقظ مدن الجنوب العراقي وبالخصوص مدينة البصرة ,على أنباء اختطاف واغتصاب وقتل الأطفال دون سن السادسة , مثلما حدث للطفلة (عبير محمد علي ) بنت الخمس سنوات , حيث جرى اغتصابها وقتلها على يد ثمانية وحوش بشرية في منطقة الشعيبة حي السكك , عائلة (عبير) قادمة من مدينة الناصرية – الشطرة للمشاركة في حفل زواج أقاربها .
طريقة اختطاف واغتصاب وقتل (عبير)لأتقل وحشية ورعب عن زميلتها (بنين حيدر)بنت الأربع سنوات من قضاء الزبير اغتصبت وقتلت من قبل احد منتسبي استخبارات لواء خمسين في البصرة الجاني من مواليد ( 1987) متزوج وله طفلان.
معظم الأطفال اليوم لايفشون سر تعرضهم الى الاعتداء الجنسي من قبل بعض الأقرباء مثل العم والخال , لتخوفهم من أن يواجهون عقوبات أضافية .فضلآ عن الفضيحة.
مدن الجنوب حاليا تعيش أحداث مسلسل ليلى (والذئاب) أبطالة قوم لوط من أبناء العشائر الأشاوس أصحاب الغيرة والشهامة تلك الكلمات الجوفاء الفارغة النتنة والتي أصدعوا رؤؤسنا بها بعد ما اكتفوا بالزنا بمحارمهم .
ومادام هناك من الوعاظ من يعطي تلك الوحوش البشرية المسوغ والغطاء الديني لكي يبرر لهم الاغتصاب بفتاوى دينية مثل ((الضم والتفخيذ حتى مع الرضيعة )) ومعناه ملامسة جسد الطفل بقصد الحصول على المتعة الجنسية .
(جرائم الاغتصاب اليوم لاتحتاج الى أربع شهود عدول أو من يرى الميل في
المكحلة بل من يثبت الواقعة تقارير الطب العدلي والفحوصات المختبرية ).
المتهمون في تنامي تلك الظاهرة والتي أضحت بشكل يومي ,هم رجال الدين وشيوخ وأبناء العشائر والقادة الامنيون .
ردود الأفعال الحكومية جاءت عقيمة وبائسة متمثلة في رد وزارة حقوق الإنسان واللجنة النيابية لحقوق الإنسان ووزارة المرآة حيث اكتفوا (بالا ستنكار), اما االقادة الامنيون فهم كالعادة يتهمون جهات خارجية وعصابات يعملون لصالح جهات أجنبية عاجزون عن تسمية تلك الجهات .
وبعيدا عن أوكار الكذب والخداع , أن تقوم منظمات المجتمع المدني بمناقشة الظاهرة بشكل واضح وجريء بعيدا عن الاحتشام الكاذب والزائف مع أقامة الحلقات الدراسية وورش العمل على أن تشمل توعية الأسرة والمدرسة والشارع , وبمشاركة الأعلام الحر .
مع تخصيص يوم من كل شهر للتعريف بخطر تعاظم تلك المأساة في دوائر الدولة كافة والقطاع الخاص , ومطالبة الحكومة بوضع حد لها في مدن الجنوب المبتلية المنكوبة وبالخصوص مدينة البصرة . ورد الاعتبار للعوائل المفجوعة بأطفالها .
أن ما نقدمة ألان يشكل قمة الجليد وما خفي كان أعظم.!!!
[email protected]
